واشنطن تحرّك قاذفات B2 وسط الصراع بين إسرائيل وإيران.. فما هي مواصفات الشبح الخارق للتحصينات؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

في وقت تتصاعد فيه المواجهة بين إسرائيل وإيران، ذكر موقع ذا أفيشنست العسكري الأميركي أن سربا قاذفات B2 الشبحية غادرا قاعدة وايتمان بولاية ميزوري صباح السبت متوجهين نحو جزيرة غوام بالمحيط الهادئ.

كذلك، أظهرت بيانات تتبع الرحلات أن مجموعتين من أربع طائرات ناقلة للوقود التقتا بقاذفات من طراز  B-2 Spirit أحدث القاذفات الأميركية، فوق ولاية كانساس، قبل أن تتابع رحلتها نحو قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي.

تأتي هذه الخطوة في ظل إعادة تموضع أوسع للأصول العسكرية الأميركية باتجاه أوروبا والشرق الأوسط. فماذا نعرف عن هذا السلاح الفتاك؟


  شاهد إنفوغراف: تحذير دولي .. العالم يدخل حقبة جديدة مع تعزيز القوى النووية لترساناتها


وبي-2 سبريت مجهزة لحمل قنبلة GBU-57 الأميركية الخارقة للتحصينات الثقيلة ودقيقة التوجيه والمُصممة لتدمير الأهداف المدفونة عميقاً. هذا السلاح، الذي يزن 30 ألف رطل، قادر على اختراق طبقات التربة والصخور والخرسانة المسلحة قبل أن ينفجر.

كما تستطيع القاذفة حمل ذخيرتين من هذه الذخائر في آن واحد، مما يسمح لها باستهداف الهياكل المحصنة في طلعة جوية واحدة. تمنح هذه القدرة طائرة بي-2 دوراً فريداً في استهداف المنشآت تحت الأرض البعيدة عن متناول القنابل التقليدية أو صواريخ كروز.

في الأسابيع الأخيرة، نُشرت عشرات الطائرات الأميركية، بما في ذلك مقاتلات وناقلات نفط ومنصات مراقبة، في المنطقة. كما تعمل حاملتا طائرات عملاقتان تابعتان للبحرية الأميركية في المقدمة، إلى جانب عناصر أخرى من القوات البحرية والجوية.

مهام هجومية بعيدة المدى

صُممت طائرة بي-2 سبريت لمهام هجومية بعيدة المدى، وهي قادرة على حمل أسلحة تقليدية ونووية. وهي الطائرة الأميركية الوحيدة المصممة خصيصاً لاختراق الأهداف شديدة التحصين، مثل المنشآت تحت الأرض.

يشير وجود ثماني ناقلات وقود تدعم المهمة إلى عملية مرتقبة واسعة النطاق.

وبينما لم تؤكد وزارة الدفاع رسمياً الوجهة أو الهدف، فإن حجم وتنسيق الرحلة يشيران إلى انتشار مُخطط له مسبقاً.

في الوقت الحالي، لا يوجد ما يشير إلى ضربة وشيكة. ومع ذلك، فإن توقيت هذه الخطوة مهم بالنظر إلى التوترات الحالية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني والوضع الأميركي في المنطقة.

بعض المسؤولين الإسرائليين يحثون واشنطن على التدخل، معتبرين أن هذه المشاركة ستحسم الصراع مع إيران وإلا قد يستمر لأشهر عدة.

لكن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين في البنتاغون أنه لم تصدر أوامر حتى الآن بتنفيذ ضربات باستخدام قاذفات بي 2.

وفي ذات السياق، قالت شبكة ABC الاميركية نقلاً عن مسؤول اميركي أن طائرات B2 عدة في طريقها إلى غوام ولا يوجد أوامر إضافية أخرى صدرت غير ذلك حتى الآن.

وكانت رويترز قد كشفت في وقت سابق من هذا الأسبوع عن تحرك عدد كبير من طائرات التزود بالوقود نحو أوروبا، إلى جانب إرسال تعزيزات عسكرية أخرى إلى الشرق الأوسط، بينها مقاتلات إضافية وحاملة طائرات من منطقة المحيط الهندي باتجاه الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إنه سيأخذ ما يصل إلى أسبوعين قبل أن يتخذ قراراً بشأن الانضمام إلى الحرب إلى جانب إسرائيل، مشيراً إلى أن تلك الفترة كافية "لنرى إن كان الآخرون سيعودون إلى رشدهم"، وفق تعبيره.

ماذا نعرف عن الطائرة الشبح؟

تُعد قاذفة القنابل الشبحية بعيدة المدى بي-2 سبريت قاذفة قنابل شبحية طويلة المدى تُشغّلها القوات الجوية الأميركية. وهي مصممة لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وحمل الأسلحة التقليدية والنووية. كما تستطيع الطائرة التحليق لأكثر من 6000 ميل بحري دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ويمكنها حمل ما يصل إلى 40 ألف رطل من الذخائر داخلياً.

ويسمح مظهر بي-2 سبريت الشبحي بتفادي اكتشاف الرادار، مما يجعلها مناسبة لمهام الضربات عالية الخطورة ضد أهداف مُحصّنة جيداً. دخلت بي -2 الخدمة منذ أواخر التسعينيات، وتلعب دوراً رئيسياً في العمليات الاستراتيجية بعيدة المدى.

عُرضت أول طائرة B-2 علناً في 22 نوفمبر 1988، عندما خرجت من حظيرتها في مصنع القوات الجوية رقم 42، بالمديل، كاليفورنيا. وكانت أول رحلة لها في 17 يوليو 1989. تتولى قوة الاختبار المشتركة لطائرة B-2، التابعة لمركز اختبار الطيران التابع للقوات الجوية، قاعدة إدواردز الجوية، كاليفورنيا، مسؤولية اختبارات الطيران للطائرات الهندسية والتصنيعية والتطويرية على متن طائرة B-2.

قاعدة وايتمان الجوية، ميزوري، هي القاعدة التشغيلية الوحيدة لطائرة B-2. تم تسليم أول طائرة، "سبيريت أوف ميزوري"، في 17 ديسمبر 1993. يتولى قسم دعم المتعاقدين التابعين للقوات الجوية مسؤولية صيانة مستودعات طائرات B-2، ويديرها مركز الخدمات اللوجستية الجوية في مدينة أوكلاهوما بقاعدة تينكر الجوية، أوكلاهوما.

قنبلة من إنتاج بوينغ

أما بالنسبة إلى قنبلة GBU-57 فهي تتميز بغلاف فولاذي سميك ومقوى للغاية يساعدها على اختراق طبقات الصخور، كما يوضح ماساو دالغرين، أخصائي الأسلحة في مركز أبحاث مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS بواشنطن، لإذاعة فرنسا. 

وتكمن فعاليتها أيضاً في صاعقها، الذي لا ينشط عند الاصطدام، ولكنه "يكتشف" "التجاويف" و"ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ"، كما يوضح ماساو دالغرين. وقد طُوّر تصميم هذه القنبلة لأول مرة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تُنتجها بوينغ، وتُحمل على متن قاذفات بي-2 الاستراتيجية، التي يتمركز العديد منها في القاعدة الأميركية في دييغو غارسيا. لكن واشنطن لم تُسلّم هذا السلاح، المعروف باسم "القنبلة الخارقة للتحصينات"، إلى حلفائها قط.

وبفضل مداها البعيد، فإن قاذفات بي-2 التي تُقلع من الولايات المتحدة "قادرة على التحليق حتى الشرق الأوسط لتنفيذ غارات جوية؛ وقد حدث ذلك من قبل"، كما يوضح ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS.


شاهد إنفوغراف: بسرعة تقدر بـ5 أضعاف سرعة الصوت .. ما قدرات صاروخ " فتاح" البالستي الإيراني؟


إذا اتُخذ قرارٌ باستخدامها، "فلن يُسقطوا قنبلةً واحدةً ثم يُقضى عليهم، بل سيستخدمون عدة قنابل لضمان احتمال نجاحٍ بنسبة 100%"، كما يُشير مارك شوارتز. والتفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران "يُقلل من المخاطر" التي قد تُواجهها قاذفات بي-2.

ووفقاً للخبير من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن مثل هذا التدخل الأميركي "سيُكلّف أميركا ثمناً سياسياً باهظاً". "إنه ليس الحل الوحيد" لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم، دون حل دبلوماسي. بدون هذه القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، يُمكن للإسرائيليين مهاجمة مُجمّعاتٍ تحت الأرض مثل فوردو "بمحاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء"، كما يُؤكد بهنام بن طالبلو، وهو ما يبدو أنه تم تنفيذه في نطنز.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة