مهما كان عمرك، ربما واجهتَ أحياناً صعوبة في الذاكرة، مثل نسيان مفاتيح سيارتك أو دخول غرفة ونسيان سبب وجودك فيها.
هذه حالات طبيعية من النسيان المرتبط بالعمر. لكن أنتوني فريدريكس اكتشف أن سرّ الذاكرة الممتازة يكمن في المعرفة والمبادرة في الأنشطة المُعزّزة للقدرات المعرفية والجسدية يومياً.
اقرأ أيضاً: خبير ينصح بتطبيق "معيشة البندول" بدلاً من محاولة تحقيق التوازن بين "العمل والحياة"
أنتوني متقاعد الآن، بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل كأستاذ جامعي في التربية. لكن في سن الثامنة والسبعين، لا يزال يؤلف الكتب (أكثر من 175 كتاباً والعدد في ازدياد)، ويقدّم عروضاً تقديمية احترافية، ويدوّن عن علم النفس.
هذه خمس ممارسات حافظت على ذاكرة حادة، وفق ما كتب أنتوني لـ CNBC Make It:
1. الخروج والتواصل الاجتماعي بانتظام
يُقلل التفاعل الاجتماعي من تأثير الاكتئاب والتوتر، وكلاهما يُسهم في فقدان الذاكرة. كما ارتبط التفاعل الاجتماعي المكثف بانخفاض كبير في خطر الوفاة.

اقرأ أيضاً: إطالة العمر من خلال الطعام..هل يمكن كسب المزيد من السنوات عبر الأكل؟
عندما نقضي وقتاً مع الأقارب، ونتبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء، وننضم إلى مجموعات مجتمعية، ونتناول الطعام مع زملاء العمل، أو نتطوع في قضايا اجتماعية، فإننا نُحسّن صحتنا العقلية ومهاراتنا المعرفية.
أنتوني وزوجته يسافران ويتناولان الطعام بانتظام مع الأصدقاء، كما يتطوعان في جمعية فنية إقليمية، ويرتادان نادٍ اجتماعي محلي.
2. التعلم مدى الحياة
يؤمن الأستاذ الجامعي والكتب، بشدة بالقراءة على نطاق واسع، وفي مجالات خارج نطاق التخصص. قد يكون ذلك من أهم الأمور التي يمكن المرء لدى القيام به من إنعاش الفضول الفطري.
عندما يكون لدى الإنسان فضول، يرغب في تعلم المزيد. وفي هذا المسعى، يتم الحفاظ على نشاط العقول وتفاعلها.
يعطي فريدريكس مثلاً عن قراءته، في الوقت الحالي، كتاب عن تاريخ ورق البُردى، وهو موضوع لا يعرف عنه الكثير. أكثر ما أعجبه هو أنه عندما أراد مارك أنطونيو إبهار كليوباترا، لم يُعطها جواهر أو ذهباً، بل 200 ألف كتاب، جميعها مكتوبة على ورق البردى (وهو قصب يُجمع من نهر النيل).
3. تنظيم المهام اليومية
في مكتب فريدريكس مجموعة من أوراق الملاحظات اللاصقة، حيث يستخدم نظام ترميز لوني لتتبع مسؤولياته ومهامه اليومية.
الأصفر للمقالات التي يعمل عليها، والأزرق لفصول محددة في كتاب يكتبه، والأخضر للمواعيد الطبية (مثل تجديد الوصفات الطبية، ومواعيد الطبيب)، والبرتقالي للمهام المنزلية، والوردي للمهمات اليومية (مثل شراء البقالة، وزيارة متجر الأدوات المنزلية).

اقرأ أيضاً: هل شرب كوبين أو ثلاثة من القهوة يومياً أمر مُفرط؟ إليك ما يقول الخبراء
عثر على هذا النظام بالصدفة عندما كان يعمل على كتاب جديد. كتبت، دون قصد، ملاحظات تمهيدية لبعض الفصول على أوراق لاصقة بألوان مختلفة، وبدت خطته للكتاب أوضح على الفور. أدرك حينها أنه يُمكن استخدام هذا النهج في جوانب أخرى من حياته أيضاً، وقد أحدث هذا النظام فرقاً كبيراً.
4. ممارسة الرياضة البدنية يومياً
يزيد النشاط البدني اليومي من تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الدماغ. تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام وبشكل مستمر ترتبط بتحسين وظائف الدماغ، وخاصةً الذاكرة.
يُنصح معظم البالغين بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الهوائي المعتدل. يشمل ذلك المشي السريع، والسباحة، وكرة المضرب، والتنس، أو أعمال البستنة، كالاعتناء بحديقة المنزل.
السباحة أيضاً من الرياضات الجيدة، ومن المفيد ممارستها من مرتين أسبوعياً، بالإضافة إلى المشي مسافة ميل إلى ميلين في الأيام الفاصلة بينهما. السر يكمن في القيام بنشاط بدني يومياً. حتى لو اقتصرت على 10 إلى 15 دقيقة يومياً سيكون الأمر مفيداً.
5. المحافظة على نظام غذائي صحي
النظام الغذائي، وشرب الماء، والنوم، كلها أمور بالغة الأهمية لصحة الدماغ. احرص على النوم سبع ساعات على الأقل (من الساعة 11 مساءً إلى 6 صباحاً) كل ليلة، وفق نصيحة فريدريكس.
يتبع فريدريكس نظاماً غذائياً صحياً وغنياً بالعناصر الغذائية، مثل التوت، والخضراوات الورقية الداكنة، والحبوب الكاملة، والبذور، والمكسرات، وفول الصويا، والأسماك الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون، وغيرها من البروتينات قليلة الدسم.
اقرأ أيضاً: عالم جديد لكبار السن.. كيف يواكبون الذكاء الاصطناعي دون أن يقعوا في الفخ؟
كذلك يشرب ما يقارب ثمانية أكواب من الماء يومياً. وقد أظهرت دراسات مُقنعة وجود صلة مباشرة بين شرب الماء الكافي والوظائف الإدراكية.
في نهاية المطاف، يتعامل إبن ال78 مع الحفاظ على ذاكرته وتقويتها كما لو كانت وظيفة بدوام كامل. ويحرص على الحضور يومياً لتنفيذ هذه المهمة.
ويقول فريدريكس أنا فضولي ومنتج. أبذل جهداً في علاقاتي. لا أخشى طلب المساعدة، لكنني أيضاً واثق مما أعرفه. لا تستهن أبداً بقوة من يُعطون الأولوية لذاكرتهم.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي