إسرائيل تطلق المرحلة الرئيسية من هجومها البري على مدينة غزة

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

أطلقت إسرائيل اليوم الثلاثاء المرحلة الرئيسية من هجومها البري الذي توعّدت منذ فترة بشنّه على مدينة غزة، معلنة أن «غزة تحترق»، فيما أكد فلسطينيون أن المدينة تتعرّض لأعنف قصف منذ بدء الحرب قبل عامين.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن القوات البرية تتوغّل بشكل أعمق باتجاه مركز المدينة، وإن عدد الجنود المشاركين سيزداد في الأيام المقبلة لمواجهة ما يصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل من حماس يعتقد الجيش أنهم لا يزالون داخل المدينة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة إكس: «غزة تحترق. جيش الدفاع الإسرائيلي يضرب البنية التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل جنود الجيش بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس».

ويأتي الهجوم رغم تهديد قادة أوروبيين بفرض عقوبات، وتحفّظ بعض القادة العسكريين الإسرائيليين الذين يعتبرون العملية مخاطرة كبيرة. غير أن واشنطن أبدت موافقة ضمنية عليه عبر دعم وزير الخارجية ماركو روبيو خلال زيارته لإسرائيل أمس.

 

اقرأ أيضاً: أكسيوس: إسرائيل تبدأ الهجوم البري لاحتلال مدينة غزة

 

وفي أحدث تعبير عن القلق الدولي، خلصت لجنة تحقيق تابعة الأمم المتحدة اليوم إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وأن كبار المسؤولين، بمن فيهم بنيامين نتنياهو، حرّضوا على هذه الأفعال، وهي استنتاجات رفضتها إسرائيل ووصفتها بأنها «كاذبة» و«معيبة».

 

الأمين العام للأمم المتحدة: ما يحدث في مدينة غزة مروع

 

علق الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء على العمليات الإسرائيلية في مدينة غزة، وقال إن ما يحدث في المدينة "مروع" وإن العالم "يشهد تدميراً منهجياً لمدينة غزة".

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن الحرب في أراضي فلسطين "غير مقبولة أخلاقياً وسياسياً وقانونياً".

وأعرب غوتيريش عن استعداده للقاء رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ورئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل.

 

الاتحاد الأوروبي: هجوم إسرائيل على غزة سيفاقم الوضع المتدهور

 

انتقدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الثلاثاء، الهجوم البري الذي تشنه إسرائيل على مدينة غزة وقالت إنه "سيفاقم الوضع المتدهور في القطاع".

وكتبت مسؤولة السياسة الخارجية في على حسابها بمنصة إكس قائلة: "الهجوم البري الإسرائيلي على غزة سيفاقم الوضع المتدهور أصلاً". وأضافت: "سيعني ذلك المزيد من الموت والدمار والنزوح".

وذكرت أن المفوضية الأوروبية ستعلن يوم الأربعاء عن عدد من الإجراءات تهدف إلى الضغط على الحكومة في تل أبيب من أجل تغيير مسارها.

 

ضحايا تحت الأنقاض ونزوح جماعي

 

أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 40 شخصاً، معظمهم في مدينة غزة، خلال الساعات الأولى من الهجوم، وسط قصف جوي مكثّف وحديث السكان عن توغلات للدبابات في عدة مناطق.

وأظهرت لقطات لـ رويترز قيام مدنيين بتسلّق أنقاض مبنيين سكنيين متعددَي الطوابق دُمّرا بصاروخ، فيما بكت امرأة أثناء انتشال جثة طفلة صغيرة من تحت الركام.

وقال أبو محمد حامد إن العديد من أقاربه قُتلوا أو جُرحوا، بينهم قريبة ما تزال جثتها عالقة تحت كتلة خرسانية ضخمة، مضيفاً: «نحاول إخراجها منذ الثالثة فجراً».

وجددت إسرائيل أوامرها للمدنيين بالمغادرة، فتدفقت طوابير النازحين جنوباً وغرباً على عربات تجرها الحمير أو مركبات مثقلة بحمولاتها أو سيراً على الأقدام.

وقال أبو تامر (70 عاماً) في رسالة نصية لرويترز أثناء نزوحه مع أسرته: «هم بيدمّروا البنايات العالية اللي زي الأبراج، بيمسحوا معالم المدينة والمساجد والمدارس والطرق... بيمسحوا ذكرياتنا».

 

واشنطن تقدّم الدعم وأوروبا تخطط لعقوبات

 

قبل ساعات من التصعيد، أعلن روبيو دعمه لقرار الحكومة الإسرائيلية التخلي عن محادثات وقف إطلاق النار واستخدام القوة لسحق حماس، مؤكداً أن «على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاحتمال ألا تنتهي الحرب دبلوماسياً».

لكن دولاً أوروبية أبدت استياءها مما وصفته بالضرر «غير المتناسب» الذي يلحق بالمدنيين. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل إن التكتل سيتفق غداً الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل، منها تعليق بعض البنود التجارية.

ووصفت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر الهجوم بأنه «متهور ومروّع»، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، فيما يُتوقع أن تعترف بريطانيا وفرنسا باستقلال فلسطين خلال الشهر الجاري.

 

بعض السكان يرفضون النزوح

 

رغم شدة القصف، بقي بعض السكان في منازلهم إما لعدم امتلاكهم المال لتأمين مأوى ووسائل نقل، أو لاعتقادهم بعدم وجود مكان آمن. وقالت أم محمد من حي الصبرة: «يعني زي اللي بيهرب من موت لموت، مش طالعين».

وتشير تقديرات كل من حماس والجيش الإسرائيلي إلى أن نحو 350 ألف شخص فروا من مدينة غزة حتى الآن، فيما لا يزال بها قرابة ضعف هذا العدد.

وتقول الأمم المتحدة إن إجبارهم على النزوح سيحاصر سكان القطاع تقريباً بالكامل في مخيمات مكتظة جنوباً، وسط شح شديد في الغذاء والرعاية الصحية ومستلزمات النظافة.

 

اقرأ أيضاً: نتنياهو لسكان غزة: غادروا فوراً

 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم وفاة ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل، بسبب الجوع وسوء التغذية خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأسباب إلى 428 شخصاً، معظمهم خلال الشهرين الماضيين، فيما وصف مرصد عالمي للجوع الوضع بأنه «مجاعة من صنع الإنسان». لكن إسرائيل تقول إن تصوير وضع الجوع «مبالغ فيه».

 

انقسامات داخل القيادة الإسرائيلية

 

حذّر بعض القادة العسكريين الإسرائيليين من أن العملية قد تعرّض حياة الرهائن للخطر أو توقع الجنود في «مصائد موت».

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن رئيس الأركان إيال زامير دعا نتنياهو خلال اجتماع أمني مساء الأحد إلى السعي لوقف إطلاق النار في غزة، وقد حضر الاجتماع اثنان من المسؤولين الثلاثة بينما اطّلع الثالث على تفاصيله.

وتجمعت عائلات بعض الرهائن أمام منزل نتنياهو في القدس مساء الاثنين أثناء ورود أنباء عن تكثيف الغارات. وقالت عنات أنجريست والدة الرهينة ماتان: «أحباؤنا في غزة يتعرضون للقصف بأوامر من رئيس الوزراء الذي قرر إرسال الجنود إلى مناطق قد يكونون فيها فيتعرضون للأذى ولا يعودون أحياء... إنه يبذل قصارى جهده لضمان عدم التوصل إلى اتفاق وعدم إعادتهم».

وتشن إسرائيل حربها على غزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أسفر، وفق الإحصاءات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 رهينة. وتقول السلطات إن 20 من أصل 48 رهينة متبقّين في غزة ما زالوا على قيد الحياة.

في المقابل، قالت وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة