شاب يحوّل هوسه بملابس الرياضة القديمة إلى علامة تجارية تحقق أكثر من 50 مليون دولار سنوياً

منذ طفولته، كان رايان فيسلر مهووساً بملابس الرياضة القديمة، حيث بدأ مجموعته الشخصية بأحذية «إير جوردان» الكلاسيكية وبضائع «بو جاكسون» من «نايكي». وفي أثناء دراسته الجامعية، كان يجني بعض المال الإضافي من خلال البحث في متاجر التوفير المحلية عن قطع قديمة نادرة لبيعها عبر موقع «إيباي».

وفي عام 2007، حوّل فيسلر هذا الشغف إلى مشروع حقيقي بإطلاقه علامة «هومِج» (Homage) المختصة بملابس الرياضة والثقافة الشعبية، والتي تتخذ من كولومبوس في ولاية أوهايو مقراً لها. ووفقاً لوثائق اطلعت عليها  CNBC Make It، حققت الشركة إيرادات تجاوزت 50 مليون دولار في عام 2024.

تتميّز ملابس «هومج» بتصاميمها المستوحاة من الطابع القديم، بما في ذلك شعارات الفرق الرياضية الكلاسيكية وصور لنجوم أسطوريين من عصور مختلفة. وساهم نجم كرة السلة ليبرون جيمس في نشر العلامة عندما ارتدى قميصاً يحمل صورة مصارع الثمانينات «ذا ألتيميت وورير» بعد فوز فريق كليفلاند كافالييرز ببطولة الدوري الأميركي للمحترفين عام 2016.

يقول فيسلر، الرئيس التنفيذي للشركة البالغ من العمر 42 عاماً: «عندما ارتدى ليبرون منتجاتنا، كان ذلك بمثابة لحظة لا تُصدّق ومحطة فارقة للعلامة التجارية، لأنه شديد الدقة في اختياراته لما يرتديه».

أطلق فيسلر «هومج» من قبو منزل والديه في أوهايو، بتمويل من أرباحه عبر «إيباي» وعدد من بطاقات الائتمان التي بلغ حدّها الأقصى.

 

اقرأ أيضاً: نايكي تعتزم رفع أسعار مجموعة من منتجاتها وتستأنف البيع عبر أمازون

 

وخلال ما يقرب من عقدين من الزمن، عملت الشركة على عقد اتفاقيات ترخيص مع مؤسسات كبرى مثل الـNBA، والـNFL، والـMLB، والـNHL، وشركة والت ديزني، ومنظمة المصارعة WWE، وشركة بطاقات التداول «توبس». ويشمل مستثمرو الشركة عدداً من المشاهير والرياضيين مثل رايان رينولدز، وجيسون كيلسي، وكيفن دورانت.

وتتوقع الشركة أن تسجّل هذا العام نمواً مزدوج الرقم في إيراداتها. وهذه هي قصة رايان فيسلر في تحويل هوايته الشخصية في متاجر التوفير إلى مشروع تجاري يدرّ إيرادات سنوية من ثمانية أرقام.

 

من صفقات متاجر التوفير إلى تحديات نمو الأعمال

 

في سن الثالثة عشرة، كان رايان فيسلر يجوب رفوف الملابس في متاجر التوفير بمدينة كولومبوس، بحثاً عن متعة العثور على قميص رياضي قديم أو تيشيرت مميز. ويقول: «عندما تجد قطعة مثل قميص هيوستن أستروز القديم الملوّن بألوان قوس قزح، كنت تعرف أنها قطعة فريدة، لا يملكها أحد، ولا يمكنك أن تجد مثلها في السوق حيث يوجد منها ألف نسخة».

وخلال دراسته لتخصص اللغة والأدب الإسباني في جامعة أوهايو، أدار فيسلر نشاطاً جانبياً يتمثل في بيع كميات من ملابس الرياضة القديمة والتحف الثقافية الشعبية عبر موقع «إيباي». ويذكر ممازحاً أن زملاء سكنه كانوا «منزعجين دائماً من تكدّس الصناديق في كل مكان».

وقد حقق من هذا المشروع دخلاً كافياً —بلغ في سنوات ذروته قرابة 20 ألف دولار سنوياً— مكنه من إعالة نفسه بعد التخرج في عام 2005، ما شجّعه على خوض تجربة تصميم منتجاته الخاصة.

في عام 2007، أطلق فيسلر علامة «هومِج» من قبو منزل والديه، مستثمراً أكثر من 10 آلاف دولار من أرباحه في «إيباي» لشراء تيشيرتات خام من شركة «أميركان أباريل»، ليزخرفها بتصاميم رياضية من إبداعه. ويقول إنه أراد أن تعبّر هذه التصاميم عن المرح والإبداع، وأن تُثير في المستهلك نفس البهجة التي كان يشعر بها عند العثور على قطعة نادرة في متجر التوفير.

 

من هوس بملابس الرياضة القديمة إلى تأسيس شركة تُقدَّر بعشرات الملايين

 

بدأ شغف رايان فيسلر بملابس الرياضة القديمة منذ طفولته، حين كان يجمع الأحذية الرياضية الكلاسيكية من «آير جوردان» وبضائع «نايكي» الخاصة بالنجم بو جاكسون. وفي فترة الجامعة، بدأ فيسلر يكسب دخلاً إضافياً من خلال التجول في محال الملابس المستعملة بحثاً عن قطع نادرة يبيعها لاحقاً عبر موقع «إيباي».

وفي عام 2007، تحوّل هذا الشغف إلى مشروع حقيقي حين أسّس فيسلر شركة Homage للملابس الرياضية والثقافية القديمة، والتي تتخذ من كولومبوس في ولاية أوهايو مقرّاً لها، وبلغت إيراداتها أكثر من 50 مليون دولار في عام 2024.

 

اقرأ أيضاً: أديداس تعتزم زيادة أسعارها في أميركا بسبب الرسوم الجمركية

 

تتميز تصاميم Homage بطابعها الرجعي، حيث تحمل رسوماً وشعارات قديمة لفرق رياضية أسطورية ولاعبين بارزين من عصور مختلفة. وقد ساهم نجم كرة السلة ليبرون جيمس في شهرة العلامة التجارية عندما ارتدى أحد قمصانها —الذي يظهر عليه المصارع «ألتيميت وورير» من حقبة الثمانينات— بعد فوز كليفلاند كافالييرز ببطولة الدوري الأميركي للمحترفين عام 2016.

يقول فيسلر، الرئيس التنفيذي البالغ من العمر 42 عاماً، والذي أسّس الشركة من قبو منزل والديه مستخدماً أرباحه من «إيباي» وبعض بطاقات الائتمان القصوى: «ارتداء ليبرون لقميصنا كان لحظة لا تُصدّق... لأنه شديد الانتقائية فيما يرتديه من علامات تجارية».

 

البداية من متاجر الملابس المستعملة

 

في سن الثالثة عشرة، كان فيسلر يقضي ساعات بين رفوف الملابس المستعملة بحثاً عن قطع نادرة مثل قميص فريق هيوستن أستروز ذي الألوان القوس قزحية. كان شعور العثور على قطعة لا يمتلكها أحد آخر ويصعب إيجادها في المتاجر شعوراً خاصاً جداً بالنسبة له.

أثناء دراسته للأدب واللغة الإسبانية في جامعة أوهايو، أطلق فيسلر عملاً جانبياً يبيع فيه الملابس الرياضية القديمة وتذكارات الثقافة الشعبية على «إيباي»، حتى أنّ زملاء سكنه كانوا يشتكون من تكدّس الصناديق في كل مكان.

 

شاهد أيضاً: سوق الملابس المستعملة.. من المتوقع أن ترتفع قيمتها إلى 350 مليار دولار بحلول عام 2028!

 

ويقول إنه كان يحقق ما يصل إلى 20 ألف دولار سنوياً من هذا المشروع، ما مكنه من إعالة نفسه بعد التخرج في عام 2005، وجرّبه في صناعة منتجاته الخاصة.

 

انطلاقة من القبو… ورفض من الجامعة

 

أسّس فيسلر شركة Homage في عام 2007 من قبو منزل والديه، مستخدماً أكثر من 10 آلاف دولار من أرباحه في «إيباي» لشراء قمصان خام من شركة American Apparel وطبع عليها تصاميم رياضية من ابتكاره. هدفه كان أن تكون هذه التصاميم ممتعة ومبتكرة وتثير نفس البهجة التي كان يشعر بها عند العثور على قطعة فريدة في متجر مستعمل.

عرض هذه القمصان على مكتبات الجامعات المحلية، لكن أكبرها — جامعة ولاية أوهايو — رفضته في البداية. لذا ركّز على الجامعات الأصغر لبناء سمعة للشركة كعلامة ذات جودة عالية.

لاحقاً، تمكّن من عقد شراكة مع أسطورة كرة القدم الأميركية أرشي غريفين، وهو نجم سابق في جامعة أوهايو وحائز على جائزة «هايسمان» مرتين، لترخيص قمصان تحمل صورته. وكانت هذه الشراكة بوابة لدخول Homage إلى جامعة أوهايو نفسها في عام 2008، وهي خطوة وصفها فيسلر بأنها: «لحظة انهيار عاطفي من شدة الفرح... لأنني كنت أعلم أنه إذا أثبتنا جدارتنا في أوهايو، يمكننا النجاح في أي مكان في أميركا».

 

القول «نعم» لأفكار مجنونة

 

اتفاقية أوهايو قفزت بطلبات الشراء إلى مستويات لم تكن الشركة قادرة على تلبيتها. كان فيسلر يعاني من نقص في المخزون، ونقص في عدد الموظفين، وتأخّر المتاجر في إرسال الطلبات.

مع ارتفاع الإيرادات، بدأ فيسلر بتوسيع المخزون وتوظيف المزيد من العاملين. وبلغت مبيعات الشركة السنوية مليون دولار لأول مرة في عام 2009.

في عام 2015، أبرمت Homage اتفاقية ترخيص وطنية مع رابطة NBA، مدعومة بسجل قوي من التعامل مع قاعدة مشجعي أوهايو. وأرسل فيسلر صندوقاً من القمصان إلى فريق كليفلاند كافالييرز، وكان من المفاجئ أن يظهر ليبرون جيمس مرتدياً أحدها علناً في 2016.

ومع تزايد عدد الرياضيين الذين يرتدون العلامة، انضمت المزيد من الشراكات مثل NFL وديزني (عبر «مارفل» و«ستار وورز»).

لكن رغم هذا النجاح، تبقى Homage لاعباً صغيراً في سوق الملابس الرياضية الذي تهيمن عليه شركات ضخمة مثل Fanatics وNike، والمتوقع أن تتجاوز مبيعاته 173 مليار دولار في أميركا الشمالية عام 2025، بحسب تقرير لشركة McKinsey.

 

نحو التوسع والإبداع

 

يقول فيسلر إن تركيزه في المستقبل سيكون على التوسع من خلال الإبداع المحض، ويخطط أيضاً للدخول إلى السوق العالمية، بدءاً من ترخيص منتجات نادي ريكسهام الإنجليزي لكرة القدم، المملوك جزئياً من قبل الممثل رايان رينولدز، أحد المستثمرين في Homage.

ولا تزال بعض أفكاره الأخرى في خانة الطموحات، مثل افتتاح فنادق أو حانات تحمل علامة Homage، لكنه يرى أن أي فكرة قابلة للتنفيذ مستقبلاً.

«الشيء الذي يُحرّك هذه الشركة هو الناس الذين يقولون: نعم، دعونا نجرب هذه الفكرة الرائعة»، يختم فيسلر. «لولا هذا، لما وُجدت Homage أصلاً».