أظهر استطلاع أجرته شركة «فاي» لتأمين السفر أن معظم الناس يصبحون نسخة مختلفة من أنفسهم عند قضاء الإجازات — ولعلّ هذا أمر مبرَّر تماماً.
وشمل الاستطلاع 3 آلاف مسافر أميركي، حيث قال نحو نصفهم إن تغيير البيئة يساعدهم على اكتشاف جوانب مختلفة من شخصيتهم.
وكشف التقرير أن 45% من الأميركيين يطلقون العنان لجانبهم المُغامر والمرح خلال العطلات.
ومن بين السلوكيات غير المتوقّعة التي عبّر عنها المشاركون: الإنفاق بحرية أكبر (52%)، وتجربة أطعمة غير مألوفة (40%)، والانفتاح على المجازفة (45%) —وربما يشمل ذلك أيضاً الكذب الأبيض بشأن الهوية، إذ اعترف نحو نصف المشاركين بأنهم فعلوا ذلك أثناء تواجدهم بعيداً عن موطنهم.
لم يكن من المفاجئ أن يكشف الاستطلاع عن أنّ 42% من المشاركين يشعرون بأنهم أكثر ودّاً خلال الإجازات —وكيف لا، وهم يسترخون بجانب المسبح مع كوب «بينيا كولادا» في اليد، دون همّ أو التزام؟
وأشار فريق «فاي» أيضاً إلى أنّ 40% من الأميركيين يشعرون بأنهم أشخاص مختلفون تماماً عندما يسافرون، فيما يعتقد 60% أن النسخة التي تظهر منهم أثناء السفر هي في الواقع «الذات الحقيقية» لهم.
وقد تنوّعت الشخصيات التي يتقمّصها المسافرون أثناء رحلاتهم، ومن بينها: شخصية المستكشف (19%)، والمراقب الهادئ (12%)، والمتجوّل المنفرد (8%)، وعاشق الرفاهية (8%)، والذوّاقة (8%).
وإلى جانب هذه التحوّلات السلوكية، تبيّن أيضاً أن السفر المتكرّر يحمل فوائد صحية جمّة.
اقرأ أيضاً: قد يحوّل عطلتك إلى كابوس.. كيف تحمي نفسك من الاحتيال المتزايد أثناء السفر؟
كشفت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يسافرون مرة واحدة في السنة على مدى تسع سنوات متتالية يزيد متوسط أعمارهم بنسبة تقارب 20%. كما أظهرت الدراسة أن هؤلاء الأشخاص يقلّ لديهم خطر الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 30%.
وتبيّن أيضاً أن الرحلات السنوية تُسهم في خفض ضغط الدم المرتفع، وتقليل مستويات السكر في الدم، والمساعدة في الحفاظ على معدّلات الكوليسترول والدهون الثلاثية —وهي عوامل، إن أُهملت، قد تؤدّي إلى أمراض قلبية خطيرة.
وحتى بالنسبة لمن لا يفضّلون قضاء أسبوع كامل في عطلة سنوية، فإن الرحلات القصيرة قد تكون مفيدة أيضاً، وتمنحهم الفوائد الصحية نفسها بدرجة ملحوظة.
اقرأ أيضاً: أقوى وأضعف جوازات السفر في العالم لعام 2025
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يُغادرون مدينتهم لقضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة يشعرون بقدر أقلّ من التوتر والتعب والاكتئاب، مقارنةً بمن نادراً ما يستخدمون إجازاتهم المدفوعة.
وقال بروكس بي. غامب، أستاذ الصحة العامة في جامعة سيراكيوز، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»: «العطلات توفّر حاجزاً واقياً ضد التوتر المزمن والالتهابات — وكلاهما يُحدث فوضى في الجسم».
فلتعتبر هذا تلميحاً مباشراً لتقديم طلب إجازة قريباً وحجز عطلتك القادمة — فالسفر حقاً يفعل العجائب للجسد والنفس.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي