أجرى رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، زيارة رسمية إلى روسيا يوم الخميس، هي الثانية له في أقل من عام، التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤشر واضح على تنامي العلاقات بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» أن الزيارة تركز على «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، وعلى «سبل تعزيز التعاون، لا سيّما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المشتركة، إلى جانب مناقشة قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك».
ورغم كون الإمارات حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة وشريكاً أساسياً في المجالين العسكري والاستخباراتي، فإنها تُعد أيضاً أهم شريك اقتصادي لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، وقد شهدت العلاقات التجارية بين الطرفين نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، لا سيّما منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. وكانت وزارة التجارة الروسية قد أعلنت في فبراير شباط أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنسبة 68% خلال عام 2022 ليصل إلى 9 مليارات دولار.
وخلال محادثاته مع بوتين، قال محمد بن زايد، بحسب ما نقلته وكالة «تاس» الروسية الرسمية، إن «حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات يبلغ حالياً 11.5 مليار دولار»، مضيفاً: «نرغب في مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات الخمس المقبلة، سواء على المستوى الثنائي أو مع دول أوراسيا». وأكد أن العلاقات بين البلدين «تشهد تطوراً متسارعاً».
اقرأ أيضاً: رغم إشادة ترامب بتقدم المحادثات مع روسيا.. البيت الأبيض يؤكد استمرار خطط العقوبات الثانوية
وكانت روسيا والإمارات قد وقّعتا اتفاقية شراكة استراتيجية في عام 2018، وتوالت بعد ذلك الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين.
وتتبنّى أبوظبي موقفاً حيادياً من الحرب في أوكرانيا، إذ لم تعلن انحيازها لأي من الطرفين، ودعت إلى السلام وإنهاء القتال. في الوقت ذاته، أصبحت الإمارات ملاذاً آمناً للعديد من الأوليغارش الروس والمغتربين الفارّين من العقوبات أو من الخدمة العسكرية الإلزامية. وتشير تقارير إلى أن نحو 4 آلاف شركة روسية تعمل حالياً في الإمارات، بينما يشهد الاستثمار الأجنبي المباشر بين الجانبين نمواً مستمراً.
ولعبت الإمارات دوراً حيوياً في تسهيل الاتصالات بين الخصوم، وساهمت في التوسّط لإبرام صفقات تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا. ووفقاً لما أعلنته أبوظبي، فإن جهود الوساطة الإماراتية أسفرت منذ اندلاع الحرب في فبراير شباط 2022 عن إعادة 4,181 أسيراً إلى أوطانهم.
ونتمتع الإمارات بعلاقات اقتصادية قوية مع الولايات المتحدة، والتي تتجاوز التعاون في مجال الدفاع. فالعاصمة الإماراتية أصبحت مركزاً إقليمياً سريع النمو للاستثمارات في كبرى شركات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأميركية.
وكانت زيارة ترامب المدوية إلى منطقة الخليج في مايو أيار قد شهدت توقيع عدد من الصفقات الكبرى مع الإمارات في مختلف القطاعات، بينما أعلنت أبوظبي في مارس آذار التزامها بإطار استثماري ضخم في أميركا يمتد لعشر سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار.
قال حسين إيبيش، الباحث البارز في «معهد دول الخليج العربية في واشنطن»، إن «الصداقة الإماراتية مع روسيا تُعدّ مصدر توتر مع الولايات المتحدة، لكنها ليست توتراً كبيراً في هذه المرحلة، لا سيّما في ظل إدارة ترامب».
وأوضح إيبيش أنه مع اقتراب دخول العقوبات الثانوية حيز التنفيذ بعد الموعد النهائي الذي حدده ترامب لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، «فإن الإمارات وروسيا ستسعيان إلى تنسيق أي رد محتمل على هذه العقوبات الثانوية».
وتتجه الأنظار في الإمارات وفي منطقة الخليج الأوسع إلى موقف ترامب، وما إذا كان سيقرر ممارسة ضغوط على أبوظبي. لكن الإمارات، هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، ستواصل اتباع سياسة خارجية مستقلة، وفقاً لما أكده مايكل روبين، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، والباحث في «معهد أميركان إنتربرايز».
وقال روبين في تصريح لقناة CNBC: «الإمارات لم تعد مهتمة بأن تكون جزءاً من تحالفات كبرى أو حملات ضغط. سياستها ستُبنى على حسابات ضيّقة ومباشرة لمصالحها الخاصة، بينما تترك للآخرين إضاعة الوقت والجهد في العقوبات والإكراه وصراع القوى الكبرى».
وأضاف: «محمد بن زايد سيفعل ما يراه مناسباً للإمارات، ولن يضع كل بيضه في سلة أميركا أو الصين أو روسيا».
قال حسين إيبيش، الباحث البارز في «معهد دول الخليج العربية في واشنطن»، إن «الصداقة الإماراتية مع روسيا تُعدّ مصدر توتر مع الولايات المتحدة، لكنها ليست توتراً كبيراً في هذه المرحلة، لا سيّما في ظل إدارة ترامب».
وأوضح إيبيش أنه مع اقتراب دخول العقوبات الثانوية حيز التنفيذ بعد الموعد النهائي الذي حدده ترامب لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، «فإن الإمارات وروسيا ستسعيان إلى تنسيق أي رد محتمل على هذه العقوبات الثانوية».
اقرأ أيضاً: رغم إشادة ترامب بتقدم المحادثات مع روسيا.. البيت الأبيض يؤكد استمرار خطط العقوبات الثانوية
وتتجه الأنظار في الإمارات وفي منطقة الخليج الأوسع إلى موقف ترامب، وما إذا كان سيقرر ممارسة ضغوط على أبوظبي. لكن الإمارات، هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط، ستواصل اتباع سياسة خارجية مستقلة، وفقاً لما أكده مايكل روبين، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، والباحث في «معهد أميركان إنتربرايز».
وقال روبين في تصريح لـ CNBC: «الإمارات لم تعد مهتمة بأن تكون جزءاً من تحالفات كبرى أو حملات ضغط. سياستها ستُبنى على حسابات ضيّقة ومباشرة لمصالحها الخاصة، بينما تترك للآخرين إضاعة الوقت والجهد في العقوبات والإكراه وصراع القوى الكبرى».
وأضاف: «محمد بن زايد سيفعل ما يراه مناسباً للإمارات، ولن يضع كل بيضه في سلة أميركا أو الصين أو روسيا».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي