قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يكون منفتحاً على السماح لشركة «إنفيديا» ببيع نسخة مخفّضة الأداء من أحدث شرائحها المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى الصين، وذلك في إطار صفقة محتملة.
وفي مؤتمر صحفي يوم الإثنين، أوضح ترامب أنه قد يبرم اتفاقاً مع «إنفيديا» إذا استطاعت خفض أداء نظام «بلاكويل» بنسبة تتراوح بين 30% و50%، واصفاً النظام بأنه «الأحدث والأفضل في العالم». كما أشار إلى أنه سيلتقي مجدداً برئيس الشركة التنفيذي، جنسن هوانغ، لبحث هذا الملف.
ويأتي ذلك بعدما تمكّن هوانغ، الذي يسعى منذ فترة لإعادة فتح السوق الصينية أمام منتجات الشركة، من التوصل الشهر الماضي إلى اتفاق مع إدارة ترامب يقضي بدفع «إنفيديا» و«إيه إم دي» 15% من عائدات مبيعاتهما من الشرائح إلى الصين لصالح الحكومة الأميركية، مقابل الحصول على تراخيص تصدير. وذكر ترامب أنه كان يطالب في البداية بنسبة 20%، قبل أن تخفض إلى 15% بعد مفاوضات مع هوانغ.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأميركي يوضح ماذا طلب من إنفيديا.. ويصف H20 بأنها شريحة "عتيقة"
ويرى خبراء أن السماح بتصدير نسخة أقل تطوراً من «بلاكويل» قد يشكل خطوة استراتيجية كبيرة، إذ يهدف– وفقاً لبول تريولو، الشريك ونائب الرئيس الأول لشؤون الصين في مجموعة «دي جي إيه-ألبرايت ستونبريدج»– إلى «إبقاء الصين معتمدة على تكنولوجيا أقل تقدماً وليست في طليعة الابتكارات».
في تصريحات متكررة، شدد جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، على أنه إذا تم قطع وصول الصين إلى الشرائح الأميركية، فإن شركات التكنولوجيا المحلية مثل «هواوي» ستسعى لسد الفجوة. واعتبر أن بيع الشرائح الأميركية للصين سيجعل الشركات الصينية تعتمد عليها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
شهدت سياسة واشنطن بشأن تصدير الشرائح تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة؛ ففي عام 2022، تم حظر «إنفيديا» من تصدير شرائحها A100 وH100 إلى الصين، وهي شرائح أساسية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة. وفي 2023، فرضت الولايات المتحدة قيوداً إضافية على تصدير مزيد من شرائح «إنفيديا».
وقامت الشركات الصينية بتخزين هذه الشرائح واستخدامها لاحقاً في بناء نماذجها للذكاء الاصطناعي. ووفقاً لتصريحات الخبير بول تريولو، فقد تم الحصول على هذه الشرائح بشكل قانوني وما زالت تُستخدم حتى الآن لتدريب النماذج.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الإصدار المخفّض من نظام «بلاكويل» المخصص للسوق الصينية سيملك القدرات الكافية لتدريب نماذج أكثر تقدماً. وفي الأثناء، تواصل «هواوي» تطوير سلسلة معالجاتها «أسيند»، التي تحاول تسويقها كبديل لشرائح «إنفيديا».
اقرأ أيضاً: هواوي تنافس إنفيديا في نظام حوسبة للذكاء الاصطناعي
وقال تريولو: «نحن الآن في مرحلة انتقالية، حيث أوشكت مخزونات الشرائح القديمة من «إنفيديا» على النفاد، فيما نأمل أن تتمكن سلسلة معالجات أسيند الجديدة من «هواوي» من أن تحل محلها، لكنها ليست قادرة تماماً على ذلك بعد».
وأضاف: «ربما العام المقبل ستطرح «هواوي» نسخة جديدة من معالجاتها 910 ستكون أكثر قدرة على منافسة «إنفيديا»».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي