ملفات ساخنة في قمة بريكس.. الدفاع عن التعددية في عالم يزداد انقساماً والتنديد برسوم ترامب

نشر
آخر تحديث
قمة بريكس في البرازيل/ AFP

استمع للمقال
Play

يجتمع زعماء دول مجموعة بريكس في ريو دي جانيرو بالبرازيل، اليوم الأحد 6 يوليو/ تموز، وعلى جدول المباحثات ملفات ساخنة تتراوح بين التجارة والاقتصادة والسياسة، حيث طالبوا بإصلاح المؤسسات الغربية التقليدية في الوقت الذي قدموا فيه المجموعة على أنها مدافع عن الدبلوماسية متعددة الأطراف في عالم يتزايد فيه الانقسام.

وندد زعماء دول بريكس خلال اجتماعهم بالبرازيل بالهجوم على إيران وحرب غزة وكشمير، وقدموا المجموعة باعتبارها مدافعة عن الدبلوماسية متعددة الأطراف ووجهوا انتقادات غير مباشرة للسياسة العسكرية والتجارية الأميركية.

وفتح توسع تجمع بريكس ليضم دولاً نامية مساحة جديدة للتنسيق الدبلوماسي في وقت خيمت فيه الانقسامات على مجموعات اقتصادية مثل الدول السبع الصناعية الكبرى ومجموعة العشرين وهي تجمعات تعاني أيضاً من تبعات نهج "أميركاً أولاً" الذي يتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


اقرأ أيضاً: بوتين في قمة بريكس: يجب توسيع استخدام العملات الوطنية بين دول المجموعة


وخلال كلمته الافتتاحية في الاجتماع، شبه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا التجمع بحركة عدم الانحياز إبان الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي قاومت الانضمام رسمياً إلى أي من طرفي النظام العالمي المنقسم.

وقال لولا لزعماء المجموعة "بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز. ومع تعرض التعددية للهجوم، أصبح استقلالنا مهدداً مرة أخرى".

وأشار لولا في تصريحات أدلى بها أمس إلى أن دول بريكس تمثل الآن ما يزيد عن نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي، محذراً في الوقت نفسه من تزايد سياسات الحماية التجارية.

وكانت بريكس تضم في أولى قممها عام 2009 البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل إضافة جنوب أفريقيا لاحقا، ثم مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والسعودية والإمارات بعضوية كاملة العام الماضي. واليوم ستكون أول قمة للزعماء تحضرها إندونيسيا.

 

وقال دبلوماسي برازيلي طلب عدم الكشف عن هويته "الفراغ الذي تركه الآخرون تملؤه بريكس على الفور تقريباً. وأضاف الدبلوماسي أنه على الرغم من أن مجموعة السبع لا تزال تتمتع بنفوذ واسع فإنها "لم تعد تتمتع بالهيمنة التي كانت تحظى بها في السابق".

وهناك تساؤلات حيال الأهداف المشتركة لمجموعة بريكس مع تزايد عدم تجانسها عندما اتسعت لتشمل دولا متنافسة واقتصادات ناشئة كبرى.

ومما قلل من أهمية قمة هذا العام بعض الشيء، قرار الرئيس الصيني إرسال رئيس الوزراء بدلا منه وحضور الرئيس الروسي عبر الإنترنت فقط بسبب مذكرة اعتقال صادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.

لكن العديد من الزعماء تجمعوا في متحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو لإجراء مناقشات اليوم وغداً. ومن بين هؤلاء الزعماء رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا.

وأبدى أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في بريكس بالعضوية الكاملة أو الشراكة.

نفوذ متزايد وتعقيد

أضاف توسع بريكس ثقلاً دبلوماسياً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في جميع أنحاء الجنوب العالمي، مما يعزز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.

وقال لولا في كلمته الافتتاحية "إذا لم تعكس الحوكمة الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الحادي والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة بريكس للمساعدة في تحديثها".


اقرأ أيضاً: ظل ترامب وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في صدارة مداولات قمّة بريكس في البرازيل


ودافع لولا عن سلامة حدود إيران، بعد أسبوعين من القصف الأميركي لمنشآتها النووية، وسلط الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

سياسات ترامب

ظل سياسيات الرئيس الأميركي  دونالد ترامب تخيم على القمة، حيث قال دبلوماسيون يعكفون على صياغة بيان مشترك إن دول مجموعة بريكس ستواصل أيضاً انتقاداتها المستترة لسياسة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية. 

 

وفي أبريل/ نيسان، عبّر وزراء خارجية المجموعة عن قلقهم إزاء "إجراءات الحماية الأحادية غير المبررة بما في ذلك الزيادة العشوائية في الرسوم الجمركية المضادة".

وتستغل البرازيل التي تستضيف أيضاً قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ في نوفمبر/ تشرين الثاني كلا التجمعين لتسليط الضوء على مدى جدية الدول النامية في التصدي لتغير المناخ في الوقت الذي أوقف فيه ترامب مبادرات الولايات المتحدة المتعلقة بهذه القضية الحساسة.

القضايا الجيوسياسة

ومع توسع التكتل، زادت أيضاً التحديات في التوصل إلى توافق بشأن القضايا الجيوسياسية الخلافية.

وقبل القمة، واجه المفاوضون صعوبة في صياغة بيان مشترك بشأن قصف غزة والصراع الإسرائيلي الإيراني واقتراح إصلاح مجلس الأمن وذلك وفقاً لمصدرين طلباًعدم الكشف عن هويتهما، بحسب رويترز.

وقال شخص مطلع على المفاوضات لرويترز إنه من أجل تجاوز الخلافات بين الدول الأفريقية بخصوص تمثيلها في مجلس الأمن بعد الإصلاح، اتفقت المجموعة على تأييد منح البرازيل والهند مقعدين مع ترك الباب مفتوحاً لتحديد الدولة التي ستمثل مصالح أفريقيا.

البيان الختامي

وندد القادة في بيان مشترك صدر اليوم بالهجمات العسكرية على "البنية التحتية المدنية والمنشآت النووية السلمية الإيرانية الخاضعة لرقابة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وعبرت المجموعة عن "قلقها البالغ" إزاء الشعب الفلسطيني بسبب الهجمات الإسرائيلية على غزة، واستنكرت ما وصفه البيان المشترك "بالهجوم الإرهابي" في الشطر الخاضع لسيطرة الهند من إقليم كشمير.

وحذر البيان من أن "الزيادة العشوائية في الرسوم الجمركية" تهدد التجارة العالمية لتواصل المجموعة بذلك انتقادها المستتر لسياسات ترامب الجمركية.

وعبرت بريكس عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً.      

وأيد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة "ضمانات بريكس متعددة الأطراف" في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وكانت رويترز أول من أورد هذا الخبر الأسبوع الماضي.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة