كانت زراعة الأعضاء وإمكانية إطالة عمر البشر حتى 150 عاماً بل والخلود موضوع دردشة جانبية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، على هامش العرض العسكري الكبير الذي نظمته الصين في العاصمة الصينية بكين، يوم الأربعاء، والتي التقطها ميكروفونات مفتوحة تابعة لوسائل إعلامية.
وتزامنت اللحظة التي تحدث خلالها الرئيسان مع سيرهما إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في صدارة ما يزيد على 20 زعيماً أجنبياً من أجل مشاهدة العرض العسكري في ساحة تيان أنمين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
ونقل تلفزيون الصين المركزي "CCTV" هذا المشهد عبر البث المباشر وأتاحها لوسائل إعلام أخرى، من بينها شبكة تلفزيون الصين الدولية "CGTN" الحكومية، ووكالتي أسوشيتد برس، ورويترز.
اقرأ أيضاً: بصرف النظر عن الجينات .. عادات صحية قد تضيف 5 سنوات لعمر الإنسان
تفاصيل الدردشة
بينما كان الرئيسان الروسي والصيني يسيران تجاه المنصة لمتابعة العرض العسكري مع الزعيم الكوري، تم سماع الرئيس الصيني يقول باللغة الصينية الماندرية: "هذه الأيّام... في السبعين من العمر".
ونقل مترجم الرئيس الصيني كلامه إلى بوتين بالروسية واقتبس بيتاً من قصيدة لسلالة تانغ بما يتضمن: "في الماضي، كان من النادر أن يتخطّى المرء السبعين وفي هذه الأيّام يقولون إن المرء ما زال طفلاً في السبعين من العمر".
وبعد ذلك التفت الرئيس الروسي إلى نظيره الصيني مخاطباً إياه ومشيراً بيديه، ولم يكن كلامه مسموعاً لكن نفس المترجم الصيني نقل تصريحاته إلى شي قائلاً: "مع تطوّر التكنولوجيا الحيوية... يمكن زراعة الأعضاء البشرية باستمرار ويمكن للناس أن يزدادوا شباباً مع تقدّمهم في السنّ وحتّى أن يصبحوا خالدين".
وردّ عليه الرئيس الصيني باللغة الماندرية قائلاً: "تشير التوقّعات في هذا القرن إلى أنه... قد يكون من الممكن العيش حتّى سنّ المئة والخمسين".
بوتين يؤكد ما جرى من حديث
في وقت لاحق، أكد الرئيس الروسي أنه ناقش هذه المسألة مع نظيره الصيني، ورد على سؤال عن المحادثة قائلاً للصحفيين في العاصمة الصينية: "أعتقد أن الرئيس تحدث عن ذلك لدى توجهنا إلى العرض العسكري".
وأضاف بوتين: "الوسائل الحديثة لتحسين الصحة، سواء الطبية أو الجراحية المتعلقة باستبدال الأعضاء، تقدم بارقة أمل للبشرية في أن تستمر الحياة بشكل مختلف عما هي عليه اليوم".
ولم يُعرب أي من بوتين وشي، البالغين من العمر 72 عاماً، عن نيتهما التخلي عن السلطة، وألغى رئيس الصين، في عام 2018، الأحكام التي تضع حداً أقصى للولايات الرئاسية (والذي كان فترتين رئاسيتين)، وهو ما يتيح له نظرياً الاستمرار في الحكم مدى الحياة.
هل يمكن لزراعة الأعضاء المساعدة في إطالة عمر البشر؟
تشهد بالفعل بعض البلدان تحسناً ملحوظاً في متوسط أعمار مواطنيها مقارنة بما كان عليه سابقاً، وهو ما يعود إلى الاهتمام بتطوير المنظومة الصحية في تلك الدول، وزيادة مستوى الوعي بضرورة الاهتمام بالصحة، إلى جانب توافر الأدوية واللقاحات بل وزراعة الأعضاء، وغيرها من مظاهر تقدم المنظومة الطبية والعلاجية.
وذكرت مؤسسة NBScience البحثية، والمتخصصة في مجال الخلايا الجذعية ومقرها لندن، في تقرير لها يوم الأربعاء، أن زراعة الأعضاء الذاتية، التي تعتبر نهجاً ثورياً يستخدم الخلايا الجذعية الذاتية لتجديد الأعضاء، قد تمكّن من إطالة عمر البشر إلى ما قد يصل إلى 150 عاماً.
وأشارت إلى أن هناك علماً يعرف بـ "إطالة العمر"، والذي يعتبر مجالاً ناشئاً، يُركز على فهم العمليات البيولوجية والتحكم فيها لإطالة عمر الإنسان، وبما يتضمن تخصصات مختلفة، منها علم الوراثة، والطب التجديدي، والتكنولوجيا الحيوية.
الخلايا الجذعية
ذكرت المؤسسة البحثية أن الخلايا الجذعية، الموجودة في أجسام البشر، بقدرة فريدة على التحول إلى أي نوع من الخلايا، مما يجعلها اللبنة الأساسية للحياة، مشيرة إلى أن العلماء دأبوا على تسخير قوة الخلايا الجذعية لعلاج أمراض مختلفة، بدءاً من السرطان وصولاً إلى الاضطرابات الوراثية.
وأشارت المؤسسة إلى أن الخلايا الجذعية تمتلك القدرة على تجديد الأعضاء التالفة أو المسنة، وهي عملية قد تزيد من العمر بشكل كبير.
شاهد أيضاً: جهود حثيثة لشركات الرعاية الصحية لإطالة عمر الإنسان، فهل تنجح؟
زراعة الأعضاء الذاتية
تعد زراعة الأعضاء الذاتية تقنية متطورة يتم من خلالها زراعة أعضاء جديدة من خلايا جذعية للمريض نفسه، ثم تُزرع هذه الأعضاء مرة أخرى في جسم المريض، مما يُجنّبه خطر رفض العضو، وهو ما يعد أمراً متأصلاً في زراعة الأعضاء التقليدية، بحسب المنظمة البحثية.
وأشارت إلى أن هذا الاختراق في الطب التجديدي لديه القدرة على إحداث ثورة في مجال زراعة الأعضاء، والأهم من ذلك، المساهمة بشكل كبير في إطالة الحياة.
هل يمكن لزراعة الأعضاء الذاتية إطالة عمر الإنسان إلى 150 عاماً؟
قالت مؤسسة NBScience إنه من خلال زراعة الأعضاء الذاتية، يُمكن نظرياً استبدال الأعضاء التالفة بأخرى جديدة كلياً، مما يُطيل عمر الإنسان، وهو ما يشبه استبدال أجزاء جديدة في آلة بأخرى قديمة، مما يُطيل عمرها.
وأضافت أن القدرة على تجديد الأعضاء أيضاً تعني أنه قد يمكن القضاء على بعض الأسباب الرئيسية للوفاة، مثل أمراض القلب وفشل الكلى، مما يدفع حدود عمر الإنسان إلى ما هو أبعد من المتوسط الحالي البالغ 72 عاماً إلى ما يصل إلى 150 عاماً.
ورغم ذلك، أشارت المؤسسة إلى أنه من المهم تذكر أن زراعة الأعضاء الذاتية لا تزال في بداياتها، وأن هناك الكثير لتعلمه، وعقبات كثيرة يجب تجاوزها، لكن الإمكانات التي تحملها هذه التقنية "لا يمكن إنكارها".
وأضافت: "ومع استمرارنا في تحقيق تقدم كبير في هذا المجال، فإننا نقترب من مستقبل حيث لا يكون متوسط العمر المتوقع الذي يبلغ 150 عاماً ممكناً فحسب، بل سيكون القاعدة".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي