تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان ليلة الجمعة، حيث اندلعت النيران الصاروخية ودخل السلاح الباليستي على خط الصراع المحموم بين إسلام آباد وكراتشي.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، في بيان مفاجئ بثه التلفزيون الرسمي دون ذكر تفاصيل تدعم تصريحاته، إن الهند أطلقت صواريخ باليستية سقطت في أراضيها. ووفق شهود عيان تم سماع دوي عدة انفجارات في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان.
ولاحقاً أعلنت باكستان انها تبدأ عملية عسكرية رداً على هجوم هندي.
وقال المتحدث في بيانه المصور القصير الذي تم بثه بعد منتصف الليل "أود إبلاغكم بالنبأ الصادم بأن الهند أطلقت ستة صواريخ باليستية من أدامبور، سقط واحد منها في أدامبور وسقطت الخمسة الباقية في منطقة أمريتسار في البنجاب بالهند".
وقال مفوض منطقة أمريتسار في رسالة نصية "لا داعي للذعر. صفارات الإنذار تدوي ونحن في حالة تأهب قصوى. لا داعي للذعر، كما حدث من قبل، أطفئوا الأنوار وابتعدوا عن النوافذ. سنبلغكم عندما نكون مستعدين لعودة التيار الكهربائي".
اقرأ أيضاً: صراع الهند وباكستان… أزمة متجذرة على ضفاف نهر السند
وذكر شهود من رويترز أنهم سمعوا دوي أربعة انفجارات في مدينة أمريتسار الهندية.

وأعلنت هيئة المطارات الباكستانية أن المجال الجوي الباكستاني سيظل مغلقاً أمام كافة أنواع الرحلات من الساعة 03:15 صباحاً حتى 12:00 ظهراً بالتوقيت المحلي يوم 10 مايو 2025.
من جانبه، قال الجيش الهندي في بيان في وقت متأخر من مساء الجمعة إن طائرات مسيرة رصدت في 26 موقعاً عبر منطقة كبيرة بغرب الهند وشمالها الغربي، من كشمير والولايات المتاخمة لباكستان وصولا إلى حافة بحر العرب.
كذلك أضاف مسؤولون أمنيون آخرون أن عشرة انفجارات سمع دويها بالقرب من مطار مدينة سريناجار بالجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، كما وقعت انفجارات في مواقع أخرى في المنطقة المتنازع عليها.
يتصاعد التوتر بين الهند وباكستان عقب هجوم مسلح على مجموعة من السيّاح في منتجع باهالغام الواقع في منطقة كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وتنذر الحرب المحتملة بين الدولتين النوويتين بتداعيات سياسية واقتصادية تهدد أمن البلدين والقارة.
اقرأ أيضاً: الهند وباكستان... دولتان نوويتان على حافة الحرب فما هي تداعياتها الاقتصادية والسياسية؟
إزاء ذلك، سارعت الحكومة الهندية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الحازمة ضدّ باكستان، شملت تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، وإغلاق المعبر الحدودي البري الرئيسي بين الجارتين، وخفض أعداد الديبلوماسيين، إضافة إلى ترحيل الباكستانيين المقيمين في الهند.
وتردد دوي انفجارات في وقت متأخر من ليلة الجمعة في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير ومدينة أمريتسار المقدسة لدى السيخ بولاية البنجاب المجاورة، فيما قال الجيش الهندي إن ذلك كان مرتبطاً بإسقاط طائرات مسيرة في أسوأ قتال مع باكستان منذ نحو ثلاثة عقود.
وقد تمثل الانفجارات التي وقعت في أمريتسار، وهي الأولى التي تقع هناك في الصراع المستمر منذ ثلاثة أيام بين الجارتين المسلحتين نووياً، توسعاً إضافياً في أعمال القتال التي أثارت قلق القوى العالمية.
وتدهورت العلاقات بين الجارتين المسلحتين نووياً منذ أن قتل مسلحون 26 شخصاً في 22 أبريل/ نيسان في هجوم استهدف سياحاً من الهندوس في الشطر الهندي من إقليم كشمير.
ويُعد هذا الهجوم الأعنف الذي يستهدف مدنيين في الهند منذ ما يقرب من 20 عاماً.
دعوات للهدوء
في المواقف الدولية، حثت مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية، الهند وباكستان على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ودعت البلدين إلى الانخراط في حوار مباشر وسط تصاعد الأعمال القتالية بين الجارتين النوويتين.
من جانبه، تمنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال دردشة مع الصحافيين في البيت الأبيض، تهدئة التوترات بين باكستان والهند.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي