ندد الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو، أمس السبت، بقرار الولايات المتحدة إلغاء تأشيرته عقب انتقاده لأفعال إسرائيل في غزة، واتهم واشنطن بانتهاك القانون الدولي.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستلغي تأشيرة بيترو بعد أن شارك في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في شوارع نيويورك، ودعا خلالها الجنود الأمريكيين إلى عصيان أوامر الرئيس دونالد ترامب.
وغرد بيترو على منصات التواصل الاجتماعي: "لم يعد لدي تأشيرة سفر إلى الولايات المتحدة. لا يهمني. لا أحتاج إليها... لأنني لست مواطناً كولومبيًا فحسب، بل مواطناً أوروبياً أيضًا، وأعتبر نفسي حقًا شخصًا حرًا في هذا العالم."
اقرأ أيضاً: إدارة ترامب تُلغي منحاً وعقوداً لجامعة كولومبيا بقيمة 400 مليون دولار
وأضاف في منشور على منصة إكس: "إلغاء التأشيرة بسبب التنديد بالإبادة الجماعية يظهر أن واشنطن لم تعد تحترم القانون الدولي."
ونفت إسرائيل مرارًا تهم الإبادة الجماعية المتعلقة بأفعالها في غزة، مؤكدة أنها تتصرف دفاعًا عن النفس.
إلا أن صور الفلسطينيين الذين يتضورون جوعًا، بما في ذلك الأطفال، أثارت غضبًا عالميًا ضد العمليات العسكرية الإسرائيلية، والتي أدت وفق السلطات في غزة إلى مقتل نحو 65 ألف شخص وتشريد جميع سكان القطاع.
ويقول عدد من خبراء حقوق الإنسان والباحثين وتحقيق للأمم المتحدة إن ما يحدث يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وتصف إسرائيل عملياتها بأنها دفاع عن النفس عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس في أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفق الإحصاءات الإسرائيلية.
ودعا بيترو، في كلمة أمام متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين أمام مقر الأمم المتحدة في مانهاتن، إلى تشكيل قوة مسلحة عالمية أولويتها تحرير الفلسطينيين، وحث الجنود الأمريكيين على:
"عدم توجيه أسلحتهم إلى الناس... لا تمتثلوا لأوامر ترامب، امتثلوا لأوامر الإنسانية."
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية على موقع إكس أنها ستلغي تأشيرة بيترو بسبب "أفعاله المتهورة والتحريضية".
اقرأ أيضاً: رئيس كولومبيا يعلن تعليق صادرات الفحم إلى إسرائيل
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكولومبية في بيان إن استخدام إلغاء التأشيرة كسلاح دبلوماسي يتعارض مع روح الأمم المتحدة التي تحمي حرية التعبير وتضمن استقلالية الدول الأعضاء في فعاليات المنظمة. وأضافت الوزارة:
"يتعين على الأمم المتحدة أن تجد دولة مضيفة محايدة تمامًا تسمح للمنظمة نفسها بإصدار تصريح لدخول أراضي تلك الدولة المضيفة الجديدة."
ويُذكر أن بيترو ليس أول رئيس كولومبي تُلغى تأشيرته لدخول الولايات المتحدة. ففي عام 1996، أُلغي تأشيرة الرئيس آنذاك إرنستو سامبر بسبب فضيحة سياسية تتعلق بمزاعم تمويل عصابة كالي لتهريب المخدرات لحملته الرئاسية.
وتوترت العلاقات بين بوجوتا وواشنطن منذ عودة ترامب إلى منصبه، وفي وقت سابق من العام الجاري رفض بيترو رحلات المهاجرين المرحَّلين من الولايات المتحدة، ما أثار تهديدات بفرض رسوم جمركية وعقوبات، قبل أن تتوصل الدولتان لاحقًا إلى اتفاق.
وفي يوليو، استدعت كل من الدولتين سفيريهما بعد أن اتهم بيترو مسؤولين أمريكيين بالتخطيط لانقلاب، وهو ادعاء وصفته واشنطن بأنه "عار تمامًا من الصحة".
كما قطع بيترو العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2024، وحظر تصدير الفحم إليها.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي