أعلنت أميركا وكوريا الجنوبية، الاثنين في واشنطن، عن سلسلة من الاتفاقات الضخمة تضمنت استثمارات بمليارات الدولارات، وصفقة قياسية بقيمة 50 مليار دولار لشراء طائرات من جانب «كوريان إير»، إضافة إلى تعاون جديد في مجال الطاقة، وذلك خلال لقاء قادة البلدين في المكتب البيضاوي.
وتشمل الاتفاقات تعهداً من شركات كورية جنوبية باستثمارات قدرها 150 مليار دولار، وطلبية لشراء 103 طائرات من شركة «بوينغ»، إلى جانب صفقات لشراء سفن كورية جنوبية وإطلاق شراكة في بناء السفن.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ: «نحن بحاجة فعلية لبعضنا البعض. نحن نحب ما يصنعونه، نحب منتجاتهم، نحب سفنهم، ونحب الكثير مما ينتجونه، وهم بدورهم يحبون ما لدينا».
وجاءت هذه الإعلانات في أعقاب اتفاق تجاري أُبرم في يوليو تموز، خفّض الرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الكورية الجنوبية —بما فيها السيارات— إلى 15% بعد أن كانت 25%.
اقرأ أيضاً: ترامب يتحدث عن اتفاق مع كوريا الجنوبية.. ويتطلع للقاء كيم جونغ أون
وكجزء من الاتفاق، التزمت سيول بضخ استثمارات بقيمة 350 مليار دولار في الولايات المتحدة، بينها 150 مليار دولار مخصصة للتعاون في قطاع بناء السفن.
ولم يتضح فوراً ما إذا كان تعهد الاثنين يتداخل مع التعهد السابق، غير أن وكالة رويترز نقلت أن الـ150 مليار دولار الجديدة منفصلة عن الـ350 مليار دولار التي شملها اتفاق يوليو تموز.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي في تصريحاته: «أعتقد أن هناك نهضة تجري ليس فقط في قطاع بناء السفن بل في الصناعة التحويلية أيضاً، وآمل أن تكون كوريا جزءاً من تلك النهضة».
أعلنت شركة الطيران الوطنية الكورية الجنوبية «كوريان إير» عن صفقة قياسية بقيمة تقارب 50 مليار دولار، تشمل شراء 103 طائرات من شركة «بوينغ» الأميركية بقيمة 36.2 مليار دولار، إضافة إلى محركات وخدمات صيانة من «جي إي إيروسبيس» بقيمة 13.7 مليار دولار.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» إن هذه الصفقة تعد الأكبر في تاريخ الشركة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستتعاون مع كوريا الجنوبية واليابان في تطوير احتياطات الغاز الطبيعي في ألاسكا، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية عن الخطة. وكانت سيول قد التزمت، بموجب اتفاق يوليو تموز الماضي، بشراء طاقة أميركية بقيمة 100 مليار دولار.
وكان وزراء خارجية الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قد اجتمعوا في بروكسل في أبريل نيسان الماضي، حيث تعهّدوا بمواصلة تعزيز أمن الطاقة والتعاون في هذا المجال، استناداً إلى الغاز الطبيعي المسال الأميركي ومصادر وتقنيات الطاقة الأخرى، بما يحقق المنفعة المتبادلة. كما جددوا التزامهم بأمن المنطقة، بما في ذلك مواجهة البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
وفي مؤتمر الاثنين، أعرب ترامب عن رغبته في لقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون هذا العام، قائلاً: «إنني أنسجم معه بشكل جيد. أعتقد أن بلاده تملك إمكانات كبيرة، وإمكانات هائلة».
شاهد أيضاً: في بلد اعتاد أن يغلق أبوابه.. كوريا الشمالية تفتتح مشروعاً تقول إنه "بداية جديدة"
ولم يصدر أي رد فوري من بيونغ يانغ على تصريحات ترامب، غير أن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية (KCNA) نشرت بياناً الاثنين دانت فيه المناورات العسكرية السنوية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ووصفت واشنطن بأنها «المجرم الأكبر المهدِّد للبشرية بالأسلحة النووية والمذنب الرئيسي في تقويض السلام».
وكان ترامب وكيم قد التقيا في قمتين خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي، لكنهما فشلا في التوصل إلى أي اتفاق بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي