سجلت أسهم شركات الدفاع الأوروبية ارتفاعات كبيرة ووصل بعضها إلى مستويات قياسية اليوم الاثنين، مع توقعات بأن تضطر الحكومات إلى زيادة إنفاقها العسكري لتعزيز أمن القارة.
وارتفع سهم راينميتال بنسبة 6% في فرانكفورت، بينما صعدت أسهم BAE Systems بنسبة 5% في لندن، وارتفعت أسهم تاليس بنسبة 3.8% في باريس. كما وصل مؤشر ستوكس الأوروبي للدفاع والفضاء إلى أعلى مستوياته منذ أوائل التسعينيات.
يأتي هذا الارتفاع في ظل اجتماع القادة الأوروبيين في باريس لمناقشة تداعيات قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
ويرى المحللون أن أسهم قطاع الدفاع تتلقى دعماً من احتمالات أن تلعب الدول الأوروبية دوراً في تحقيق حل أمني لأوكرانيا، في إطار زيادة عامة في الإنفاق العسكري بالمنطقة.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأوكراني يدعو إلى إنشاء "جيش أوروبي" محذراً من أن روسيا "لا تستعد للحوار"
وقال جيم ريد، المحلل الاستراتيجي في دويتشه بنك، «شهدنا تطورات جيوسياسية كبرى خلال الأيام القليلة الماضية، وربما ننظر إليها مستقبلاً على أنها محفز رئيسي لزيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي».
أكد محللون أن هناك إلحاحاً متزايداً لتعزيز الإنفاق الدفاعي الأوروبي، حيث تتفق الدول الأوروبية بشكل متزايد على ضرورة رفع ميزانياتها العسكرية.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضغوطه على الحلفاء الأوروبيين لزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى ما يتجاوز هدف الناتو البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، بل واقترح رفعه إلى 5%، وهو مستوى تقترب منه بولندا فقط حالياً.
وخلال الأيام الأخيرة، التزم قادة أوروبيون بارزون بزيادة مخصصاتهم الدفاعية، حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر عن خطة لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب استعداد بلاده لنشر قوات بريطانية في بعض المناطق.
من جانبه، صرّح أرمين بابيرغر، الرئيس التنفيذي لشركة راينميتال، بأن الشركة ستشهد نمواً أكبر من المتوقع استجابةً لارتفاع الطلب.
وفي مقابلة مع فايننشال تايمز هذا الشهر، قال بابيرغر: «للتنافس مع الشركات الدفاعية الأميركية، يجب أن تكون لدينا صناعات تسليح بحجم صناعي كبير، وهو ما تطالب به الحكومات الأوروبية حالياً».
وفي سياق متصل، ارتفعت عائدات السندات الحكومية، حيث قام المستثمرون بتسعير احتمالات زيادة الإنفاق العسكري، مما أدى إلى ارتفاع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.07 نقطة مئوية ليصل إلى 2.49%، كما ارتفعت عائدات السندات البريطانية بمقدار 0.05 نقطة مئوية لتصل إلى 4.56%.
وقال موهيت كومار، المحلل في جيفريز: «ارتفاع الإنفاق الدفاعي سيؤدي إلى ضغوط تصاعدية على معدلات الفائدة الأوروبية، بغض النظر عن تطورات عملية السلام».
اقرأ أيضاً: أوروبا منقسمة بشأن دعوة ترامب أعضاء الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5%
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي