كشف تقرير أولي عن أن حالة من الارتباك سادت قمرة القيادة قبيل لحظات من تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية الشهر الماضي، في حادث أودى بحياة 260 شخصاً.
وأشار التقرير إلى أن مفاتيح التحكم في تدفق الوقود إلى المحركات انتقلت بشكل شبه متزامن إلى وضع الإيقاف، ما أدى إلى توقف المحركات عن العمل نتيجة انقطاع إمدادات الوقود.
اقرأ أيضاً: سقوط طائرة تابعة لطيران الهند في أحمد آباد وتعليق جميع الرحلات بالمطار
ووفقاً للتقرير، الذي أصدره مكتب التحقيق في حوادث الطيران التابع لوزارة الطيران المدني الهندية، فإن الطائرة، وهي من طراز "بوينغ دريملاينر"، بدأت تفقد القوة الدافعة فور إقلاعها من مدينة أحمد أباد باتجاه لندن، قبل أن تسقط من ارتفاع منخفض.
التقرير، الذي وصف الحادث بأنه "أسوأ كارثة طيران يشهدها العالم منذ عقد"، أثار تساؤلات جديدة بشأن تصميم ووضع مفاتيح الوقود في الطائرات، لكنه لم يُحمّل أي مسؤولية مباشرة لشركة "بوينغ" المصنعة للطائرة أو "جنرال إلكتريك" المنتجة للمحركات.
كاميرات المراقبة أظهرت فور الإقلاع تشغيل "التوربين الهوائي الدافع"، وهو جهاز طارئ لتوليد الطاقة عند توقف المحركات، في مؤشر واضح على فقدان الطاقة. كما التُقط صوت أحد الطيارين عبر مسجل قمرة القيادة وهو يتساءل عن سبب انقطاع الوقود، بينما أنكر الطيار الآخر فعل ذلك.
ولم يحدد التقرير من من الطيارين أطلق نداء الاستغاثة، أو من تحدث في اللحظات الأخيرة من الرحلة، مكتفياً بالإشارة إلى أن قائد الطائرة كان سميت سابهروال (56 عاماً) بخبرة طيران تتجاوز 15,600 ساعة، وكان يشغل أيضاً منصب مدرب لدى الشركة. أما مساعده كلايف كندر (32 عاماً) فكان يمتلك 3,400 ساعة طيران.
وبحسب التقرير، تحولت مفاتيح الوقود من وضع التشغيل إلى الإيقاف بعد الإقلاع مباشرة، دون أن يوضح السبب أو يثبت وجود خطأ بشري. وأكد خبراء سلامة طيران أميركيون أن تحريك المفاتيح عن طريق الخطأ أمر غير مرجح.
وقال خبير السلامة الجوية الأميركي، أنتوني بيركهاوس: "إذا كان الطيار هو من فعل ذلك، فلماذا؟"، فيما أشار زميله جون نانس إلى أن تحريك المفتاحين تم بفارق زمني لا يتجاوز الثانية، وهو ما يتماشى مع الوقت الذي يحتاجه الطيار لتحريك كل مفتاح على حدة، مشدداً على أن إيقاف المحركات بهذه الطريقة لا يحدث خلال مرحلة الصعود.
اقرأ أيضاً: بوينغ تجري تسوية لدعاوى قضائية مع أسرتي ضحيتين في حادث تحطم طائرة 737 ماكس
يُذكر أن وضع الإيقاف يؤدي إلى توقف فوري للمحركات، ويُستخدم عادة بعد الوصول إلى بوابة المطار، أو في حالات الطوارئ القصوى مثل اندلاع حريق، وهو ما لم يرد أي إشارة إليه في التقرير.
ولدى معاينة موقع التحطم، وُجد المفتاحان في وضع التشغيل، ما يشير إلى محاولة لإعادة تشغيل المحركات قبل السقوط.
من جانبها، أقرت الخطوط الجوية الهندية بصحة التقرير، وقالت إنها تتعاون مع السلطات الهندية، لكنها امتنعت عن التعليق.
المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل أشاد بتعاون السلطات الهندية، وأكد أن التقرير لم يتضمن توصيات لاتخاذ إجراءات ضد مشغلي طائرات "بوينغ 787" أو محركات "جنرال إلكتريك".
بدورها، أكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية التزامها بتتبع الحقائق أينما تقود، ومعالجة أي مخاطر يتم تحديدها خلال التحقيق. بينما أوضحت "بوينغ" أنها تواصل دعم التحقيق، ولم ترد "جنرال إلكتريك للطيران" على طلب للتعليق.
الحادث أسفر عن مقتل 242 شخصاً كانوا على متن الطائرة، باستثناء ناجٍ واحد، إضافة إلى 19 شخصاً آخرين على الأرض.
وبحسب القواعد الدولية، يُتوقع صدور تقرير أولي خلال 30 يوماً من وقوع الحادث، على أن يصدر التقرير النهائي خلال عام. وتخضع الخطوط الجوية الهندية حالياً لتدقيق واسع، في وقت تسعى فيه نيودلهي إلى تعزيز قطاع الطيران كأداة لدعم النمو وتحويل الهند إلى مركز عالمي على غرار دبي، التي تُعد حالياً مركزاً لحركة الطيران الدولية من وإلى شبه القارة الهندية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي