أعلن الرئيس دونالد ترامب، يوم السبت 9 أغسطس/ آب، أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في البيت الأبيض الأسبوع المقبل لمناقشة جرائم العنف في واشنطن العاصمة، وذلك بعد أيام من إعلان البيت الأبيض عن تعزيز إجراءات إنفاذ القانون الفيدرالية في جميع أنحاء المدينة.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: "سيُعقد مؤتمر صحفي يوم الاثنين في البيت الأبيض، والذي سيُسهم بشكل أساسي في وقف جرائم العنف في واشنطن العاصمة".
اقرأ أيضاً: ترامب يلتقي بوتين في آلاسكا.. هل بدأ العد التنازلي لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
وزعم ترامب، الذي دأب على انتقاد المدينة التي يقودها الديمقراطيون، أن واشنطن العاصمة "ستصبح قريباً واحدة من أكثر المدن أماناً"، حتى مع إظهار البيانات انخفاضاً في جرائم العنف في العاصمة، بحسب شبكة CNBC.
وصعّد ترامب هذا الأسبوع من لهجته بشأن الجريمة في المنطقة، بعد تعرض عضو سابق في إدارة كفاءة الحكومة للاعتداء في محاولة سرقة سيارة.
وقال ترامب يوم الأربعاء: "لقد مرّ بموقف صعب، على أقل تقدير، وهناك الكثير منه. سنفعل شيئاً حيال ذلك".
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه قد يستعين بالحرس الوطني لحفظ الأمن في شوارع العاصمة واشنطن، في حين أكد مسؤول في البيت الأبيض إن قوات إنفاذ القانون الاتحادية ستعزز وجودها في المدينة هذا الأسبوع.
وهذا التهديد وما سيليه من تداعيات هو أحدث خطوة من جانب ترامب وإدارته نحو تولي إدارة المدينة التي تمثل مقر الحكومة الأميركية، مما أثار جدلاً واسعاً في أميركا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "العاصمة غير آمنة تماما. علينا أن ندير العاصمة التي يجب أن تكون أفضل مكان يُدار في البلاد".
ونقلت رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن التفاصيل العملية حول تعزيز الوجود الاتحادي لم تنته بعد.
اقرأ أيضاً: تكاليف الإسكان تشعل أزمة ديموغرافية في الولايات المتحدة.. وهذا موقف ترامب
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي والحرس الوطني وإدارة الهجرة والجمارك، بالإضافة إلى عملاء من وزارة الأمن الداخلي يشاركون في الأمر بدءاً من يوم الخميس الماضي.
اعتراضات مدنية
وفق أكسيوس، تُحذّر جماعات الحقوق المدنية من أن هذه الحملة القمعية غير ضرورية ومحفوفة بالمخاطر.
صرح سكوت ميشلمان، المدير القانوني لاتحاد الحريات المدنية الأميركية في واشنطن العاصمة، لموقع أكسيوس: "يُشكّل التدريب مصدر قلق بالغ. فعندما تبدأ بفرض ضغوط على جهات ذات رسالة مختلفة ونظرة مختلفة للعالم، قد يكون ذلك بمثابة وصفة للخطر".
ويُشير إلى رد فعل السلطات الفيدرالية على مظاهرات العدالة العرقية في ساحة لافاييت عام 2020 خلال إدارة ترامب الأولى، والتي أدت إلى دعاوى قضائية وتغييرات في السياسات بعد سنوات.
ويضيف "آليات المساءلة لإنفاذ القانون الفيدرال، في حال انتهاكها للدستور، أضعف بكثير مقارنةً بسلطات الولايات والسلطات المحلية".
"انتهاك" الحكم الذاتي
وفق CNBC، أدان المسؤولون المحليون أمر ترامب، وحذروا من أنه ينتهك "الحكم الذاتي"، وهو قانونٌ يعود تاريخه إلى عقود، ويسمح لسكان العاصمة بانتخاب عمدتهم وأعضاء مجلسهم.
وقالت النائبة إليانور هولمز نورتون، مندوبة واشنطن غير المصوّتة، في بيان: "حتى لو لم تكن الجريمة في واشنطن في أدنى مستوياتها التاريخية، فإن تعليقات الرئيس ترامب ستكون مُضلّلة ومُسيئة لأكثر من 700 ألف شخص يعيشون بشكل دائم في العاصمة".
وأضافت: "على الرغم من أنني لن أسمح لهم بالنجاح، فإن الجمهوريين الذين يُطالبون بإلغاء قانون الحكم الذاتي ليس لديهم أي خطة لإدارة المنطقة إذا ألغوا منصب العمدة ومجلس واشنطن".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي