تُلقي سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الجديدة بشأن الرسوم الجمركية على الأدوية بثقلها على سلسلة توريد الأدوية التي تزداد تعقيداً، حيث يدعو الخبراء إلى مزيد من الوضوح والتفاصيل في سياسة البيت الأبيض الجديدة، المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أقل من أسبوع.
وبإعلانه أن الأدوية ذات العلامات التجارية أو براءات الاختراع ستخضع لرسوم جمركية بنسبة 100% في الأول من أكتوبر، قال ترامب أيضًا إن شركات الأدوية قد تُعفي نفسها من العقوبات إذا كان لديها مصنع لتصنيع الأدوية بدأ العمل فيه أو قيد الإنشاء حالياً.
شاهد أيضاً: رسوم أميركية جديدة تستهدف الأدوية والشاحنات والأثاث!
ليس من الواضح عدد الشركات التي يمكنها التهرب من الرسوم الجمركية بموجب هذه القاعدة، على الرغم من أن العديد من مصنعي الأدوية تعهدوا باستثمار مليارات الدولارات في الولايات المتحدة تحت ضغط من إدارة ترامب، بحسب CNBC.
يُعفى هذا الإعلان الأدوية الجنيسة، التي تُمثل الغالبية العظمى من الوصفات الطبية في الولايات المتحدة.
كما أن الأدوية المُنتجة في الاتحاد الأوروبي غير مشمولة بالرسوم الجمركية الجديدة، على الرغم من أنها تخضع لرسوم جمركية بنسبة 15%.
وقال محامو الرعاية الصحية إن السياسة الجديدة تثير عدداً من التساؤلات لمن يأملون في تجنب الرسوم الجمركية.
"ماذا لو كان لديك بالفعل منشأة تصنيع أميركية قائمة؟ هل أنت مُعفى لأن لديك بالفعل بصمة محلية قيد التنفيذ، أم يجب عليك توسيع هذه القدرة بطريقة ما؟"، هذا ما قاله سومي ساها، الصيدلاني والمحامي ونائب الرئيس الأول للشؤون الحكومية في شركة Premier Inc. لتحسين الرعاية الصحية، بحسب ذا هيل.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يحدد سقفاً 15% للرسوم الأميركية على الأدوية
وتساءل"وإذا افترضنا أن أي شركة لها بصمة في الولايات المتحدة معفاة من الضريبة، فإن هذا يثير السؤال التالي: كم عدد الشركات المصنعة ذات العلامات التجارية التي ليس لها بصمة في الولايات المتحدة على الإطلاق، وهل هذا هو التأثير الحقيقي؟".
قال ساها إن هذه السياسة بحاجة إلى توضيح، متسائلاً عما إذا كان يكفي أن تُصنّع الشركات منتجاً واحداً فقط على الأراضي الأميركية لإعفاء جميع أدويتها، أم أن هذا يُطبّق على كل حالة على حدة.
ونظراً لاحتمال إعفاء صادرات الأدوية الأوروبية بموجب اتفاقية التعريفات الجمركية التي تم التوصل إليها هذا العام، وأن جزءاً كبيراً من صادرات الأدوية من آسيا هي أدوية جنيسة، فإن الأثر الحقيقي لهذه السياسة لا يزال غامضاً.
ولكن العديد من الأدوية ذات العلامات التجارية تأتي من آسيا أيضًا، وخاصة من اليابان وكوريا الجنوبية والصين. وبينما أبرمت دول مثل اليابان اتفاقيات تجارية للتعرفات الجمركية، فإن الاتفاقية الحالية تُعفي الأدوية الجنيسة فقط.
البيت الأبيض يستثني أوروبا واليابان من الرسوم
بعد هزة الرسوم الجديدة التي ضربت شركات الدواء، قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب على واردات الأدوية لن تُطبّق على الدول التي تربطها بالولايات المتحدة اتفاقيات تجارية تتضمن بنوداً خاصة بالقطاع الدوائي، وهو ما يخفف من تأثير القرار على اقتصادات كبرى مثل الاتحاد الأوروبي واليابان.
أوضح البيت الأبيض أن الرسوم على الأدوية المستوردة من الاتحاد الأوروبي ستحدد عند سقف 15%، وفقًا لاتفاق الإطار الموقع بين الطرفين.
وأضاف أن المنتجات الدوائية اليابانية ستخضع هي الأخرى للمعدلات المنصوص عليها في الاتفاق الثنائي، مشيراً إلى أن البيان المشترك الأميركي الياباني ينص على ألا تزيد الرسوم الأميركية على الأدوية وأشباه الموصلات اليابانية عن تلك المفروضة على دول أخرى، بما فيها الاتحاد الأوروبي.
كان ترامب قد أعلن يوم الخميس الماضي أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً بنسبة 100% على أي منتج دوائي مسجّل أو محمي ببراءة اختراع، ما لم تكن الشركة تبني مصنعاً لإنتاجه داخل أميركا، موضحاً أن الإعفاء سيشمل المشاريع التي دخلت مرحلة البناء أو بدأت أعمال الإنشاء.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي