مع دخول حربها مع إسرائيل يومها السابع، تعمل إيران على الحفاظ على نفس كمية صادراتها من النفط الخام عبر تحميل الناقلات بشكل متتالٍ ونقل مخزونها من النفط العائم إلى مكان أقرب بكثير إلى الصين، بحسب ما قالته شركتان لتتبع السفن لوكالة رويترز يوم الخميس 19 يونيو/ حزيران.
ومن خلال هذا التأقلم تعمل طهران على الحفاظ على مصدر رئيسي للإيرادات خاصة في ظل احتياجاتها المتزايدة وسط الحرب الجارية في الوقت الحالي.
ويمثل الصراع الإسرائيلي الإيراني، الذي اندلع منذ أسبوع، أحد التحديات الجديدة أمام طهران، التي تلجأ إلى استعمال أسطول ظل من ناقلات النفط لإخفاء مصدرها والتحايل على العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها في 2018 بسبب البرنامج النووي لإيران.
عدم تأثر الصادرات بشكل كبير
وبشكل أساسي تركز صادرات إيران النفطية على التوريد إلى الصين. وأشارت شركتا تتبع السفن لرويترز إلى عدم تأثر تلك الصادرات حتى الآن بشكل كبير بالحرب الجارية مع إسرائيل.
وبحسب ما كشفته بيانات أصدرتها شركة "كبلر" للتحليلات أن إيران صدرت 2.2 مليون برميل نفط يومياً هذا الأسبوع وحتى الآن، وهو ما يعتبر أعلى مستويات تلك التحميلات خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة.
يأتي ذلك رغم بعض الاستهدافات للبنية التحتية للطاقة في كلٍ من إسرائيل وإيران ضمن العمليات العسكرية الأخيرة، بما يتضمن مصفاة حيفا الإسرائيلية لتكرير النفط، وحقل بارس الجنوبي للغاز في إيران، وذلك مع نجاة منشأة تصدير الخام الرئيسية في إيران بجزيرة خرج إلى هذه اللحطة.
اقرأ أيضاً: وزير الطاقة السعودي عن احتمال انقطاع إمدادات النفط الإيرانية: نتحرك فقط وفقاً للمعطيات
تحميل النفط من الرصيف الشرقي لجزيرة خرج
من جانبه، ذكر رئيس قسم تحليلات النفط الخام بشركة كبلر، هومايون فلكشاي، أن عمليات تحميل النفط من جزيرة خرج هذا الأسبوع كلها حدثت من الرصيف الشرقي للمكان.
وتقع الجزيرة في عمق الخليج، وتبعد بنحو 30 كيلومتراً عن الساحل الجنوبي الغربي لإيران.
وقال هومايون فلكشاي: "ربما تعتقد شركة النفط الوطنية الإيرانية أن ذلك الرصيف أقل خطورة من الرصيف الرئيسي الآخر الواقع على الجانب الغربي، في المياه المفتوحة".
واحدة تلو الأخرى، بهذا الشكل تقترب ناقلات النفط الكبيرة في الوقت الحالي من جزيرة خرج، تاركة الرصيف الآخر على الجانب الغربي من الجزيرة دون استعماله لعدد من الأيام، بينما تنتشر ما بين 15 و16 من ناقلات النفط الإيرانية الأخرى في منطقة الخليج.
يوم الثلاثاء، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن صادرات إيران من النفط مستقرة منذ بداية العام وحتى الآن عند نحو 1.7 مليون برميل يومياً رغم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على العملاء من الصين في شهر مارس/ آذار.
شاهد أيضاً: بين النفط والسياسة.. هل يصمد مضيق هرمز أمام العواصف الجيوسياسية؟
نقل جزء من المخزون العائم إلى القرب من الصين
من جانبه ذكرت شركة "فورتيكسا" لتتبع السفن، لوكالة رويترز، أنه تم نقل جزء من أسطول مخزون إيران العائم من النفط البالغ 40 مليون برميل، ويضم 36 سفينة مختلفة، إلى موقع يعتبر أقرب كثيراً من الصين بهدف خفض تأثير أي اضطرابات محتملة على المشترين للنفط الإيراني.
وأشارت الشركة إلى أن نحو 10 ناقلات محملة بحوالي ثمانية ملايين برميل من النفط الإيراني، تقف في الوقت الحالي بشكل مباشر قبالة السواحل الصينية، منتقلة من منطقة سنغافورة والتي يتواجد بها 20 مليون برميل آخر.
وأوضحت فورتيكسا أن الـ 12 مليون برميل المتبقية كانت موجودة في الخليج في بداية يونيو/ حزيران، لكن موقعها في الوقت الحالي أصبح غير واضح.
ويتيح وجود المخزون العائم من النفط للناقلات بتحميل الخام مع عدم وجود وجهة ثابتة فورية من أجل التوجه إليها.
وتعتقد شركة فورتيكسا أن نقل شحنات المخزون العائم قرب الصين قد يمكن طهران من تعويض تأثير ما يصل إلى أسبوعين من تعطل الشحنات الإيرانية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي