إغلاق الحكومة الأميركية يهدد بتعطيل زخم سوق الطروحات الأولية

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

يهدد إغلاق الحكومة الأميركية بتعطيل عودة سوق الطروحات الأولية التي طال انتظارها، وذلك في وقت أعادت فيه قوة الطلب من المستثمرين ونجاح بعض الإدراجات الحيوية إلى سوق الاكتتابات الجديدة.

فقد أغلقت الحكومة الأميركية معظم عملياتها يوم الأربعاء، بعد أن حالت الانقسامات الحزبية العميقة دون توصل الكونغرس والبيت الأبيض إلى اتفاق بشأن التمويل.

ومع بقاء هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، في وضع عمل محدود يقتصر على المهام الأساسية وبعدد قليل من الموظفين، ستتوقف عن معالجة ملفات الطروحات الأولية.

وهذا يضع شركات كانت على وشك الظهور في وول ستريت، مثل شركة أغذية الأطفال «وانس أبون آ فارم» التي تشارك في تأسيسها الممثلة جينيفر غارنر، وشركة صناعة الطائرات الكهربائية «بيتا تكنولوجيز»، في حالة من الترقب وعدم اليقين.

 

اقرأ أيضاً: الحكومة الأميركية تغلق أبوابها إثر تعثر المفاوضات بين ترامب والكونغرس

 

شهدت نافذة الطروحات خلال الخريف زخماً متزايداً بفضل موجة من الإدراجات الناجحة، ما عزز الآمال بأن يكون عام 2025 نقطة انطلاقة كبيرة لسوق الاكتتابات، بعد نحو ثلاث سنوات من الجمود نتيجة معدلات الفائدة المرتفعة والتقلبات الحادة.

وقال مايكل آشلي شلمان، الشريك والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة Running Point Capital Advisors: «الإغلاق يشل عمل هيئة الأوراق المالية والبورصات بالكامل، ما يعني توقف مراجعة نشرة الإصدار، وعدم تمرير الملاحظات، وعدم منح الضوء الأخضر للطرح العام». وأضاف: «إنه بمثابة جمود بيروقراطي في أسوأ توقيت ممكن، تماماً في اللحظة التي بدأ فيها سوق الطروحات يذوب من حالة الجمود العميق».

وبحسب بيانات Dealogic، جمعت الطروحات الأميركية 52.94 مليار دولار من خلال 263 إدراجاً حتى 29 سبتمبر أيلول، وهو المستوى الأعلى منذ 2021. ومن بين أكبر الإدراجات هذا العام: عملاق الغاز الطبيعي المسال Venture Global، وشركة الإقراض «اشتر الآن وادفع لاحقاً» Klarna، وشركة الحوسبة السحابية بالذكاء الاصطناعي CoreWeave. إلى جانب شركتي Once Upon a Farm وBeta Technologies، برزت شركة التأمين على الحياة Ethos Technologies أيضاً بين أكبر الشركات التي تقدمت مؤخراً بطلبات لطرح عام أولي. ولم يرد ممثلو الشركات الثلاث على طلبات التعليق يوم الثلاثاء.

ويضم خط الطروحات المحتملة لبقية عام 2025 وباتجاه 2026 عدداً من الأسماء البارزة، من بينها عملاق المستلزمات الطبية Medline، ومنصة الدفع PayPay المدعومة من «سوفت بنك»، إضافة إلى منصة إدارة السفر للشركات Navan.

وقال مات كينيدي، كبير الاستراتيجيين في شركة Renaissance Capital المتخصصة في أبحاث وصناديق الاستثمار المرتبطة بسوق الاكتتابات: «لقد بدأ هذا بالفعل في إرجاء الجداول الزمنية للصفقات التي كانت في مرحلة التردد». وأضاف: «إذا استمر الإغلاق أكثر من أسبوع، فسوف يتوقف سوق الطروحات بالكامل، ما سيقطع الطريق على التعافي الذي كنا نتوقعه».


انتكاسة مؤقتة

 

رغم أنّ إغلاقات الحكومة الأميركية عادة ما تكون قصيرة الأمد، فإنّ أطول إغلاق في التاريخ ــ والذي استمر 35 يوماً من ديسمبر كانون الأول 2018 حتى يناير كانون الثاني 2019ـ وقع خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

في ذلك الوقت، شهد سوق الطروحات الأولية شبه جمود كامل، غير أنّ بعض الشركات تمكّنت من الالتفاف على هيئة الأوراق المالية والبورصات من خلال تثبيت أسعار طروحاتها قبل أسابيع، ما أتاح لها المضي قدماً في الإدراج رغم الإغلاق.

وخلال فترة الإغلاق الحالي، قد يمتدّ شلل سوق الاكتتابات ليطال وول ستريت بأكملها، عبر تأجيل صفقات البنوك وتقليص الرسوم التي تجنيها البورصات من عمليات الإدراج.

ومع ذلك، يرى بعض المراقبين أنّ السوق ستتعافى كما حدث في 2019، إذ يواصل الطلب القوي من المستثمرين، والتدفقات الضخمة إلى الصناديق المتخصصة في الاكتتابات، إلى جانب الأداء المتميز لما بعد الإدراج في السنوات الأخيرة، جذب الشركات إلى السوق، وفق ما قال لوكاس مولباور، محلل الأبحاث في شركة IPOX.

 

اقرأ أيضاً: ثقة المستهلك الأميركي أقل من التوقعات مع الاستعداد لحجب البيانات بسبب الإغلاق الحكومي

 

وأشار أنطوني ساغليمبين، كبير استراتيجيي السوق في «أمبريزا فاينانشال»، إلى أنّ إغلاقاً يمتد لأسابيع قد يضعف معنويات السوق ويزيد من حدّة التقلبات، إلا أنّ فترة الخريف تبقى تاريخياً الأقوى بالنسبة للاكتتابات الأولية، ومن المرجح أن تتجاوز آثار أي تعثّر مؤقت ناجم عن الإغلاق.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة