خطف سباق المليارديرات بين رجلَي الأعمال الأميركيين لاري إليسون وإيلون ماسك الأضواء هذا الأسبوع، بعدما اقترب مؤسس "أوراكل" من إزاحة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا عن عرش أغنى رجل في العالم، في مشهد أعاد تسليط الضوء على شخصية الملياردير الهادئ مؤسس شركة أوراكل التي قلبت معادلات قطاع التكنولوجيا بتوقعات غير مسبوقة لإيرادات الحوسبة السحابية، مما دفع أسهمها إلى تسجيل أفضل أداء يومي منذ 33 عاماً.
وزادت ثروة إليسون يوم الأربعاء خلال تعاملات الجلسة في وول ستريت بأكثر من 110 مليارات دولار، بعد يوم واحد من إصدار أوراكل، توقعات كبيرة لنمو أعمال الحوسبة السحابية خلال السنوات المالية الخمس المقبلة. وتجاوز خلال فترة وجيزة ماسك وأصبح متصدراً لقائمة أغنى أغنياء العالم، بحسب قائمة بلومبرغ، قبل أن يقلص مكاسبه إلى نحو 100 مليار دولار بنهاية التعاملات ليعود ماسك إلى عرشه.
وبحسب قائمة فوربس، تصل القيمة الحالية لثروة الرجل، البالغ من العمر 81 عاماً، إلى 351.8 مليار دولار في المركز الثاني بقائمة أغنى أغنياء العالم، بعد ماسك الذي وصلت ثروته إلى 463.2 مليار دولار. وجاء هذا الفارق الكبير بعد تقلبات في الأسهم خلال يومي الخميس والجمعة وفقدان أوراكل بعض مكاسب الأربعاء.
اقرأ أيضاً: لاري إليسون يزاحم ماسك على لقب أغنى شخص في العالم بعد ارتفاع ثروته 110 مليارات دولار
يوم الأربعاء، ارتفعت أسهم شركة أوراكل بنسبة 35.95%، وذلك بعد إعلانها عن أرقام طلب كبيرة على الخدمات السحابية، مما مكّن الشركة من تحقيق مكاسب تاريخية.
وحقق سهم عملاق الحوسبة السحابية أعلى مستوى له على الإطلاق، وحقق أفضل أداء يومي له منذ عام 1992. وزادت القيمة السوقية لأوراكل بمقدار 244 مليار دولار، لتصل في الوقت الحالي إلى 922 مليار دولار، وهو ما رفعها خمسة مراكز إلى المركز الـ 12 في قائمة الشركات الأعلى قيمة سوقية حول العالم، بحسب بيانات منصة كومبانيز ماركت كاب.
جاء ذلك بعد إصدارها توقعات بتحقيق إيرادات من البنية التحتية السحابية بقيمة 18 مليار دولار في السنة المالية 2026، على أن يصل هذا المبلغ السنوي إلى 32 مليار دولار، و73 مليار دولار، و114 مليار دولار، و144 مليار دولار على مدى السنوات الأربع اللاحقة.
اقرأ أيضاً: سهم أوراكل يسجل أفضل أداء يومي في 33 عاماً.. وقيمة الشركة ترتفع 244 مليار دولار
من هو لاري إليسون؟
وُلِد لاري إليسون في حي برونكس بنيويورك في 17 أغسطس/ آب 1944، لأم عزباء تُدعى فلورنس سبيلمان. بعد إصابته بالتهاب رئوي عن عمر تسعة أشهر، أرسلته والدته إلى شيكاغو ليعيش مع عمتها وعمّها، ليليان ولويس إليسون، اللذين تبنيا الطفل.
والتحق لاري بجامعة إلينوي في عام 1962، لكنه ترك الدراسة بعد عامين عقب وفاة ليليان؛ ثم التحق لاري لفترة وجيزة بجامعة شيكاغو عام 1966 لكن عاد لتركها من جديد.
في العام نفسه، وهو في الثانية والعشرين من عمره، انتقل لاري إلى بيركلي، بكاليفورنيا، بالقرب من وادي السيليكون، مركز التكنولوجيا الناشئ. وعمل في عدة وظائف، منها في ويلز فارغو وشركة أمدال، صانعة الحواسيب المركزية، حيث اكتسب مهارات البرمجة، بحسب موقع بيزنس إنسايدر.
اقرأ أيضاً: قفزة في أسهم أوراكل رغم نتائج أعمال فصلية أقل من التقديرات
تأسيس شركة أوراكل
تأسست شركة أوراكل عام 1977، تحت اسم Relational Software Inc برأسمال قدره 2000 دولار، مستوحاة من فكرة العالم في IBM، إدغار ف. كود، الثورية حول قواعد البيانات العلائقية.
وبحسب أكاديمية الإنجاز، شارك إليسون في تأسيس أوراكل مع زميليه إد أوتس، وبوب ماينر، بعد أن حصل على عقد لمدة عامين لبناء قاعدة بيانات لوكالة الاستخبارات الأميركية. وتولى إليسون منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
وكان أول منتج للشركة يُسمّى (Version 2). وبعد فترة تمت إعادة تسمية الشركة إلى أوراكل سيستمز Oracle Systems عام 1982، وطُرحت أسهمها للاكتتاب العام عام 1986 مع تحقيق إيرادات بلغت 55 مليون دولار.
وشهدت الشركة نمواً سريعاً، لكن في عام 1990 كادت أن تُفلِس بعد أن أدت أخطاء تقدير الإيرادات إلى خسائر وتسريح موظفين. وبحلول عام 1992، أعاد إطلاق منتج "Oracle7" الشركة إلى المسار الصحيح. خلال التسعينيات، دخلت أوراكل في منافسة مع منافسين مثل Informix واستفادت من طفرة شركات الإنترنت (dot-com boom)، مع تزويدها للعديد من الشركات الناشئة بقواعد البيانات.
ومع وفرة السيولة، شرعت أوراكل في سلسلة من الاستحواذات، واشترت PeopleSoft مقابل 10.3 مليار دولار في 2005، وSun Microsystems في 2010، مكتسبةً السيطرة على تقنيات رئيسية مثل MySQL.
وفي نفس العام، قام إليسون بتجنيد مارك هيرد جنباً إلى جنب مع صفرا كاتز، التي أصبحت لاحقاً شريكة في منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
في عام 2014 تنحى إليسون عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أوراكل بعد 37 عاماً، ثم انتقل إلى منصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا إلى جانب منصب رئيس مجلس الإدارة.
وركز إليسون اهتمامه على قطاع الرعاية الصحية من خلال استحواذ أوراكل على Cerner مقابل 28 مليار دولار في عام 2022، وعزز أعماله الخيرية بإطلاق معهد إليسون للتكنولوجيا في جامعة أكسفورد في ديسمبر/ كانون الأول، وساهم في إتمام اندماج Paramount Global وSkydance بقيمة ثمانية مليارات دولار الشهر الماضي حيث يمتلك 50% من الكيان الجديد الذي يديره ابنه ديفيد.
ولا يزال إليسون يمتلك أكثر من 40% من أسهم شركة أوراكل (أكثر من 1.1 مليون سهم)، التي نقلت مقرها الرئيسي من وادي السيليكون إلى مدينة أوستن بولاية تكساس، عام 2020.
اقرأ أيضاً: مؤسس شركة أوراكل لاري إليسون ينافس "ماسك" و"بيزوس" و"زوكربيرغ" على لقب أغنى أثرياء العالم
أنشطة أخرى بخلاف أوراكل
لإليسون نشاطات أخرى بخلاف أوراكل، فشغل عضوية مجلس إدارة آبل في أواخر التسعينيات، وعضوية مجلس إدارة شركة تسلا خلال الفترة من عام 2018 إلى عام 2022. ويمتلك رجل الأعمال حصة في الشركة صانعة السيارات الكهربائية، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
واستخدم إليسون ثروته لتغذية حياة مليئة بالاستثمارات رفيعة المستوى والأعمال الخيرية والمشتريات. فهو يشارك في سباقات اليخوت والأشرعة، وقام بتمويل جزء من فريق BMW Oracle USA الذي فاز بكأس أميركا عام 2010، بحسب بيزنس إنسايدر.
كما جمع إليسون مجموعة من ساعات ريتشارد ميل تُقدر قيمتها بمئات الآلاف إلى ملايين الدولارات لكل واحدة. في عام 2009، اشترى بطولة إنديان ويلز للتنس مقابل 100 مليون دولار.
في عام 2012، اشترى 98% من جزيرة لاناي في هاواي، وانتقل إليها لاحقاً للعمل بدوام كامل، حيث بنى عقارات ومنتجعاً صحياً، ودعم شركة زراعية ناشئة. تشمل محفظة استثماراته العقارية أيضاً قصوراً في ماليبو، وبالم بيتش، ورود آيلاند.
ولطالما كان إليسون مستثمراً نشطاً، فكان من أوائل الداعمين لشركة Salesforce، كما استثمر في Leapfrog وشركة Theranos التي لم توفق في الاستمرار.
وكانت شركة NetSuite واحدة من أكثر استثماراته ربحية كانت : فقد تحوّل استثمار قدره 125 مليون دولار في 1998 إلى مكسب ضخم بلغ 3.5 مليار دولار عندما استحوذت أوراكل على الشركة في 2016.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي