قال الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان، إنه يعتقد أن سوق الذكاء الاصطناعي يعيش حالة فقاعة استثمارية، وفق ما نقلت صحيفة «ذا فيرج» يوم الجمعة.
وأوضح ألتمان في حديث مع مجموعة صغيرة من الصحفيين الأسبوع الماضي: «عندما تحدث الفقاعات، يميل الأذكياء إلى المبالغة في الحماسة تجاه جوهر الحقيقة».
وأضاف: «هل نحن في مرحلة يبالغ فيها المستثمرون في حماستهم تجاه الذكاء الاصطناعي؟ برأيي نعم. وهل الذكاء الاصطناعي أهم ما حدث منذ زمن طويل؟ برأيي نعم أيضاً».
وبدا أن ألتمان يقارن هذا الوضع بما حدث في فقاعة الإنترنت الشهيرة أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتي شهدت حماسة استثمارية هائلة قبل أن تنفجر لاحقاً، متسببة في انهيار مؤشر «ناسداك» بنحو 80% بين مارس آذار 2000 وأكتوبر تشرين الأول 2002، بعدما فشلت شركات الإنترنت حينها في تحقيق إيرادات أو أرباح.
شاهد أيضاً: زوكربيرغ يعلن التحدي.. الذكاء الاصطناعي سلاح ميتا في مواجهة أجهزة آيفون!
وتضاف تصريحات ألتمان إلى سلسلة من التحذيرات التي يطلقها خبراء ومحللون بشأن تسارع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. فقد أعرب كل من جو تساي، الشريك المؤسس لشركة «علي بابا»، وراي داليو، مؤسس «بريدج ووتر أسوشيتس»، وتورستن سلُك، كبير خبراء الاقتصاد في «أبولو غلوبال مانجمنت»، عن مخاوف مماثلة.
وكان سلُك قد ذكر في تقرير الشهر الماضي أن فقاعة الذكاء الاصطناعي اليوم تبدو أكبر من فقاعة الإنترنت في التسعينيات، مشيراً إلى أن أكبر عشر شركات في مؤشر «إس آند بي 500» تبدو مقيمة بأعلى من قيمتها الحقيقية بشكل يفوق تلك الحقبة.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لــ «CNBC» يوم الاثنين، قال راي وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «كونستليشن ريسيرش» في وادي السيليكون، إن تصريحات ألتمان تحمل قدراً من الصحة، لكنه شدد على أن حجم المخاطر يختلف باختلاف الشركات.
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إنه من منظور الاستثمار الأوسع في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، لا يرى أن السوق يعيش فقاعة حقيقية، موضحاً أن «الأساسيات عبر سلاسل التوريد لا تزال قوية، وأن المسار الطويل الأمد لاتجاهات الذكاء الاصطناعي يدعم استمرار الاستثمارات».
لكن ألتمان أقر في الوقت ذاته بوجود تدفقات متزايدة من رؤوس الأموال المضارِبة التي تطارد شركات ذات أسس ضعيفة ولا تملك سوى «إمكانات متصورة»، وهو ما قد يخلق جيوباً من المبالغة في التقييم.
وتصاعدت المخاوف من حدوث فقاعة في سوق الذكاء الاصطناعي مطلع العام الجاري، عندما أعلنت شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة عن تطوير نموذج استدلال متقدم، مؤكدة أن أحد إصدارات نماذجها اللغوية الكبيرة تم تدريبه بتكلفة تقل عن 6 ملايين دولار فقط، أي بجزء ضئيل من المليارات التي تنفقها شركات أميركية رائدة مثل «أوبن إيه آي». غير أن هذه الادعاءات قوبلت ببعض الشكوك من خبراء في القطاع.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال ألتمان إن الإيرادات السنوية المتكررة لشركة «أوبن إيه آي» في طريقها لتجاوز 20 مليار دولار هذا العام، لكنه أقر بأنها لا تزال غير مربحة.
كما واجه إطلاق الشركة نموذجها الجديد «تشات جي بي تي 5» بداية الشهر الجاري صعوبات، بعدما اشتكى بعض المستخدمين من أن أداءه أقل سلاسة وأقل «بديهية»، الأمر الذي دفع الشركة إلى إعادة إتاحة نماذج «جي بي تي-4» للعملاء المشتركين.
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع إطلاق نموذج Chat GPT الجديد.. OpenAi تخسر 2 من كبار موظفيها
وفي أعقاب هذه التطورات، بدا ألتمان أكثر تحفظاً حيال بعض التوقعات المتفائلة في صناعة الذكاء الاصطناعي، إذ قال إن مصطلح «الذكاء الاصطناعي العام» أو «AGI» يفقد أهميته شيئاً فشيئاً، وذلك رداً على سؤال حول ما إذا كان نموذج «جي بي تي-5» يقرّب العالم من تحقيق هذا الهدف.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي