كيف تأثرت حجوزات حفلات الزفاف ورحلات السفر بحالة عدم اليقين ومخاوف الركود الاقتصادي؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

انعكست حالة عدم اليقين على تصرفات المستهلكين في الولايات المتحدة في ظل حالة من عدم اليقين بشأن الأوضاع الاقتصادية، والاستعداد لاحتمالات حدوث ركود اقتصادي في البلاد.

وظهر ذلك التأثر في التعامل مع عدد من البنود الاستهلاكية مثل حفلات الزفاف ورحلات السفر وغيرها، فبعد أن كانت الحجوزات تحدث قبل فترة سنة أو أكثر من الحدث أصبحت تحدث قبلها ببضعة أشهر أو أسابيع فقط.

ويقول عازف الجيتار بحفلات الزفاف بجنوب كاليفورنيا، موسى لين، لشبكة CNBC، إن مخاوف الناس من الركود الاقتصادي قد تكون مسؤولة جزئياً عن ذلك.

ويقول لين عن الشعور بالإلحاح الذي يلمسه لدى الأزواج: "بسبب حالة عدم اليقين في السوق، هناك شعور عام بـ: ’لا أعلم ما الذي سيحدث خلال 18 شهراً‘". 

ويضيف: "لذا، فإن الأمر يشبه نوعاً ما: ’نحن بخير الآن، فلننفق المال ونخرج ونقوم بالأمر فحسب‘".


اقرأ أيضاً: وسط ارتفاع تكاليف المعيشة.. عدد الأميركيين الذين يعملون في عدة وظائف يرتفع بشكل قياسي


ويقول أصحاب الشركات الصغيرة إنه حتى لو لم تتأثر خدماتهم بالتعرفات الجمركية التي أعلنت عنها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً بشكل مباشر، فإن قلق المستهلكين بشأن الاقتصاد قد يؤثر سلباً على أرباحهم.

وانخفضت ثقة المستهلك الأميركي في التوقعات الاقتصادية إلى أدنى مستوى لها في 12 عاماً خلال شهر مارس/ آذار، وفقاً لـ the Conference Board، وخاصة قبل أن تكشف إدارة ترامب عن سياستها الكاملة بشأن التعرفات الجمركية التي أدت إلى حدوث حالة من الاضطراب في سوق الأسهم وزادت من مخاوف الركود.

الإنفاق الآن قبل تغير الأسعار

يقول لين إنه رأى منذ عدة أشهر أدلة على أن الأزواج يشعرون بضغوط مالية: المزيد من حفلات الزفاف في الفناء الخلفي، وقوائم الضيوف الأصغر حجماً، وعدد أقل من حفلات الزفاف في وجهات مختلفة، وخفض التكاليف بشكل عام في بنود معينة لتوفير الرفاهية في بنود أخرى.

قد يكون العودة إلى الحفلات الأصغر حجماً أمراً طبيعياً بعد الطفرة التي أعقبت وباء كوفيد-19 عندما سارع الناس إلى إنفاق الأموال على الاحتفالات الشخصية مرة أخرى، حتى في مواجهة التضخم القياسي الذي تراجع منذ ذلك الحين. لكن حالة عدم اليقين الجديدة في الاقتصاد قد تؤدي إلى مشاكل بالنسبة للأعمال.

ويشير لين إلى أن العديد من بنود ميزانية الزفاف قد ترتفع أسعارها في الأشهر المقبلة. على سبيل المثال، تُستورد معظم الزهور من دول أخرى، لذا إذا ارتفعت ميزانية الزوجين للزهور بشكل كبير بسبب الرسوم الجمركية، "ستقل الميزانية المخصصة لكل شيء آخر، وهذا ما أشعر به"، بحسب ما قاله لين. 

وأضاف: "مع ازدياد ضيق الوقت، يضطر الناس إلى اختيار ما هو مهم وما هو غير مهم بدقة".

لين، الذي يقول إنه رفع أسعاره هذا العام، ويطلب ما يصل إلى تسعة آلاف دولار لحفل زفاف محلي، وما يصل إلى 15 ألف دولار لحفل في وجهة خارجية، يقول إنه لم يشعر بانخفاض في الحجوزات هذا الموسم، لكنه لا يزال حذراً مما هو قادم. 

ويضيف أنه منح مؤخراً أحد مساعديه زيادة بنسبة 25% فيما يُطلق عليه "خطوة استباقية"؛ فإذا حدث ركود، يأمل ألا يجد المساعد وظيفة براتب أعلى تمنعه ​​من العمل في حفلات زفاف لين.

ويقول لين: "هناك الكثير من القلق في الصناعة".

بلغ متوسط ​​تكلفة حفلات الزفاف 33 ألف دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 18% عن عام 2019، وفقاً لتقرير صادر عن The Knot. وفي أعقاب الأزمة المالية التي وقعت قبل أكثر من 15 عاماً، انخفض متوسط ​​إنفاق حفلات الزفاف بنسبة 8% على مدى عامين ليصل إلى 26 ألف دولار في عام 2010، وفقاً لبيانات The Knot.


اقرأ أيضاً: قهوة مُرّة: كيف تهدد الرسوم الجمركية أكواب الأميركيين الصباحية؟


الادخار إلى حين هدوء الأوضاع

في حين يتعامل لين مع المزيد من الطلبات القصيرة الأجل من الأزواج الذين يعانون من ضائقة مالية، تقول صاحبة شركة صغيرة أخرى إنها تشعر بالقلق بشأن تراجع الحجوزات.

وتقول ريبيكا سمايلي، وهي وكيلة سفريات في شركتها "Smiley Travel"، إنها شهدت مؤخراً انخفاضاً في نشاط الحجز خلال ما يسمى "wave season" في المجال، عندما تقدم شركات الرحلات البحرية أفضل عروضها ويحجز الناس عادةً رحلاتهم في الربيع والصيف.

ويقول مخططو السفر إن الحجوزات انخفضت خلال "wave season" هذا العام مقارنة بعام 2024 بسبب الأسعار المرتفعة والحجوزات المسبقة من قبل.

وتقول سمايلي إن بعض العملاء ناقشوا تأجيل خطط إجازاتهم القادمة إلى عام 2026، وهو ما تقول إنه قد يكون بسبب التعرفات الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب والمخاوف بشأن الركود بشكل عام.

وقال بعض العملاء إنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت لتوفير المال اللازم للقيام برحلة، في حين أدرك آخرون أن "كل شيء أصبح أكثر تكلفة بعض الشيء، لذلك لا يمكننا القيام بذلك هذا العام"، بحسب ما تقوله سمايلي.


شاهد أيضاً: السلع الفاخرة في مرمى الرسوم الجمركية!


لا تغييرات كبيرة في نشاط الأعمال

تقول سمايلي، التي تعمل الآن في عامها الثالث في مجال الأعمال، إن هذا هو الوقت الذي يعمل فيه الوكلاء مثلها عادةً على الارتقاء في حياتهم المهنية، مثل زيادة قاعدة عملائهم أو توسيع أعمالهم.

وذكرت سمايلي أنها تؤجل الخطط الخاصة بأي تغييرات كبيرة في نشاط عملها في الوقت الحالي.

وأضافت: "لن أخاطر في الغالب حالياً. لقد دفعنا هذا بالتأكيد إلى التفكير قليلاً قبل اتخاذ أي قرار، وهذا ما يفعله الناس أيضاً في رحلاتهم. إنهم يدققون في الأمور أكثر، ويفكرون ملياً قبل الضغط على زر ”الحجز”".

حالة الحذر لا تعبر عن الجميع

مع ذلك، لا يرى كل المسافرين أن حالة عدم اليقين تستدعي الحذر. وتقول سمايلي إن الحجوزات استؤنفت خلال الأسبوع الماضي تقريباً، وخاصةً بين المسافرين الشباب الذين قد يفكرون عبر هذا القول: "لقد مررنا بالعديد من الأحداث التاريخية، وأريد قضاء إجازتي".

وأشارت سمايلي إلى أن بعض العوامل الاقتصادية، مثل انخفاض أسعار تذاكر الطيران، قد تكون مفيدة للأعمال. فقد تراجعت أسعار تذاكر الطيران في شهر مارس/ آذار بنسبة 5.2% على أساس سنوي، وفقاً لتحليل أجرته شركة NerdWallet.


اقرأ أيضاً: تحذير من Shein وTemu للعملاء بأميركا: أمامكم 8 أيام من التسوق منخفض السعر قبل الزيادة بسبب التعرفات


وتقول سمايلي: "هذا جانب إيجابي من جوانب الحياة. يشعر الناس براحة أكبر عند إنفاق المزيد على الفنادق وغيرها من الخدمات الإضافية، مقارنة بالرحلات الجوية الباهظة الثمن".

وذكرت أن ثقة المستهلكين في إنفاقهم على السفر تتقلب "يومياً، تماماً كما هو الحال مع كل ما نشهده حالياً من أخبار". وأضافت: "سمعت بعض الوكلاء يُشبهون الأمر بجائحة كوفيد. بعض الناس يتأثرون بشدة، بينما يحاول آخرون تجاوز هذه الموجة".

وخفض محللون في وول ستريت تقديراتهم للأرباح وأهداف الأسعار لشركات الطيران في الأسابيع الأخيرة بسبب المخاوف من تباطؤ الطلب، حسبما ذكرت شبكة CNBC، في حين حذر الرؤساء التنفيذيون لهذه الشركات من تباطؤ الطلب على السفر المحلي في الولايات المتحدة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة