تتصدر ثلاثة أهداف أساسية جدول أعمال القادة الأوروبيين الذين ينضمون إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن لعقد لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد أثارت قمة ألاسكا التي انعقدت يوم الجمعة الماضي قلق العواصم الأوروبية، إذ بدا أن ترامب قد ليّن موقفه حيال العقوبات المحتملة على روسيا، وبات يدفع باتجاه اتفاق سلام دائم في أوكرانيا بدلاً من وقف إطلاق نار أولي، وهو نهج يتماشى بدرجة أكبر مع موقف موسكو.
ولا يزال المسؤولون في الاتحاد الأوروبي يتذكرون الظهور المثير للجدل لزيلينسكي في المكتب البيضاوي في فبراير شباط، حين انتقده ترامب ونائبه جيه دي فانس أمام عدسات التلفزيون لعدم إظهاره ما يكفي من الامتنان للدعم الأميركي طوال فترة الحرب.
أما هذه المرة، فسيسافر قادة أوروبيون إلى الولايات المتحدة اليوم الاثنين في محاولة لحشد واشنطن خلف أوكرانيا. وتشمل المجموعة الأوروبية رؤساء دول وحكومات تجمعهم علاقات وثيقة بترامب، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب.
وقال دبلوماسي أوروبي رفيع، فضّل عدم ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع، لـ «CNBC» الأحد: «الهدف الرئيسي هو دعم زيلينسكي. والفكرة هي ضمان أن تكون أهداف ترامب منسجمة مع أهداف أوروبا».
اقرأ أيضاً:الأسواق العالمية تواجه أسبوعاً مضطرباً مع تصاعد الضغوط الأميركية على أوكرانيا
وأوضح الدبلوماسي أن هذه الأهداف تتمثل في: ضمانات أمنية، وقف القتال، والتحضير لاجتماع ثلاثي.
في ظل سيناريو قد ينتهي فيه الصراع من دون حصول كييف على عضوية الناتو، تصر أوكرانيا على الحصول على تطمينات أمنية تقلل من احتمالات تجدد الهجمات أو الغزو.
وبحسب المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، فقد وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن يُسمح لأوروبا والولايات المتحدة بتقديم مثل هذه الضمانات الأمنية لأوكرانيا بعد الحرب، على نحو يشبه المادة الخامسة من ميثاق الناتو التي تنص على أن أي هجوم على عضو في الحلف يُعد هجوماً على الجميع.
لكن مسؤولاً في الاتحاد الأوروبي قال إن «ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة للناتو جيدة، لكن من غير الواضح ما الذي ستتضمنه عملياً».
وأوضح الدبلوماسي الأميركي السابق جيمس بيندناغل أن هذه الضمانات ستسمح بوجود قوات غربية في أوكرانيا -لكن من خارج إطار الناتو- بحيث تكون قادرة على الرد على أي انتهاك لوقف إطلاق النار.
تردد أن بوتين طالب بانسحاب أوكرانيا من منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق البلاد، وأبدى استعداد موسكو لتجميد خطوط القتال في منطقتي خيرسون وزابوريجيا جنوباً.
غير أن كييف لا تزال ترفض بشكل قاطع أي وقف للحرب مقابل تنازلات إقليمية، إذ شدد زيلينسكي الأسبوع الماضي على أن مثل هذا التراجع سيكون «منصة انطلاق» لهجوم روسي جديد في المستقبل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان الأحد: «طالما يستمر إراقة الدماء في أوكرانيا، سيواصل الاتحاد الأوروبي ممارسة الضغوط الدبلوماسية، وخاصة الاقتصادية، على روسيا».
اقرأ أيضاً: رئيسة المفوضية الأوروبية وعدد من القادة الأوروبيين يرافقون زيلينسكي في زيارته للبيت الأبيض
وأضافت أن الاتحاد «سيواصل تعزيز العقوبات»، مشيرة إلى أن بروكسل تسرع التحضيرات لحزمة العقوبات التاسعة عشرة، المقرر طرحها في مطلع سبتمبر أيلول.
الهدف الآخر الذي يسعى الأوروبيون إلى تحقيقه اليوم في واشنطن هو الحصول على دعم البيت الأبيض لعقد اجتماع يضم ترامب وبوتين ويشرك زيلينسكي على طاولة التفاوض.
وقالت فون دير لاين الأحد: «نحن نمر بمرحلة عصيبة، لكن أوكرانيا وحدها هي التي تختار مصيرها».
وكان ترامب قد تحدث في وقت سابق عن إمكانية عقد قمة تجمعه مع القيادتين الروسية والأوكرانية، لكنه لم يأتِ على ذكر هذا الاحتمال منذ قمة ألاسكا الأخيرة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي