لا تؤمن بالتوازن بين العمل والحياة.. ما شعار نائبة الرئيس التنفيذي لوول مارت لتحقيق النجاح؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

 

بينما أصبح مفهوم "التوازن بين العمل والحياة" شائعاً في الفترات الأخيرة بمختلف المجتمعات، خاصة التي تشهد سيطرة العمل على معظم أوقات أفراده، لكن ليس كل من يرغب في تحقيق النجاح خلال حياته المهنية والإنسانية يعمل بهذا المبدأ أو يؤمن به.

قد يعني هذا المصطلح للبعض عدم العمل في الليل، وخلال عطلات نهاية الأسبوع، والإجازات الرسمية. بينما قد يعتبره آخرون يتمثل في عدم تلقي رسائل نصية أو بريد إلكتروني بشأن العمل بعد الساعة الخامسة مساءً، وإعطاء الأولوية للعناية الذاتية خلال وقت المساء. 

لكن من جانبها، تقول نائبة الرئيس التنفيذي ورئيسة قسم شؤون الموظفين في شركة وول مارت، دونا موريس: "مع أن هذا التقسيم قد يمنحك شعوراً بالسعادة والرضا، إلا أنه ليس واقعياً دائماً".

وتضيف موريس، التي تُشرف على تجربة أكثر من 2.1 مليون موظف: "لم أؤمن قط بمصطلح التوازن بين العمل والحياة. أُسميه تكامل العمل والحياة. هناك أوقات تتطلب فيها حياتك أكثر من ذلك بكثير، وهناك أوقات يتطلب فيها عملك أكثر من ذلك بكثير... لا أعتقد أن هذا أمر سيء".

فمثلا، عندما تزور موريس عائلتها، يكون تركيزها الرئيسي عليهم. لكن إذا كان هناك أمرٌ في العمل يستدعي اهتمامها، فلن تنتظر حتى عودتها إلى المكتب للقيام بذلك. 

 


اقرأ أيضاً: 9 عبارات شائعة تقلّل من شأنك في بيئة العمل


 

وتعتقد دونا موريس أن دمج العمل والحياة الشخصية يساعدها على إنجاز واجباتها في العمل، إلى جانب الحفاظ على حضورها واهتمامها بمن تحب.

وتقول موريس: "قد تكون في مباراة كرة قدم لطفلك، لكنك تطالع بعض رسائل البريد الإلكتروني. ربما تتحدث مع مديرك عبر الرسائل النصية أثناء انتظار موعد، أو تُنهي بعض الأمور العالقة في العمل قبل أن تضع الأطفال في الفراش. هذا لا يعني بالضرورة أنك مدمن عمل لا تضع حدوداً له، بل إنك تجد طرقاً للجمع بين واجباتك الشخصية والمهنية بما يناسبك، بدلاً من أن تكون صارماً وغير مرن في استخدام وقتك".

وتأتي رؤية موريس تزامناً مع مطالبات من المهنيين الشباب بمزيد من الوقت خارج العمل، مما يُمثل معايير مهنية جديدة مثل قواعد اللباس المريحة وأيام الصحة النفسية. 

إلى جانب الراتب غير الكافي والإرهاق، يُعد انعدام التوازن بين العمل والحياة أحد أبرز أسباب ترك جيل Z لوظائفهم، بحسب تقرير صدر عام 2022 عن شركة Talent LMS، المتخصصة في التدريب في أماكن العمل، وذلك مع استطلاعها آراء أكثر من 1200 مشارك تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاماً.

 

السعي وراء التوازن قد يؤدي إلى الإحباط

 

من جانبه، ذكر أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في كلية الطب بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جيف كارب، لشبكة CNBC في سبتمبر/ أيلول 2024، أن السعي خلف التوازن بين العمل والحياة قد يُؤدي إلى حدوث ضائقة نفسية.

وقال كارب: "نسمع هذه الأمور من الآخرين، (مثل) الثقة في العملية، و(أن) التوازن مهم للغاية، نحن بحاجة إلى المزيد منه، إنه الهدف الأسمى". 

وأضاف: "لكن الأمر ينتهي به إلى إحباط شديد وقد يؤدي إلى القلق، لأننا نشعر باستمرار بعدم التوازن. هناك حالة يجب أن نكون فيها (عند التوازن)، لكننا لا نكون فيها أبداً".

 


اقرأ أيضاً: 3 خطوات بسيطة لإبقاء شركتك حاضرة في عصر الذكاء الاصطناعي


 

بالطبع، قد تكون حاجة في بعض الأحيان إلى إعادة ضبط كاملة، كإيقاف تشغيل الكمبيوتر المحمول لبضعة أيام وإغلاق هاتف العمل. لكن إذا كان المدير لا يستخدم إجازته، أو يتواصل مع الموظف باستمرار خلال إجازته، فقد يبدو الانفصال عن الواقع مستحيلاً.

ولذلك، يقع على عاتق القادة مسؤولية تحديد حدود العمل، وطريقة تحقيق التكامل بين العمل والحياة.

وتقول دونا موريس: "إذا لم آخذ إجازة قط، فإن الرسالة التي أضعها للجميع هي: لا تأخذوا إجازة - لا يمكنكم فعل ذلك. ولا أعتقد أن هذا صحيح". "كقادة، تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون قدوة فيما نتوقعه من الآخرين".

وتضيف: "في نهاية أغسطس/ آب، سأغادر في إجازة". "وسيعلم جميع أعضاء فريقي، لذا عندما يتمكنون من الخروج والقيام بشيء ما، فعليهم أن يفعلوا ذلك وينقطعوا عن شبكة العمل".

 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة