الذكاء الاصطناعي.. هل سيربح المليون؟
ماذا لو كانت نماذج الذكاء الاصطناعي الشهيرة قد شاركت في برنامج المسابقات الشهير "من سيربح المليون"؟ هل ستتمكن من ربح الجائزة الكبرى؟!
أجرت CNBC عربية اختباراً مباشراً لمدى كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الأسئلة العامة، وذلك من خلال محاكاتها للبرنامج الشهير "من سيربح المليون؟".
الفكرة انطلقت من تساؤل بسيط: هل تملك أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على اجتياز اختبار معرفي يعتمد على دقة المعلومات، ووضوح الخيارات، وحسن التقدير؟
الاختبار خُصص لخمسة من أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي المتاحة حالياً، وجرى استخدام نفس مجموعة الأسئلة التي طُرحت على أول متسابق فاز بالجائزة الكبرى في النسخة العربية من البرنامج.
وكما هو متبع في "من سيربح المليون"، أُتيحت للنماذج المشاركة وسائل المساعدة: حذف إجابتين، الاستعانة بالجمهور، أو طرح السؤال على "صديق"، وهو ما قامت به CNBC عربية تمثيلاً للمستخدم البشري.
النتائج كشفت عن تباين واضح في الأداء والثقة بين النماذج. نموذج "جروك" من X تصدّر القائمة بإجابة صحيحة على جميع الأسئلة الـ 15 دون الحاجة لاستخدام أي وسيلة مساعدة.
وبنفس الأداء المثالي، سجل "كوبايلوت" من مايكروسوفت العلامة الكاملة، مما يعكس قوة هذين النموذجين في معالجة المعارف العامة والتعامل مع خيارات متعددة بدقة وسرعة.
في المقابل، توقف "تشات جي بي تي" عند السؤال الثالث عشر، فيما أخفق كل من "ديب سيك" و"جيمناي" عند السؤال الحادي عشر.
المثير أن أيًّا من النماذج الثلاثة الأخيرة لم يطلب اللجوء إلى وسائل المساعدة، رغم أن القواعد كانت تسمح بذلك.
وعند سؤال نموذج "جيمناي" لاحقًا عن سبب عدم طلب المساعدة، أجاب بأنه كان "متأكدًا بنسبة 100%" من إجاباته، مشيرًا إلى أن الاعتراف بعدم المعرفة يمثل جزءاً مهمًا من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة.
أما "تشات جي بي تي" فاعترف بأنه كان سيلجأ إلى المساعدة في حال شعر بصعوبة السؤال، مؤكدًا أنه صُمم ليقدّم أفضل ما لديه من معرفة، مع هامش تقدير ذاتي للمخاطرة.
هذه التجربة تسلط الضوء على مسألة تتجاوز حدود المعرفة التقنية، وهي مسألة الثقة واتخاذ القرار. فالذكاء وحده، حتى لو كان اصطناعيًا، لا يضمن النجاح الكامل. بل إن إدراك متى وكيف يمكن الاستعانة بالآخرين، أو التراجع خطوة عند الشك، هو ما يصنع الفرق الحقيقي.
لم يكن الهدف اختبار من سيربح المليون، بقدر ما كان رصدًا عمليًا لكيفية تفاعل الذكاء الاصطناعي مع سيناريوهات بشرية خالصة. النتيجة واضحة: التفوق ممكن، لكن الفوز يتطلب أكثر من إجابة صحيحة… يتطلب وعيًا بالسؤال، وبالذات أيضًا.
يُمكنكم أيضاً خوض الاختبار التالي، بنفس الأسئلة التي خضعت إليها النماذج المذكورة، لمعرفة إلى أين ستمضون في رحلة المليون؟ ومقارنة أدائكم بأداء النماذج، مع العلم أن الأسئلة مُتدرجة -كما هو معتاد في نموذج البرنامج- من الأكثر سهولة إلى الأصعب، على النحو التالي:
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
العلامات
أخبار ذات صلة
الأكثر قراءة
