يصوّت الألمان اليوم في انتخابات يُتوقع أن تمنح حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف أعلى نسبة من الأصوات في تاريخه، في اقتراعٍ من شأنه أن يحدد مستقبل أكبر ديمقراطية في أوروبا وسط تحديات جيوسياسية واقتصادية حادة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا، الذي تتزعمه أليس فايدل، قد يحظى بدعم نحو خُمس الناخبين الألمان، أي ضعف النسبة التي حصل عليها في الانتخابات الفدرالية لعام 2021. وخلال الحملة الانتخابية، تلقى الحزب دعم إدارة ترامب وإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومالك منصة "إكس".
ويمثل تقدم الحزب في الانتخابات تحولاً نحو اليمين في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، والذي يعاني منذ عامين بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والمنافسة من الواردات الصينية الرخيصة.
ومن المقرر أن تصدر التقديرات الأولية لتوزيع المقاعد في البوندستاغ الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، فور إغلاق مراكز الاقتراع.
🗳️ في انتخابات تشريعية تتصدرها المعارضة المحافظة بفارق كبير.. الألمان 🇩🇪 يدلون بأصواتهم اليوم
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) February 23, 2025
📌 تشير استطلاعات الرأي إلى تفوق زعيم المحافظين اليميني فريدريش ميرتس بنحو 30% من الأصوات
📌 من المحتمل أن تستغرق المفاوضات أسابيع أو حتى أشهر قبل تشكيل حكومة جديدة pic.twitter.com/bxURBQxjZV
وقد لاقت الحملة الانتخابية ذات الطابع المعادي للأجانب التي يقودها حزب "البديل من أجل ألمانيا" صدىً واسعاً، خصوصاً بعد وقوع ثلاث هجمات دامية نفذها مهاجرون. وفي يوم الجمعة، أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على لاجئ سوري يُشتبه في تنفيذه هجوماً بسكين عند النصب التذكاري للهولوكوست في برلين.
ورغم ذلك، استبعدت جميع الأحزاب الألمانية الأخرى التعاون مع "البديل من أجل ألمانيا" في تشكيل حكومة ائتلافية، فيما وصفه البعض بـ"الجدار العازل"، وهو الأمر الذي انتقده نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي.
لكن في حال حصول الحزب على كتلة كبيرة من المقاعد داخل البوندستاغ، فقد يؤدي ذلك إلى تعقيد جهود تشكيل الحكومة التي يقودها فريدريش ميرتس، زعيم "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي يتصدر السباق لخلافة أولاف شولتز في منصب المستشار.
اقرأ أيضاً: الصين تسعى لتعزيز التعاون والتجارة الحرة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي
يتوقع أن يفوز حزب ميرتس المحافظ في الانتخابات بنسبة تقارب 30% من الأصوات، في حين يستعد أولاف شولتس لقيادة حزبه الاشتراكي الديمقراطي، نحو أسوأ هزيمة له منذ عام 1887، حيث تشير التوقعات إلى حصوله على 15% فقط من الأصوات.
وقد تصبح مهمة تشكيل ائتلاف حكومي أكثر تعقيداً إذا تمكنت الأحزاب الصغيرة، مثل الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، وحزب اليسار المتطرف، والحزب اليساري المحافظ الذي أسسته السياسية المثيرة للجدل سارة فاغنكنشت قبل عام واحد، من تجاوز نسبة 5% اللازمة لدخول البوندستاغ.
وسيتعين على المستشار الألماني المقبل التعامل ليس فقط مع اقتصاد راكد، بل أيضاً مع بلد يشعر بعدم الاستقرار بسبب الخطاب العدائي لدونالد ترامب تجاه أوروبا. فقد أثار الرئيس الأميركي قلق حلفائه عبر الأطلسي بتهديداته بسحب الضمانات الأمنية من القارة الأوروبية وإجرائه محادثات مع روسيا بشأن مصير أوكرانيا.
وقال ميرتس أمام أنصاره في تجمع انتخابي بمدينة ميونيخ يوم السبت: «سنفوز في الانتخابات الفدرالية، وسينتهي أخيراً هذا الكابوس الذي تمثله الحكومة الحالية».
وأضاف: «نعم، لدينا مشكلات هيكلية، لكنني أرى الكوب نصف ممتلئ دائماً، وليس فارغاً تماماً. سنعمل على ملء هذا الكوب بالكامل من جديد، وسنثبت ما يمكن أن يحققه اقتصادنا».
اقرأ أيضاً: نمو صفري لاقتصاد منطقة اليورو في الربع الرابع وسط تباطؤ في ألمانيا وفرنسا
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي