يبدأ موسم أرباح الربع الثاني هذا الأسبوع مع 37 شركة من أعضاء مؤشر S&P500 المقرر أن تقدم تقاريرها.. ومن بين أبرز الشركات البنوك الكبرى، بقيادة جي بي مورغان تشيس، الأكبر في الولايات المتحدة، وعملاق البث نتفليكس... وتبقى التوقعات قبل الموسم محفوفة بالترقب والمخاوف، إذ تتنقل الشركات في مشهد تعرفة جمركية متغير باستمرار.
في الربع الأول من العام الجاري، استخدمت 381 شركة من أصل 451 شركة مدرجة في مؤشر S&P500 والتي عقدت مؤتمرات هاتفية (من 15 مارس/ آذار إلى 15 مايو/ آيار)، تعبير "عدم اليقين"، وهذا يمثل نسبة استخدام مرتفعة بلغت 84%.
يُمثل هذا ثاني أعلى معدل استخدام لهذا التعبير منذ أكثر من عقد. وكانت المرة الوحيدة التي استُخدمت فيها الكلمة بشكل أكثر تكراراً خلال ذروة جائحة كوفيد.
ومع انطلاقة موسم الأرباح (للربع الثاني من العام) هذا الأسبوع، فهل يظل التعبير نفسه مسيطراً على توقعات الشركات؟ وماذا عن تأثير تعرفات ترامب الجمركية.
ثلاث قضايا رئيسية
في مذكرة تلقت CNBC عربية نسخة منها نهاية الأسبوع الماضي، يُبرز كبير الاستراتيجيين العالميين في فريدوم كابيتال ماركتس، جاي وودز، تأثير ثلاث قضايا رئيسية تُهمين على المشهد، وهي (الرسوم الجمركية والتضخم وضغط هوامش الأرباح).
فيما يتعلق بالرسوم، يقول: "عاد القلق بشأن الرسوم الجمركية، بفضل عشرات الرسائل التي أرسلتها إدارة ترامب الأسبوع الماضي"، مشيراً إلى أن شركات السيارات والصناعات التحويلية بشكل خاص قد تواجه ضغوطاً بشأن كيفية تخطيطها للتعامل مع ارتفاع تكاليف المدخلات واحتمالية انقطاع سلسلة التوريد.
اقرأ أيضاً: الأرباح الفصلية للشركات الأميركية تحت مجهر الحرب التجارية
وعن التضخم يشدد على على أنه لا يزال مستقراً في قطاعات رئيسية مثل العمالة والتأمين والشحن، خاصةً بعد ارتفاع تكاليف الطاقة والأجور خلال الصيف.
كذلك من المتوقع أن تواجه العديد من الشركات أسئلةً صعبة حول قوة التسعير، والحفاظ على هامش الربح، وما إذا كانت تشهد تآكلًا في الطلب مع انتقال التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين.
وفي هذا السياق، يعتقد بأن القطاعات الرئيسية الأكثر تأثراً بتلك القضايا الأساسية هي (الصناعات والتجزئة وأشباه الموصلات والمواد والسلع الاستهلاكية التقديرية).
ما الذي تنتظره "وول ستريت"؟
وسيُظهر موسم الأرباح الحالي للمستثمرين ما إذا كانت حالة الصعود للأسهم لا تزال قائمة، إذ يأتي موسم تقارير الربع الثاني وسط نقطة محورية لسوق الأسهم، حيث يتداول مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب عند أعلى مستوياتهما على الإطلاق حتى بعد سيل من الأخبار السلبية المتعلقة بارتفاع التعريفات الجمركية، وتضخم العجز المالي، وتباطؤ النمو، وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
لكن المستثمرين يعلقون آمالهم على موسم أرباح قد يبني أرضية تحت فرضية أنه إذا ظلت قصة الذكاء الاصطناعي على حالها، وجاءت الأرباح أفضل من المتوقع، فستستمر الشركات الكبرى في الارتفاع وسيُعزل مؤشر السوق العام عن أي مخاطر وشيكة.
تقول كبيرة استراتيجيي الاستثمار في سانكتشواري لإدارة الثروات، ماري آن بارتلز، في التصريحات التي نقلتها عنها CNBC: "نعتقد بأن أرباح الشركات ستكون أقوى مما تبحث عنه السوق بالفعل، وهذا يمكن أن يعزز أسعار الأسهم بالفعل (..) نحن ندرك جيدًا أن التقييمات مرتفعة، ولكن إذا كان تحليلنا للأرباح صحيحاً، فقد لا تكون السوق باهظة الثمن كما يتوقع الناس".
اقرأ أيضاً: رغم تهديدات ترامب الجمركية.. وول ستريت تراهن على صمود الأسهم الأميركية
كبيرة الاستراتيجيين السابقين في بنك أوف أميركا أصدرت أكثر توقعات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تفاؤلاً، قائلة إن مؤشر السوق الواسع سيصل إلى 7000 نقطة بحلول نهاية العام حيث تعمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبلوك تشين من دفع الأرباح في شركات التكنولوجيا الكبرى.
وعن الذكاء الاصطناعي، تقول: "هذا هو أعظم ابتكار تكنولوجي في حياتنا (..) إنه مثل الإنترنت على المنشطات، ونعتقد بأن هذا سيدفع أرباح الشركات".
في الربع الثاني من العام، من المتوقع أن يسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نمواً في الأرباح بنسبة 4.6% على أساس سنوي، وهو الأضعف منذ الربع الرابع من عام 2023، وفقًا لبيانات FactSet . ولكن الأهم من ذلك هو الرؤى التي تقدمها الشركات حول كيفية سير أعمالها في النصف الثاني من العام.
وبحسب بيانات "إل إس إي جي"، يتوقّع المحللون أن تسجّل أرباح الربع الثاني نمواً بنسبة 5.8% على أساس سنوي، مقارنةً بـ13.7% في الربع الأول من العام.
آمال المستثمرين
يحاول المستثمرون أيضًا معرفة الشركات التي يمكنها تحمل تداعيات التعرفات الجمركية بشكل أفضل، وما إذا كان التضخم قد انخفض في النصف الأول من قبل الشركات التي طلبت فائضاً من الواردات في الربع الأول لتجنب ارتفاع التعرفات الجمركية.
كما سيكون الاستثمار في الإنفاق الرأسمالي، وخاصة في مجال التكنولوجيا، أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين، فإذا أنفقت الشركات على النمو المستقبلي، فسيعزز ذلك ثقة المستثمرين في السوق الأوسع.
ومع ذلك، فإن ما يثير الاهتمام بشكل كبير هو زيادة إنفاق الذكاء الاصطناعي من شركات الحوسبة الضخمة، والذي سيحدد ما إذا كانت أسهم التكنولوجيا لا تزال لديها مجال للتوسع بعد ارتفاعها في النصف الأول.
وكدليل على ذلك، أصبحت إنفيديا أول شركة عامة في الولايات المتحدة تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليون دولار.
ومن المهم أيضاً في الأسابيع المقبلة ما تقوله الشركات عن نوايا التوظيف فيما يتعلق بالاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية، مما سيعطي المستثمرين نظرة شاملة على قوة سوق العمل في وقت لاحق من هذا العام، بحسب تقرير CNBC.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي