أعلنت شركة نفط البصرة الحكومية، يوم الاثنين 23 يونيو/حزيران، أن عددًا من الشركات النفطية الأجنبية العاملة في جنوب العراق قامت بإجلاء مؤقت لبعض كوادرها الأجنبية، وذلك كإجراء احترازي في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة. وأوضحت الشركة أن هذه الخطوة لم تؤثر على سير العمليات الإنتاجية، حيث تولّت الكوادر العراقية مهام التشغيل والمراقبة بالتنسيق مع المشغّلين عن بُعد.
وشملت عمليات الإجلاء شركات كبرى مثل بي بي BP البريطانية، التي تعمل في حقل الرميلة، و إيني ENI الإيطالية، التي خفّضت عدد موظفيها من 260 إلى 98 موظفًا، وتوتال إنرجيز الفرنسية، التي أخلت 60% من طاقمها. في المقابل، لم تُسجّل أي عمليات إجلاء في صفوف العاملين الأجانب لدى الشركات الصينية أو شركة "لوك أويل" الروسية، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن مسؤول في شركة نفط البصرة طلب عدم الكشف عن هويته.
قالت الشركة في بيان "إن الشركات العاملة في حقول شركة نفط البصرة قامت بإجلاء بعض الكوادر الأجنبية وخصوصا شركة بي بي البريطانية العاملة في حقل الرميلة بشكل مؤقت" في محافظة البصرة التي تُنتج معظم النفط الخام في العراق.
ونوّهت إلى أنه "لم يكن هناك تأثير على سير العملية الإنتاجية حيث الكوادر العراقية تقوم بعمليات التشغيل والمراقبة بصورة كاملة بالتعاون مع المشغّل عن بعد".
اقرأ أيضا: بعد خروجها من البحر الأحمر.. شركات نفط وغاز تتجه إلى مصر
وتُعدّ حقول الجنوب العراقي، مثل الرميلة والزبير والقرنة الغربية والمجنون، من أهم الموارد الاستراتيجية للبلاد، حيث تُنتج معظم صادرات العراق النفطية. ويملك العراق احتياطيًا مؤكدًا يبلغ 145 مليار برميل، ما يجعله من بين أكبر الدول المنتجة للنفط عالميًا، ويوفر النفط نحو 90% من عائدات الدولة.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس تشهده المنطقة، بعد الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، ما أثار مخاوف من تصعيد أوسع قد يهدد استقرار الإمدادات النفطية. وقد شهدت أسعار النفط العالمية تذبذبًا ملحوظًا، إذ ارتفعت عقب الضربات ثم تراجعت لفترة وجيزة، في ظل ترقب الأسواق لأي رد إيراني محتمل. ويُعد مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو خُمس صادرات النفط العالمية، أحد أبرز النقاط الحساسة التي قد تتأثر بأي تصعيد عسكري في المنطقة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي