الموقف الأخير لجيروم باول في جاكسون هول 2025.. إرثه واستقلال الفدرالي الأميركي على المحك

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

سيعتلي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، المنصة يوم الجمعة المقبل في ندوة جاكسون هول الاقتصادية السنوية التي ينظمها المجلس، لإلقاء ما قد يكون الخطاب الأبرز في مسيرته المهنية. 

لن يكون الخطاب طويل، إذ لم تتجاوز مدة نسخة العام الماضي 15 دقيقة بقليل. ولكن مع انتهاء فترة ولايته كرئيس للمجلس في مايو المقبل، وتعرض أداء الاحتياطي الفيدرالي لانتقادات إدارة الرئيس دونالد ترامب، قد يرى باول في جاكسون هول فرصته الأخيرة، أو على الأقل الأفضل، لترسيخ إرثه والدفاع عن استقلالية البنك المركزي.


اقرأ أيضاً: ترامب يضع خيار إقالة رئيس الفدرالي على الطاولة


سيتوجه أقوى صانعي السياسات الاقتصادية في العالم إلى منتزه غراند تيتون الوطني في جاكسون، وايومنغ، الأسبوع المقبل لحضور أحد أكثر التجمعات تميزاً لهذا العام.

الحدث الأكثر ترقباً في المؤتمر، والمعروف بشكل غير رسمي باسم "جاكسون هول"، هو خطاب جيروم هـ. باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. سيقدم باول رؤيته الاقتصادية في فندق جاكسون ليك لودج العريق صباح الجمعة، في ظل حالة من عدم اليقين الشديد بشأن مسار التضخم وسوق العمل، ودعوات متكررة من البيت الأبيض لخفض أسعار الفائدة.

مؤتمر جاكسون هول يُضيف ضغوطاً

يسلّط مؤتمر جاكسون هول السنوي الذي ينظمه الاحتياطي الفيدرالي الضوء على كيفية تخطيط المسؤولين لحل معضلة سياستهم. عادةً ما يقدم هذا التجمع رفيع المستوى مؤشراتٍ حول اتجاه السياسة النقدية المستقبلي الذي تُدقّق فيه الأسواق بدقّة.

مع انعقاد المؤتمر قبل اجتماع 16-17 سبتمبر الحاسم، يواجه المسؤولون ضغوطاً للتعبير عن آرائهم مع الحفاظ على المرونة مع ورود المزيد من البيانات الاقتصادية. يواجه الاحتياطي الفدرالي خياراتٍ مُستحيلة، حيث يؤدي أي تلميح إلى سياسة مستقبلية إلى ردود فعل في السوق قد تُعقّد قراراته.


اقرأ أيضاً: استمرار أم إقالة.. قصة قضيتين تحسمان العلاقة بين ترامب ورئيس الفدرالي الأميركي


ستُوفّر التقارير الاقتصادية حول الوظائف والتضخم المُتوقّع صدورها قبل اجتماع سبتمبر بياناتٍ حاسمة، ولكنّها قد تُزيد من تعقيد الأمور إذا أرسلت إشاراتٍ مُتضاربة.

الخفافيش تغزو جاكسون هول

رئيس الاحتياطي الفيدرالي سيواجه انتقادات حادة في خطابه المهم حول السياسة النقدية، لا سيما مع انقسام الآراء يشكل حاد حيال سياساته بسبب الصراع مع الرئيس دونالد ترامب. لكن باول سيواجه أيضاً عدواً آخر في جاستون هول وهو، الخفافيش!.

أولًا، وقبل الخطاب الاقتصادي على موظفي الفندق ومنظمي المؤتمر التعامل مع الخفافيش، بحسب نيويورك تايمز.

وفق تقرير لها السبت 15 أغسطس/ آب، تقول إنه مؤخراً استوطنت مستعمرة مشتبه بها من الخفافيش مجموعة من الكبائن في العقار، الذي تديره شركة غراند تيتون لودج. يُعتقد أن الخفافيش تسللت عبر ثقب صغير، يبلغ قطره حوالي نصف بوصة، في سقف إحدى الغرف، ودخلت عبر مساحة علوية متصلة إلى سبع كبائن أخرى.

تم اصطياد سبعة من الخفافيش الثمانية وفحصها للكشف عن داء الكلب، وجاءت نتائج جميعها سلبية. وأطلق أحد النزلاء سراح واحد منها.

إن مخاوف الخفافيش ليست بالأمر الهيّن بالنسبة للمؤتمر. فقد دأب بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي على عقد فعاليته المخصصة للمدعوين فقط في هذا النزل منذ عام 1982. 

التحولات الجذرية في الاقتصاد العالمي

ويوفر هذا النزل منتدىً لكبار محافظي البنوك المركزية، والمسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين، والأكاديميين لمناقشة أبرز مواضيع اليوم، بدءاً من تحديد مستوى "محايد" لأسعار الفائدة لا يُسرّع الطلب ولا يُبطئه، وصولًا إلى التحولات الجذرية التي تضرب الاقتصاد العالمي

يُعدّ هذا النزل الريفي مركزاً رئيسياً للمؤتمر، حيث يُمكن في أي وقت خلال أيام الحدث الثلاثة العثور على صانعي السياسات يتناقشون حول آخر مشاهدات الدببة أو الموظ، بين المناقشات حول مزايا هدف التضخم البالغ 2%.


إقرأ أيضاً: ترامب يكرر دعوة الفدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة


حتى أبرز المشاركين في المؤتمر سيبقون في النزل لحضور هذا اللقاء. وحتى الآن، تم تأكيد حضور كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، وإلقاء كلمة.

تحذير من تعديل التوقعات

يشير بعض الاقتصاديين إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يواجه خيارات مستحيلة، ويعود ذلك جزئياً إلى أن توقعاته للتضخم قد تكون متفائلة للغاية. ويجادل تيم دوي بأن مسؤولي الفدرالي الأميركي قد يحتاجون إلى تعديل توقعات التضخم بالرفع، مما يزيد من صعوبة تبرير تخفيضات أسعار الفائدة.

إذا اقترب التضخم بالفعل من المستويات المتوقعة، وكانت التوقعات بحاجة إلى تعديل بالرفع، فإن تخفيض أسعار الفائدة يصبح أكثر خطورة. وهذا يخلق سيناريو لا يمكن فيه معالجة مخاوف التوظيف لأن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة للغاية.

يتطلب التفويض المزدوج للاحتياطي الفيدرالي الاهتمام بكل من التوظيف واستقرار الأسعار، ولكن عندما تتعارض هذه الأهداف بشكل مباشر، يجب على المسؤولين اتخاذ قرارات حاسمة بشأن أيهما يشكل خطراً اقتصادياً أكبر على المدى الطويل.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة