يُتوقع أن تكشف شركة آبل اليوم الثلاثاء، عن طراز جديد أنحف من هاتف «آيفون»، قد يُطلق عليه اسم «آيفون إير»، إلى جانب «آيفون 17» ونماذج جديدة من ساعة «آبل ووتش» في الحدث السنوي الأبرز للشركة.
وسيكون هذا التغيير بمثابة أول إعادة تصميم جذرية لمنتج «آبل» الأشهر منذ عام 2017، حين طرحت الشركة هاتف «آيفون X» الذي تخلى عن زر «الهوم» التقليدي، وقدّم تقنية «التعرّف على الوجه» التي باتت اليوم سمة أساسية في هواتف الشركة. وقد مهّد ذلك التحوّل الطريق أمام أجيال لاحقة من «آيفون».
من المتوقع أن يكون «آيفون آير» أقل سماكة بحوالي مليميترين مقارنة بالنسخ الحالية من «آيفون»، وقد يبدو هذا الفارق طفيفاً، لكنه سيشكل فرقاً ملحوظاً بالنسبة لمستخدمي «آيفون» القدامى.
ومن المرجح أن يأتي الجهاز بعدسة كاميرا واحدة فقط، مقارنة بكاميرتين في النسخة القياسية وثلاث عدسات في طراز «برو». وهو ما قد يثني بعض المستهلكين عن الانتقال إلى «آير».
لكن «آيفون إير»، قد يؤدي دوراً مختلفاً، إذ يرى محللون أنه قد يضيف تنوّعاً أكبر إلى سلسلة الهواتف الذكية من «آبل» ليستهدف شريحة من المستهلكين الباحثين عن تجربة مغايرة، بدلاً من أن يحدد ملامح مستقبل «آيفون».
وتحتاج «آبل» بالفعل إلى هذا الزخم. فرغم أنّ مبيعات «آيفون» ما زالت قوية، وفق ما أظهرته نتائج الشركة المالية في يوليو تموز، فإن المستهلكين باتوا يفضّلون ترقية هواتفهم فقط عندما تتضمن ميزات جوهرية جديدة، وهو ما أصبح أقل حدوثاً في السنوات الأخيرة، بحسب شركة أبحاث السوق «CIRP».
وعلى عكس منافسيها من شركات «أندرويد» مثل «سامسونغ» و«غوغل»، الذين اندفعوا بقوة نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في برمجيات هواتفهم، يتوقع أن تحتل «آبل إنتليغنس» موقعاً ثانوياً في حدث الثلاثاء، رغم استمرار الانطباعات بأن الشركة متأخرة في سباق الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: آبل تنجو من تداعيات الرسوم الجمركية إلى الآن لكنها قد ترفع أسعار هواتف آيفون
حينما كشفت «غوغل» في أغسطس آب عن سلسلة «بيكسل 10»، قبل أسابيع من إعلان «آبل» المرتقب، كان مساعدها الرقمي «جيميني» في صدارة الحدث. إذ استهل ريك أوسترلوه، نائب الرئيس الأول للمنصات والأجهزة في الشركة، فعالية الإطلاق باستعراض رؤية «غوغل» لـ«جيميني»، مؤكداً أنّ المساعد الرقمي قادر على «فتح آفاق واسعة من المزايا المفيدة على هاتفك».
إحدى أبرز المزايا الجديدة في هاتف «بيكسل 10» هي أداة تحمل اسم «ماجيك كيو»، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل ما يقوم به المستخدم على الهاتف واقتراح الخطوة التالية تلقائياً.
وبالمثل، ركّزت «سامسونغ» على قدرات الذكاء الاصطناعي في هاتفها الرائد «غالاكسي S25» -المنافس المباشر لـ«آيفون»- باعتبارها نقطة البيع الأساسية عند الكشف عن الجهاز في يناير كانون الثاني الماضي. ومن بين هذه الخصائص، إمكانية تنفيذ مهمة متعددة الخطوات، مثل البحث عن جدول مباريات فريق رياضي وإضافته مباشرة إلى التقويم، عبر أمر صوتي واحد فقط.
لكن محللين يقولون إن «آبل» متأخرة كثيراً في مجال الذكاء الاصطناعي بحيث لا يمكنها تبنّي هذا النهج حالياً. ومن المتوقع بدلاً من ذلك أن تركز الشركة بشكل أكبر على تطوير الهاردوير أكثر من الذكاء الاصطناعي.
وفي وقت سابق من هذا العام، أجّلت «آبل» تحديثاً بارزاً كان من شأنه تمكين المساعد الصوتي «سيري» من العمل عبر التطبيقات والإجابة عن أسئلة تتعلق بالمحتوى الظاهر على شاشة الهاتف. وكانت هذه الميزة ستجعل «سيري» قادراً على مجاراة المساعدات الذكية الأكثر تطوراً مثل «غوغل جيميني» و«تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي».
وقالت «آبل» إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لضمان توافق التقنية الجديدة مع «معايير الجودة العالية» الخاصة بالشركة.
اقرأ أيضاً: آبل تدفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى تتهم خاصية "سيري" بانتهاك الخصوصية
وقال الرئيس التنفيذي تيم كوك، في كلمته الافتتاحية خلال إعلان نتائج الشركة المالية في يوليو تموز: «إذا نظرنا إلى الصورة الأشمل، نجد أن الذكاء الاصطناعي يمثل إحدى أعمق التقنيات في عصرنا. نحن ندمجه عبر أجهزتنا ومنصاتنا وفي مختلف قطاعات الشركة، كما أننا نعمل على توسيع استثماراتنا بشكل كبير».
وبينما تشير دراسة لمعهد «MIT» إلى أنّ 95% من المؤسسات لم تحقق أي عائد من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، ومع تراجع أرباح «إنفيديا» ـ الشركة المصنعة للرقائق والمستفيدة الأكبر من طفرة الذكاء الاصطناعي ـ يتنامى الشعور بأن موجة «الاندفاع نحو الذهب» في هذا القطاع قد تكون مبالغاً فيها.
لكن «آيفون» ما زال واحداً من أكثر الهواتف الذكية انتشاراً في العالم، إذ يستحوذ على 15.7% من الحصة السوقية العالمية للهواتف الذكية، ليأتي في المرتبة الثانية مباشرة بعد «سامسونغ»، وفقاً لبيانات مؤسسة «IDC».
ويرجّح أن تراهن «آبل» على هذه الميزة، عبر التركيز على تحسين الوظائف الأساسية لهاتف «آيفون» مثل عمر البطارية وجودة الكاميرا والتصميم. وسيكون عامل السعر في صدارة الاهتمامات؛ إذ يترقب كلّ من «وول ستريت» والمستهلكين ما إذا كانت الرسوم الجمركية قد انعكست على أسعار «آيفون» الجديد.
ويرى محلّلون في «مورغان ستانلي» و«لوب كابيتال» أنّ زيادات في الأسعار قد تكون واردة. وأشار فريق محلّلين بقيادة إريك وودرِنغ في مذكرة بحثية بتاريخ 4 سبتمبر أيلول، إلى أنّ الشركة قد تلغي خيار التخزين الأقل في «آيفون 17 برو» لدفع المستهلكين نحو الطرز الأعلى سعراً، ما قد يساعد «آبل» على تعويض تكاليف المكوّنات المرتفعة، بحسب التقرير.
لكن رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية تجعل من هذا الإطلاق استثناءً، إذ سيراقب كثيرون ما إذا كانت «آبل» ستغيّر أسعارها في الولايات المتحدة وأسواق أخرى.
وتشير التقديرات إلى زيادة تتراوح بين 50 و100 دولار في سعر «آيفون 17 آير»، و50 دولاراً إضافياً في طرازي «آيفون برو» و«برو ماكس».
وبذلك سيصل سعر «آيفون 17 آير»، الذي سيحلّ محل «آيفون بلس» بسعره الحالي البالغ 899 دولاراً، إلى ما بين 949 و999 دولاراً. فيما سيرتفع سعر «آيفون 17 برو» إلى 1049 دولاراً، ويصل سعر «برو ماكس» إلى 1249 دولاراً.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي