عالم جديد لكبار السن.. كيف يواكبون الذكاء الاصطناعي دون أن يقعوا في الفخ؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

أظهر استطلاع سابق أجرته منظمة Generation غير الربحية للتوظيف وجود فجوة عمرية كبيرة في المواقف تجاه التوظيف المرتبط بالذكاء الاصطناعي.

في حين قال 57% من مديري التوظيف في الولايات المتحدة إنهم من المرجح جداً توظيف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً في وظائف تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل متكرر، قال 7% فقط الشيء نفسه بالنسبة للمرشحين الذين يبلغون 65 عاماً فأكثر.  اعترف أكثر من نصفهم بأنهم من غير المحتمل، أو غير المستعدين تماماً، للنظر في المتقدمين الأكبر سنًا لهذه الوظائف.

ومع ذلك، أشارت الرئيس التنفيذي للمنظمة، مونا مورشد ، إلى وجود بعض المؤشرات الواعدة في سوق العمل، قائلة -في التصريحات التي نقلها موقع بيزنس إنسايدر- إن "الخبر الرائع هو وجود شريحة من العمال الأكبر سنًا في منتصف مسيرتهم المهنية ليسوا فقط مستخدمين نشطين، بل إنهم بالفعل يشهدون فوائد الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية، ويستمتعون بعملهم أكثر". 
وتضيف: "إنهم يكتشفون كيفية الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، ويجب علينا أن نستفيد منهم في مكان العمل".

طفرات تكنولوجية

كبار السن الذين عايشوا طفرات تكنولوجية كظهور الحواسيب الشخصية والإنترنت "يواجهون الآن التقدم المذهل للذكاء الاصطناعي التوليدي.. بعضهم يلحق بعصر الهواتف الذكية.. والآن عليهم أيضاً أن يتعلموا كيفية التنقل في عالم الإنترنت الذي يتشكل بشكل متزايد بواسطة الذكاء الاصطناعي"، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" نقل تجارب مجموعة من كبار السن وكيف ينظرون للذكاء الاصطناعي وكيف يستخدمونه في حياتهم اليومية.

بحسب مجموعة من كبار السن والمعلمون الذين يُقدمون دورات تقنية لهم فإن "الذكاء الاصطناعي أسعدهم وأثار قلقهم في آنٍ واحد".

بالنسبة لبعض كبار السن، أصبحت برامج الدردشة الآلية مساعدين عمليين لوضع خطط السفر أو كتابة الرسائل والكتب.

لكن الذكاء الاصطناعي زاد أيضاً من خطر عمليات الاحتيال والمعلومات المضللة التي تستهدف بالفعل كبار السن؛ فهم يواجهون محتوى مُولّداً من الذكاء الاصطناعي ينتشر على منصات مثل فيسبوك ويوتيوب.

يشير التقرير إلى أنه في فصول دراسية كهذه في مركز رعاية كبار السن في غايثرسبيرغ بولاية ماريلاند، يُفاجأ الطلاب (من كبار السن) بمدى صعوبة التمييز بين المحتوى المُزيّف الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي والواقع.

وتقول فاندانا خارود، البالغة من العمر 84 عاماً: "لقد تأثرنا كثيراً.. وفي الوقت نفسه، كنا خائفين".



اختبار الصور

كان الاختبار حول الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، والذي حير خارود الأسبوع الماضي، جزءًا من دورة مدتها 10 أسابيع تقدمها منظمة  Senior Planet، وهي منظمة غير ربحية تابعة لمجموعة الضغط الخاصة بكبار السن AARP التي تنتج الموارد التعليمية وتدير برامج التدريب.

تُضيف منظمة "سينيور بلانيت" وغيرها من المنظمات التي تُقدم دروساً تقنية لكبار السن الذكاء الاصطناعي إلى مناهجها الدراسية، نظراً لتزايد استخدام هذه التقنية بين كبار السن في أميركا.

وفقاً لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث هذا الربيع، أفاد 10% من الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر أنهم استخدموا ChatGPT، وهو روبوت محادثة من OpenAI .

وسواء أكانوا على دراية بالتكنولوجيا أم لا، فإن كبار السن يتفاعلون معها أيضاً من خلال أفراد عائلاتهم وتغطيات الأخبار، وفق الصحيفة، التي تشير إلى أن بعضهم يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي دون أن يدرك ذلك، إذ تُثبّت شركات التكنولوجيا روبوتات الدردشة، مثل جيميني من غوغل، مباشرةً في أجهزتهم.

قال أدريان ساتون، منسق دروس التكنولوجيا التي يقدمها مكتب كبير مسؤولي التكنولوجيا في واشنطن العاصمة لكبار السن في المدينة: "80% من كبار السن يستخدمون أجهزة أندرويد". وأضاف: "سيتغير أمر (مرحباً غوغل" تلقائياً) إلى جيميني في هواتفهم. بعضهم يكره ذلك".


 


الاحتيال

يصل الذكاء الاصطناعي أيضاً إلى كبار السن عبر عمليات احتيال وخداع. فقد استخدم المحتالون أدوات الذكاء الاصطناعي لتزييف أصوات أفراد الأسرة ووكلاء العقارات، وخداع الضحايا بمبالغ طائلة تصل إلى آلاف الدولارات. كما سهّلت هذه التقنية على المجرمين التنقيب في الإنترنت عن المعلومات الشخصية لاستهداف ضحاياهم بشكل أفضل.

ويضيف التقرير: إنها آفاق جديدة مُخيفة لكبار السن، حتى أولئك الذين كانوا مُلِمّين بالتكنولوجيا منذ البداية.

وقالت خرود، التي تحضر دورة الذكاء الاصطناعي في غايثرسبيرغ، إنها كانت مهتمة بمواكبة التكنولوجيا الجديدة منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما استخدمت جهاز كمبيوتر يونيفاك - أحد أقدم الحواسيب التجارية التي طُوّرت بعد الحرب العالمية الثانية - كـ"مبرمجة مُخضرمة". لكنها تقول: "لا فائدة اليوم.. أحفادي يسخرون مني".

مارلين شيميلينك، البالغة من العمر 76 عامًا، انضمت أيضاً إلى دروس غايثرسبيرغ. تتذكر شراء آلة كاتبة كهربائية من آي بي إم للدراسة الجامعية، ثم تركها سريعاً لمختبر الحاسوب في الحرم الجامعي، وتسليم واجباتها الدراسية على قرص مرن. كان لديها هاتف بلاك بيري، ثم هاتف ذكي. لكن هذه التغييرات لم تبد مفاجئة كظهور الذكاء الاصطناعي، الذي تشعر أنها تسمع عنه "كل يوم" في الأخبار. وقالت شيميلينيك: "أشعر ببعض الإرهاق، بصراحة. ولهذا السبب قررت الالتحاق بهذه الدورة".

وفي السياق نفسه، نقل تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" أن عشرات الأشخاص الذين يعملون حتى الثمانينيات من عمرهم، ذكروا أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في العمل أو المنزل، سواء لإدارة قوائم العملاء، أو طلب نصائح في البرمجة، أو تخطيط عطلة إلى المكسيك.

وبينما شعر بعض المتشككين أنه مرض للمجتمع، أعرب كثيرون عن حماسهم للطريقة التي يمكن أن يتقدموا بها في مسيراتهم المهنية أو في حياتهم الاجتماعية. وهذا الشعور يتحدى العديد من الصور النمطية الشائعة حول كبار السن في الولايات المتحدة الذين لا يتبنون التكنولوجيا.



مخاوف

ونقل التقرير عن مديرة تطوير المناهج في Older Adults Technology Services، المنظمة لدروس Senior Planet، ماريسا جورجي، قولها إنه عندما ظهرت أول حصة في 2023، كان معظم الطلاب فضوليين تجاه الذكاء الاصطناعي لكن لديهم بعض المخاوف، لا سيما حول التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف.

قالت جورجي: "الذكاء الاصطناعي موجود في كل مكان الآن. تراه وتسمعه في كل مكان. لذا يرغب كبار السن في أن يكونوا جزءًا من هذا الحوار، ويريدون في كثير من الحالات أن يفهموا كيف يمكنهم البدء في اعتماد الذكاء الاصطناعي"، مضيفة: "عندما تعمل مع كبار السن، وكل منهم لديه تجربة حياة طويلة، هناك قدر هائل من المعرفة يتم تبادله خلال دروسنا".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة