خطاب حالة الاتحاد.. ترامب يشيد ببداية رئاسته القوية ويثير استهجان الديمقراطيين

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

 

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما وصفه بالبداية القوية لفترة رئاسته الثانية في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس، مما أثار استهجان ومقاطعات مشرعين ديمقراطيين رفعوا لافتات تنديد وغادروا القاعة في منتصف الخطاب.

ومثل ذلك الخلاف الحزبي انعكاسًا للاضطرابات التي صاحبت الأسابيع الستة الأولى من تولي ترامب منصبه، والتي قلبت السياسة الخارجية الأميركية رأسًا على عقب، وأشعلت حربًا تجارية مع حلفاء مقربين، وخفّضت من قوة العمل الاتحادية.

 

اقرأ أيضاً: ترامب يفرض رسوماً جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين.. وبكين ترد بتعرفات تصل لـ15%

 

وجاء الخطاب، الذي ألقاه في وقت الذروة، وهو الأول له أمام الكونغرس منذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني (يناير)، في ختام يوم ثانٍ من الاضطرابات في السوق، أثارها فرضه رسومًا جمركية جديدة شاملة على المكسيك وكندا والصين.  

وأفاد مشروع الرئاسة الأميركية بأن هذا كان أطول خطاب رئاسي أمام الكونغرس في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، إذ استمر 100 دقيقة.  

ويُذكّر الخطاب بتجمعات حملة ترامب الانتخابية، رغم أنه تجنّب إلى حد بعيد عادته في الابتعاد عن التصريحات المعدّة مسبقًا لتقديم ملاحظات جانبية.  

ووجّه الرئيس سهام النقد لسلفه الديمقراطي جو بايدن، وشنّ هجومًا على المهاجرين المجرمين باعتبارهم "متوحشين"، وعلى ما أسماه "فكر المتحولين جنسيًا".  

 

الميزانية الاتحادية

 

تعهد ترامب بإحداث توازن في الميزانية الاتحادية، حتى في الوقت الذي حثّ فيه المشرعين على وضع برنامج شامل لخفض الضرائب، والتي يقول محللون غير حزبيين إنها قد تضيف أكثر من خمسة تريليونات دولار إلى عبء ديون الحكومة الاتحادية البالغ 36 تريليونًا. وسيتعين على الكونغرس التحرك لرفع سقف الديون في وقت لاحق من هذا العام، أو المخاطرة بالتخلف عن السداد المدمر.

 

 

وكان زعماء العالم يراقبون خطاب ترامب عن كثب، بعد يوم من إيقافه جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وجاء التعليق بعد سجال في المكتب البيضاوي، حيث وبّخ ترامب بغضب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام كاميرات التلفزيون.  

وقال ترامب إن زيلينسكي بعث له رسالة أمس الثلاثاء يقول فيها إن أوكرانيا مستعدة لتوقيع صفقة المعادن النادرة التي يلفها الغموض بسبب سجالهما.  

وأضاف ترامب: "في الوقت نفسه، أجرينا مناقشات جادة مع روسيا، وتلقينا إشارات قوية بأنهم مستعدون للسلام. ألا يكون ذلك جميلًا؟"  

وقد هدد توقف المساعدات جهود كييف لمواجهة روسيا، التي شنّت غزوًا واسع النطاق قبل ثلاث سنوات، وأثار قلق الزعماء الأوروبيين الذين يخشون أن يقرب ترامب الولايات المتحدة من موسكو أكثر من اللازم.  

 

احتجاجات ديمقراطية

 

استهل ترامب الخطاب بالقول: "إلى مواطني بلدي، عادت أميركا"، وسط تصفيق حار من رفاقه الجمهوريين. وأضاف: "بلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل، وربما لن يشهده مرة أخرى".

 

اقرأ أيضاً: رداً على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية.. الصين تستهدف الصادرات الزراعية الأميركية

 

ورفع الديمقراطيون لافتات تحمل رسائل مثل "لا ملك" و"هذا ليس طبيعيًا"، وخرج العشرات في منتصف الخطاب.  

وأُخرج آل جرين، أحد أعضاء الكونغرس من تكساس، بعد رفضه الجلوس.  

وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، بعد تنبيهه الديمقراطيين إلى ضرورة الحفاظ على اللياقة: "أخرجوا هذا الرجل من القاعة".  

وبدا أن جرين، الذي كان يهز عصا تساعده على المشي في وجه ترامب، يرفع صوته بالقول إن ترامب لم يفز بتفويض في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أن تفاخر الرئيس بانتصارات الجمهوريين.  

وقال ترامب بعد طرد جرين: "أنظر إلى الديمقراطيين أمامي، وأدرك أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يمكنني قوله لإسعادهم أو جعلهم يقفون أو يبتسمون أو يصفقون".  

تحدث ترامب في مجلس النواب، حيث تجمع المشرعون خوفًا على حياتهم قبل أكثر من أربع سنوات بقليل، بينما اقتحم حشد من أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة لإلغاء فوز الديمقراطي جو بايدن عليه في 2020، حين كان في السلطة.  

أشاد الرئيس برجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك وإدارة الكفاءة الحكومية التي قلّصت عدد الموظفين الاتحاديين بأكثر من 100 ألف، وخفّضت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، وأغلقت وكالات بأكملها.  

 

مزيد من الرسوم في الطريق 

 

أكد ترامب عزمه فرض رسوم مضادة إضافية في الثاني من نيسان (أبريل)، وهي الخطوة التي من المرجح أن تهز الأسواق المالية أكثر.  

وقال: "لقد استخدم الآخرون الرسوم الجمركية ضدنا لعقود، والآن حان دورنا لبدء استخدامها ضد تلك البلدان الأخرى".  

وفي هذه النقطة، ظل العديد من الجمهوريين جالسين، في إشارة إلى كيف أدت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب إلى انقسام حزبه.  

وقد أدت الرسوم التي فرضها ترامب بنسبة 25% على المكسيك وكندا، وهما من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، و10% إضافية على الواردات الصينية، إلى تعميق مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد.  

 

 

وانخفض المؤشر ناسداك المجمع بأكثر من 9% عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 16 كانون الأول (ديسمبر).  

وحثّ ترامب الكونغرس على تمديد تخفيضات الضرائب التي أقرها في عام 2017. وتقدم الجمهوريون في الكونغرس بخطة شاملة قيمتها 4.5 تريليونات دولار، من شأنها أن تمدد التخفيضات الضريبية، وتعزز أمن الحدود، وتمول زيادة هائلة في عمليات الترحيل.  

وتدعو الخطة إلى خفض الإنفاق تريليوني دولار على مدى عقد، مع احتمال تقليص تمويل التعليم، والرعاية الصحية، وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية.  

 

 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة