في السنوات الأخيرة، ازدادت شعبية زيوت الشفاه بين مستهلكي مستحضرات التجميل. ومثلها مثل ملمّع الشفاه، تمنح هذه الزيوت الشفاه مظهراً لامعاً، لكنها تعمل أيضاً كمنتجات عناية بالبشرة مُصمَّمة للحفاظ على ترطيب الشفاه.
وقالت الدكتورة ريبيكا سمول، وهي أستاذة سريرية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو لـ CNBC: «عندما تؤدي وظيفتها بالشكل الصحيح، تساعد زيوت الشفاه على تعزيز اللمعان والترطيب، بل ويمكنها أيضاً تعزيز امتلاء الشفاه».
لكن المكونات تُعدّ أمراً بالغ الأهمية، تضيف سمول: «بعض المرضى يُبلِغون أحياناً عن زيادة في تصبّغ الشفاه نتيجة استخدام هذه المنتجات».
اقرأ أيضاً: مقاضاة ستاربكس بسبب ملون شفاه بنكهة القهوة
وقد بدأ أحد زيوت الشفاه الشائعة بالانتشار على تيك توك، حيث نشرت نساء صوراً لشفاههن قبل وبعد استخدام المنتج بانتظام. وأفادت مستخدمات وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظمهن من النساء ذوات البشرة الملوّنة، بأنهن أصبن بفرط تصبّغ شديد في الشفاه يُعتقد أنّه نتيجة إدخال هذا الزيت إلى روتين العناية بالبشرة الخاص بهن.
إليك سبب احتمال تسبّب بعض زيوت الشفاه في فرط التصبّغ، وما يجب أخذه في الاعتبار عند اختيار منتج من هذا النوع:
«ستزيد التعرّض للأشعة فوق البنفسجية عند استخدام زيت شفاه» إذا لم يكن يحتوي على عامل حماية من الشمس
تقول الدكتورة ريبيكا سمول إن فهم طبيعة الشفاه يُعَدّ خطوة أساسية لتوضيح سبب احتمال تسبّب بعض زيوت الشفاه في فرط التصبّغ.
وتشرح أنّ بشرة الشفاه أرق بكثير من بشرة الوجه، ما يجعلها أكثر عرضة للجفاف والتلف الناتج عن الشمس. وتضيف: «لا تملك الشفاه نفس آلية الحماية من الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في بقية البشرة، وهي معرّضة للإصابة بالسرطان وفرط التصبّغ».
وتوضح سمول أن إحدى الحالات الجلدية التي قد يُصاب بها الأشخاص تُعرف بـ«فرط التصبّغ التالي للالتهاب»، وهي تحدث عندما يؤدّي الالتهاب إلى زيادة إنتاج الميلانين وتصبّغ مناطق معينة في الجسم باللون الداكن.
وتضيف: «إذا كنت تستخدم منتجاً لا يحتوي على حماية من الأشعة فوق البنفسجية، فإنك تزيد التعرّض لها عند وضع زيت الشفاه. وإذا لم يكن يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF)، فأنت أكثر عرضة للإصابة بفرط التصبّغ التالي للالتهاب».
كما تقول: «وإذا احتوى المنتج على مكوّنات محفّزة لامتلاء الشفاه، فقد تكون هذه المكوّنات مهيّجة أحياناً».
اقرأ أيضاً: هل سبق وقمت بتجربة شرب مياه مُنتجة من أشعة الشمس؟
وثمّة احتمال آخر هو إصابة بعض الأشخاص بالتهاب الجلد، وهو أمر شائع جداً بعد استخدام منتجات تحتوي على عطور. وتوضح سمول: «يسبّب التهاب الجلد الناتج عن التهيّج أو الحساسية احمرار الشفاه أو أجزاء أخرى من الجسم وتقشّرها والشعور بعدم الراحة فيها».
وتشدّد على ضرورة استشارة طبيب مختصّ إذا كانت الشفاه تؤلمك أو تتورّم بشكل مفرط أو تصبح حمراء جداً أو داكنة أكثر من المعتاد، أو متشققة أو تنزف. كما يجب التوقّف فوراً عن استخدام أي منتج تظنّ أنه يسبّب هذه الأعراض.
ليس كل زيوت الشفاه تُحدث التأثير نفسه في شفتيك، وبعضها قد يساعد في تحسين صحة البشرة.
وتقول سمول: «نصيحتي للناس هي النظر جيداً في المكوّنات، وليس فقط إلى أسماء العلامات التجارية. المهم هو المكوّنات».
وتضيف: «أعتقد أنّ الخيار الأكثر أماناً لزيوت الشفاه التي ترطّب وتغذّي الشفاه فعلاً هو أن تحتوي على عامل حماية واسع الطيف من الشمس، خصوصاً عند التعرّض للهواء الطلق».
وفيما يلي بعض التوصيات التي قدّمتها عمّا يجب البحث عنه وتجنّبه في زيوت الشفاه:
المستحسن استخدامه:
عامل حماية واسع الطيف من الشمس (SPF)
أحماض اللينوليك مثل زيت زهرة الربيع المسائية وزيت بذور العنب
السكوالان
الجلسرين
حمض الهيالورونيك
المستحسن تجنّبه:
العطور مثل النعناع، القرفة، الحمضيات، أو اللافندر
أحماض الأوليك مثل زيت الأرغان وزيت الزيتون
وتختم سمول بقولها: «أعتقد أنّ زيوت الشفاه يمكن أن تكون رائعة إذا احتوت على المكوّنات الصحيحة. عليك اختيار منتجات الشفاه الخالية من العطور. كما يمكنك استخدام مرطّب شفاه تقليدي؛ فهو أكثر كثافة لأنه يعتمد على الشمع، وبالتالي فهو أكثر حماية».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي