اعتذار الرؤساء التنفيذيين والمدراء شجاعة أم ضعف؟ هذا ما يقوله خبراء

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

غالباً ما يكون الاعتذار ثقيلاً ومرهقاً بالنسبة للبعض، لكن يمكن أن يكون الاعتذار فرصةً حاسمةً لإحداث تغيير إيجابي وبناء الثقة وتأكيد على شجاعة القيادة. الطريقة الصحيحة والخاطئة للاعتذار تكون في "التوقيت المناسب" خاصة بالنسبة لكبار الموظفين، كما يقول خبير اتصالات.

ينطبق هذا بشكل خاص على الرؤساء والقياديين، الذين يضطرون أحياناً إلى الإدلاء بتصريحات علنية يعترفون فيها بأخطائهم أو تقديم اعتذارات داخلية لموظفيهم. لنأخذ كامبل ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الهندية، على سبيل المثال. 


اقرأ أيضاً: 6 عبارات سامة يجب ألا تصدر من أي قائد


في فيديو نُشر في 12 يونيو/حزيران، بعد وقت قصير من حادث تحطم طائرة أودى بحياة أكثر من 260 شخصاً، ألقى ويلسون تصريحاتٍ أثارت مئات التعليقات.

دعا البعض إلى استقالته، بينما شكره آخرون على جهوده. ولاحظ بعض المشاهدين لغةً متطابقة في اعتذار علني من الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأميركية، روبرت إيسوم، الذي أصدر بياناً بعد حادث تحطم طائرة مميت في 29 يناير/كانون الثاني.

كيف ينبغي على المدراء الاعتذار؟

تضمن بيان ويلسون عدة عناصر تُعدّ اعتذاراً فعالاً. فقد أعرب عن "حزنه العميق" إزاء الحادث، وأعلن عن نيته التركيز على أحباء الركاب، وأتاح لهم خط مساعدة هاتفياً. كما قال إن الشركة تعمل بشكل وثيق مع جهات إنفاذ القانون والمحققين في جهود الاستجابة للطوارئ، وللكشف عن سبب الحادث.

عن اعتذار القائد، توضح لورين ك. لي، مستشارة الاتصالات والمتحدثة الرئيسية في برنامج Make It على شبكة CNBC: "عندما يعتذر القائد، عليه أن يتحمل المسؤولية كاملةً بإظهار فهمه للخطأ، وأن لديه مساراً واضحاً للمضي قدماً لإصلاح ما حدث وضمان عدم تكراره".

اقرأ أيضاً: مؤسس سلسلة مطاعم يشارك العبارة التي جعلته قائداً أفضل


سواء كنتَ الرئيس التنفيذي لشركة طيران كبرى تُعالج مأساةً أو مديراً متواضعاً يُقدم اعتذاراً عن أمرٍ أقل أهمية، فإن "التوقيت هو الأساس"، كما تُضيف لي، التي تُدرّس دوراتٍ في الخطابة العامة في جامعة ستانفورد.

بالنسبة إلى لي "إذا انتظرتَ طويلًا قبل الرد، ستبدو غير مُبالٍ أو غير مُبادر. وإذا تسرعتَ في الحديث دون خطةٍ مُسبقة، فقد تُخطئ في الكلام أو تفقد بعض المصداقية". وتردف "أفضل نهج هو الاعتراف بالوضع مُبكراً وإعلام الناس بأنك مُدركٌ للأمر وتأخذه على محمل الجد، ثم مُتابعة الأمر بعد ذلك باستجابةٍ مُدروسةٍ وخطة عمل".

ومن المهم أيضاً للقادة الآخرين، مثل المديرين وكبار الموظفين، أن يظلوا حاضرين ويُعالجوا أي مشاكل في الوقت المُناسب. إذا تسببتَ في مشكلةٍ في العمل، فواجهها مُبكراً وتحمّل المسؤولية الكاملة بدلاً من البقاء في مكتبك حتى تهدأ الأمور أو التغاضي عن الموقف، كما تقول لي.

إياكم والخداع

تحذّر لي من أن الاعتذار لا يُجدي نفعاً، سواءً كنتَ رئيساً تنفيذياً أو مديراً حظي بالترقية حديثاً ولديه مرؤوسين مباشرين.

وتقول: "بالطبع، من المهمّ التدرب على الاعتذار ووضوح ما ستقوله، ولكن من المهمّ أيضاً إظهار جانبك الإنساني. أفضل الاعتذارات هي عندما تبدو إنسانياً وتُظهر مشاعرك الحقيقية دون أن تُعبّر عنها. لا بأس من إظهار الضعف".

تجنب الاعتذار الجاف.. إذا كان من الواضح أنك تقرأ من جهاز تلقين أو مستند، أو إذا كان تعبيرك وإيقاعك باهتاً وخالياً من المشاعر، أو إذا كان من الواضح أنك لم تُدخل أي تعديلات فعلية في البيان الذي تُدلي به، فقد يعتقد الناس أنك مخادع، مما يُضعف الثقة ويُضر بثقافة الشركة ومعنوياتها. وينطبق الأمر نفسه على استخدام لغة سلبية أو عدم تحمل مسؤولية ما حدث.

اقرأ أيضاً: جيمي ديمون الباحث الدائم عن التعلم.. هذه هي المهارة الشخصية الحاسمة لنجاح الرؤساء التنفيذيين


قد يكون هذا صعباً على كبار الرؤساء التنفيذيين. فالعديد منهم لا يكتبون اعتذارات علنية بأنفسهم، وفقاً لكارثيك سرينيفاسان، مستشار استراتيجيات الاتصالات. وكتب في منشور على مدونته بتاريخ 16 يونيو: "أعلم هذا يقيناً لأنني قضيت أكثر من 20 عاماً في مجال الاتصالات، منها عقد في مجال الاتصالات المؤسسية حيث كانت وظيفتي كتابة مثل هذه الخطب للرؤساء التنفيذيين والقادة".

في نهاية المطاف، وبغض النظر عن الشركة التي يعمل بها المدير أو الرئيس التنفيذي، تقول: "يريد الناس سماع رأي القائد، لا رأي العلامة التجارية. وعندما تجمع ذلك مع خطة واضحة، تبدو قائداً جديراً بالثقة، ومهتماً، وواعياً بما يفعله وشجاعاً كما يجب أن يكون القادة".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة