أسبوع حافل ينتظر الأسواق الأميركية، حيث تترقب وول ستريت تقارير أرباح شركات كبرى، ومجموعة من البيانات الاقتصادية بينها تقرير الوظائف، وذلك بعد أن انتعشت الأسهم خلال الأسبوع الماضي، حيث خففت تصريحات الرئيس دونالد ترامب من مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد الحرب التجارية مع الصين والمخاطر التي تهدد استقلالية الفدرالي الأميركي.
اقرأ أيضاً: في ظل التقلبات وفوضى الرسوم.. تفاوت أداء الأسهم الأميركية عن باقي الأسواق بأكبر هامش منذ عام 1993
خلال الأسبوع، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 4.5%، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.5%. وتصدر مؤشر ناسداك المركب المكاسب، مرتفعاً بنحو 6.6%.
مع عودة المؤشرات الرئيسية تقريباً إلى مستوياتها قبل إعلان الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل، ينتظرنا أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية وبيانات الشركات.
على الصعيد الاقتصادي، ستكون تحديثات التضخم والنمو الاقتصادي في الربع الأول محور الاهتمام قبل صدور تقرير الوظائف لشهر أبريل، والمقرر صدوره يوم الجمعة.
في أخبار الشركات، من المتوقع أن تُعلن 180 شركة من شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عن نتائجها المالية الفصلية، وعلى رأسها آبل، وأمازون، وكوكا كولا، وإيلي ليلي، وميتا META، ومايكروسوفت، وشيفرون.
نقطة تحول
ارتفعت الأسهم الأسبوع الماضي بعد تراجع الرئيس ترامب عن موقفه بشأن نقطتين أساسيتين تُشكلان مصدر قلق للأسواق.
مساء الثلاثاء، صرّح ترامب للصحفيين بأنه "لا ينوي إقالة" رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول، مُخالفاً بذلك رواية السوق الأخيرة التي ساهمت في انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 1000 نقطة يوم الاثنين. وفي اللقاء الصحفي نفسه، ألمح ترامب أيضاً إلى تهدئة في الحرب التجارية مع الصين، مُؤكداً للصحفيين أن الرسوم الجمركية البالغة 145% على الصين "ستنخفض بشكل كبير".
🟢 في ظل زخم نتائج أعمال الشركات وتطورات التهدئة في ملف التعرفات الجمركية بين أميركا والصين، سجلت المؤشرات الأميركية ارتفاعا للأسبوع الثاني، وترافقت مع تحقيق الدولار الأميركي لأول مكاسب أسبوعية منذ مارس 2025
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) April 27, 2025
المزيد في العرض التالي مع سالي محمود pic.twitter.com/6dtkbhg2PF
قال مارك نيوتن، الرئيس العالمي للاستراتيجية الفنية في Fundstrat، لموقع ياهو فاينانس: "شهدنا تقدماً جيداً في سوق الأسهم رغم غياب أي نوع من المفاوضات". وأضاف: "مجرد معرفة وجود تحول في الوضع، واستعداد الإدارة للتراجع، أمرٌ إيجابيٌّ في رأيي".
قاد هذا التباطؤ مؤشر S&P 500 إلى تحقيق مكاسب لأربعة أيام متتالية لأول مرة منذ يناير. لكن خبراء استراتيجيات الأسهم لا يعتقدون أن الارتفاع الأخير يعني أن الأسهم قد خرجت من دوامة الرسوم الجمركية بعد.
وكتب مايكل كانترويتز، كبير خبراء استراتيجيات الاستثمار في Piper Sandler، في مذكرة إلى العملاء يوم الأربعاء: "بينما لا نعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الخطر، يجب أن نحترم التاريخ ونحترم كيف تبدأ تصحيحات السوق في إيجاد موطئ قدم لها مع بدء التعافي من المشكلة الرئيسية".
توقعات النمو
يُعزى جزء من قلق السوق المتزايد بشأن الرسوم الجمركية إلى القلق من توقف النمو الاقتصادي الأميركي بشكل مفاجئ، وربما حتى انكماشه.
يوم الأربعاء، سيتمكن المستثمرون من إلقاء نظرة على وضع الاقتصاد الأميركي قبل أن يرفع ترامب معدل الرسوم الجمركية الأميركية الفعلي إلى أعلى مستوى له منذ قرن، وذلك مع الإعلان عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول.
يتوقع الاقتصاديون أن يُظهر الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول نمواً اقتصادياً أميركياً بوتيرة سنوية قدرها 0.1% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو انخفاض حاد عن معدل النمو البالغ 2.4% المسجل في الربع الأخير من عام 2024. وإذا صدق الاقتصاديون في توقعاتهم بنمو قدره 0.1%، فسيكون الربع الأول أبطأ ربع نمو اقتصادي منذ عام 2022.
مراجعة الأسعار
سيشهد يوم الأربعاء أيضاً تحديثاً لمقياس التضخم المفضل لدى الفدرالي الأميركي قبل أن تبدأ الرسوم الجمركية في التأثير على البيانات.
يتوقع الاقتصاديون أن يبلغ معدل الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي (PCE) السنوي، والذي يستثني السلع المتقلبة كالغذاء والطاقة، 2.5% في مارس، بانخفاض عن 2.8% المسجلة في فبراير.

اقرأ أيضاً: استطلاع خاص لـ CNBC عربية: عواصف ترامب تقوض "وول ستريت"
وخلال الشهر السابق، يتوقع الاقتصاديون أن يبلغ معدل الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي 0.1%، وهو أقل من 0.4% المسجلة الشهر الماضي.
تحديثات سوق العمل
لم تظهر بعدُ بوادر تباطؤ اقتصادي بشكل كامل في بيانات سوق العمل. ويتوقع الاقتصاديون استمرار هذا التوجه مع صدور تقرير الوظائف لشهر أبريل يوم الجمعة.
من المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف لشهر أبريل إضافة 133 ألف وظيفة جديدة في القطاعات غير الزراعية إلى الاقتصاد الأميركي الشهر الماضي، بينما استقر معدل البطالة عند 4.2%.
في مارس، أضاف الاقتصاد الأميركي 228 ألف وظيفة جديدة، بينما ارتفع معدل البطالة إلى 4.2%.
وكتب فريق الأبحاث الاقتصادية في ويلز فارغو، بقيادة جاي برايسون، في مذكرة للعملاء يوم الجمعة: "لا يزال سوق العمل يعاني من حالة من الركود. وبينما تغيرت السياسة التجارية فجأةً خلال الشهر، نعتقد أن أصحاب العمل لجأوا إلى سياسة الانتظار والترقب".
شركات التكنولوجيا الكبرى تتصدر المشهد
قادت شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الكبيرة موجة الارتفاع الأخيرة في الأسواق. فعلى مدار خمسة أيام تداول، والتي شهدت أيضاً عمليات بيع مكثفة يوم الاثنين، ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 18% تقريباً، مدفوعةً بتفاؤل المستثمرين بتصريح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بأنه سيقضي وقتاً أقل في منصبه الحكومي، وقواعد القيادة الذاتية الجديدة.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الأخرى في مجموعة "السبعة العظماء"، وهي إنفيديا وأمازون وميتا، بنسبة 9% تقريباً. وساعدت نتائج الأرباح الإيجابية لشركة ألفابت على ارتفاع أسهمها بنسبة 7%.
مع ذلك، فإن إلقاء نظرة على الرسم البياني السنوي لأداء الشركات الرائدة في السوق يُذكرنا بمدى انخفاض أسعار الأسهم في عام 2025، والحاجة المُحتملة إلى مُحفز جديد لإعادة تنشيط الزخم.
من المُقرر أن تُعلن شركات أبل Apple وأمازون Amazon وميتا Meta ومايكروسوفت Microsoft عن نتائجها المالية خلال الأسبوع المُقبل، حيث يسعى المُستثمرون إلى مزيد من الوضوح حول كيفية تأثير بيئة الرسوم المُتغيرة والمنافسة المُتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي على توقعات كل شركة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي