هل تقف جائزة نوبل في وجه طموحات ترامب اللا محدودة؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

طموحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تتوقف، لكن يبدو أن سعيه لنيل جائزة نوبل للسلام اصطدم بعقبات سياسية ومعنوية. فالرئيس الذي لم يُخفِ رغبته في الحصول على الجائزة، وعبّر عنها مرارًا، تحدث عن خيبة أمله من تجاهل اسمه قائلاً: "أنا لن أحصل على نوبل، لا يهم ما أفعله".

الرئيس الأميركي يُعد نموذجًا اقتصاديًا وسياسيًا ناجحًا؛ فقد حقق معظم ما طمح إليه. يُصنَّف كأحد أبرز رجال الأعمال في أميركا، ولم يقتصر نجاحه على عالم المال، بل لمع أيضًا كمقدم برامج تلفزيونية. ولم يتوقف عند هذا الحد، إذ راوده حلم رئاسة أقوى دولة في العالم، وهو ما تحقق بالفعل. واليوم، يضع دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام نصب عينيه.

ترامب دائمًا يسعى للظهور كوسيط سلام، فقد جعل إنهاء الصراعات المسلحة أولوية في برنامجه الانتخابي منذ ترشحه للرئاسة. تركزت جهوده على السعي لوقف النزاع الروسي-الأوكراني، والتوسط لإنهاء الصراع المسلح بين باكستان والهند، ومؤخراً إنهاء التوتر بين أذربيجان وأرمينيا، بالإضافة إلى المحاولات المستمرة لتهدئة الوضع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. كما شمل تدخله الأخير في الملف الإيراني، حيث ساهم في إنهاء حرب استمرت 12 يومًا.

 

دعم أذري أرميني

 

قبل أيام، أكتمل مشهد الصلح التاريخي بين أرمينيا وأذريبيجان والمصافحة ثلاثية برعاية أميركية، بدعم رئيسي أرمينيا  وأذريبيجان لحظوظ ترامب في الحصول على جائزة نوبل للسلام، الأمر الذي وصل بالرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إلى القول "إن لم تكن نوبل للسلام لترامب.. فلمن ستكون!؟"، والشكيك بالقرارات السابقة للقائمين على الجائزة، ووصفهم بأنهم "منحوا الجائزة لأناس لم يفعلوا شيئاً".

هذا وأضاف كل من الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، أنهم سيعملون على خطاب دعم رسمي بمجرد الوصول إلى بلادهما، وذلك بعد  توقيع الدولتين لاتفاق سلام بوساطة أميركية، لينهي صراعاُ دام لـ 35 عاماً.

 

 

ترشيح باكستاني

 

عادت هذه الطموحات إلى الواجهة سابقاً بعدما أعلنت الحكومة الباكستانية ترشيح ترامب رسميًا للجائزة، ما أثار جدلًا واسعًا داخل باكستان وخارجها، وأعاد فتح النقاش حول مدى توافق إنجازاته السياسية مع معايير الجائزة الدولية. الترشيح جاء على خلفية وساطة قادها ترامب برفقة السيناتور الجمهوري ماركو روبيو بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، توّجت باتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين في يونيو الماضي، وهو ما وصفه مراقبون بأنه اختراق نادر في واحدة من أكثر المناطق توترًا في أفريقيا.

 

 

طموح سياسي تكبله الشروط

 

ورغم أن ترامب سبق أن عبّر عن رغبته في نيل جائزة نوبل، بل ووجّه انتقادات ضمنية لفوز سلفه باراك أوباما بها في بداية ولايته الأولى، إلا أنه في تعليقات أخيرة قال ساخرًا: "أنا لن أحصل على نوبل، لا يهم ما أفعله". لكن المقربين من حملته يرون أن الجائزة، إن حصل عليها، ستكون بمثابة تتويج رمزي لسياساته الخارجية في فترة ما بعد الرئاسة.
جائزة نوبل للسلام، التي تُمنح سنويًا منذ عام 1901، تُخصص لشخصيات أو منظمات ساهمت بجهود ملموسة في إحلال السلام أو الحد من النزاعات أو تعزيز التعاون بين الشعوب. وتُمنح الجائزة بناء على وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، وتختارها لجنة نرويجية مستقلة يعينها البرلمان في أوسلو، حيث يقام حفل تسليم الجائزة كل عام في 10 ديسمبر، وهو تاريخ وفاة نوبل.

 

 

التاريخ لا يمنح الجائزة بسهولة

 

ورغم أن الترشيح الباكستاني لترامب يستوفي الجانب الشكلي من الشروط، إلا أن الشق الموضوعي لا يزال محل نقاش. فبينما يرى مؤيدوه أن وساطته في أفريقيا، إضافة إلى مساهمته السابقة في اتفاقات السلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، تضعه في موقع جدي لنيل الجائزة، فإن معارضيه يشيرون إلى أن سياساته الانعزالية، وخطابه الحاد، وقراراته المثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والدولي، لا تنسجم مع روح الجائزة أو قيمها.

 

أربعة رؤساء أميركيين فازوا بجائزة نوبل للسلام

 

ترامب لن يكون أول رئيس أميركي يُطرح اسمه لنوبل. قبله، فاز أربعة رؤساء أميركيين بالجائزة: ثيودور روزفلت عام 1906، وودرو ويلسون عام 1919، جيمي كارتر بعد خروجه من المنصب عام 2002، وباراك أوباما في 2009. كما حصل عليها قادة بارزون مثل نيلسون مانديلا، أنور السادات، ومؤخرًا ملالا يوسفزاي.
لكن الجائزة لم تكن يومًا بعيدة عن الجدل. ففي حالات كثيرة، تعرّضت لجنة نوبل لانتقادات بشأن تسييس قراراتها أو منح الجائزة قبل أوان الإنجاز، كما حدث مع أوباما نفسه أو رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، الذي تسلم الجائزة ثم عاد ليقود حربًا أهلية في بلاده.

 

 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة