أثارت رسائل التهديد الجمركي التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عدد من الدول —من بينها حلفاء رئيسيون— ردود فعل غاضبة اتسمت بـ«الدهشة» و«الأسف»، في وقت أبدت فيه هذه الدول تفاؤلاً حذراً بإمكانية التوصل إلى نتائج إيجابية عبر التفاوض.
ووصف رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا الإعلان الأخير عن الرسوم بأنه «مؤسف للغاية»، مؤكداً في الوقت نفسه استعداده لمواصلة المفاوضات مع الإدارة الأميركية، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وتعد اليابان واحدة من دولتين سيُرفع عليهما ما يُعرف بالرسوم «المتبادلة» التي أعلنها ترامب في أبريل نيسان الماضي. ووفقاً للبيت الأبيض، ستُفرض على الواردات اليابانية إلى أميركا رسوم بنسبة 25% اعتباراً من الأول من أغسطس آب، أي أعلى من النسبة البالغة 24% التي تم الإعلان عنها سابقاً.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء الياباني بشأن استراتيجية التعامل مع الرسوم، أشار إيشيبا إلى أن إدارة ترامب اقترحت استمرار المحادثات حتى الموعد النهائي في أغسطس، قائلاً: «بناءً على رد اليابان، قد يتم تعديل محتوى الرسالة»، وذلك بعد ساعات من نشر ترامب نسخة من الرسائل عبر منصته «تروث سوشيال».
اقرأ أيضاً: بنك اليابان في مهمة شاقة وسط تباطؤ النمو وتراجع الأجور وتحديات الرسوم الأميركية
وفي كوريا الجنوبية، تعهّد المسؤولون بتسريع المفاوضات التجارية مع الإدارة الأميركية من أجل «حل سريع لحالة عدم اليقين التجاري»، وفق ما نقلته وكالة «يونهاب» عن بيان صادر عن وزارة التجارة والصناعة والطاقة.
وكان ترامب قد أعلن فرض رسم موحّد بنسبة 20% على الواردات الكورية، وهي النسبة نفسها التي وردت في إعلانه السابق في أبريل نيسان ضمن إطار الرسوم «المتبادلة».
ونقلت تقارير عن وزير التجارة الكوري الجنوبي، يو هان كو، أنه طلب من الجانب الأميركي تخفيض الرسوم المفروضة على السيارات والفولاذ وغيرها من السلع الكورية، خلال لقائه وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك في واشنطن.
من جهته، قال وزير المالية التايلاندي بيتشاي تشونهفاويرا، اليوم الثلاثاء، إنه شعر بـ«شيء من الصدمة» إزاء نسبة الرسوم التي فُرضت، لكنه أعرب عن ثقته في أن يتم خفضها لتتماشى مع المستويات المفروضة على دول أخرى، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».
وتواجه تايلاند رسوماً بنسبة 36% على صادراتها إلى الولايات المتحدة —وهي من أعلى المعدلات بين الدول الـ14 التي ذكرها ترامب في رسائله يوم الاثنين— دون تغيير عن مستوى أبريل نيسان.
أما ماليزيا، التي ارتفعت الرسوم على صادراتها إلى 25% مقارنة بنسبة 24% المعلنة سابقاً، فقد أعلنت التزامها بمواصلة الانخراط في محادثات مع الولايات المتحدة لمعالجة القضايا العالقة.
وقالت وزارة الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزية في بيان اليوم الثلاثاء: «تلتزم ماليزيا بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة من أجل اتفاق تجاري متوازن وشامل يعود بالنفع على الجانبين».
خارج آسيا، عبّر رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا عن اعتراضه على نسبة الرسم الجمركي البالغة 30% التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات بلاده، معتبراً أنها «لا تعكس بدقة البيانات التجارية المتاحة»، وفقاً لما جاء في بيان نشره عبر منصة «إكس». وأوضح رامافوزا أن نحو 77% من السلع الأميركية تدخل السوق الجنوب أفريقية دون أي رسوم جمركية.
وأضاف أن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية سعياً إلى «علاقة تجارية أكثر توازناً ومنفعة متبادلة» مع الولايات المتحدة.
من جانبها، رأت ديبورا إلمز، رئيسة سياسات التجارة في مؤسسة «هينريش» للأبحاث، أن محاولات التفاوض مع إدارة ترامب لم يكن لها تأثير يُذكر على النتائج النهائية.
اقرأ أيضاً: رسمياً.. ترامب يمدد الموعد النهائي لتطبيق الرسوم الجمركية حتى أول أغسطس
وقالت إلمز: «حتى الدول الأعضاء في آسيان التي بذلت جهوداً كبيرة لإعداد مقترحات تفاوضية، تلقت معاملة مماثلة لتلك التي لم تسافر إلى واشنطن أو لم تُدعَ أساساً»، مشيرة إلى أن ترامب ربما لا يزال يستهدف دول آسيا بدافع القلق من سلاسل التوريد الإقليمية التي تتضمّن مكونات من الصين.
وكان ترامب قد نشر يوم الإثنين سلسلة من الرسائل عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّنت تفاصيل معدلات الرسوم الجديدة التي ستُفرض على أكثر من 12 دولة. وقد أشارت هذه الرسائل إلى إمكانية تعديل تلك المعدلات في ضوء نتائج المفاوضات الجارية، قبل حلول الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس آب.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي