سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية مستويات إغلاق قياسية جديدة بنهاية تعاملات جلسة يوم الخميس الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، مع تجاهل المستثمرين للمخاوف المرتبطة بإغلاق الحكومة الأميركية الأخير.
وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.1%، بينما صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.4%. في حين زاد مؤشر داو جونز الصناعي 79 نقطة، أو بنحو 0.2%.
وخلال التعاملات سجلت أسهم إنفيديا أعلى مستوياتها على الإطلاق، مع استمرار إقبال المستثمرين على الاستثمار في عملاق الذكاء الاصطناعي.
ومما أثر سلباً على معنويات المستثمرين، تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت لشبكة CNBC يوم الخميس، والتي قال فيها إن الناتج المحلي الإجمالي قد "يتأثر" نتيجة الإغلاق الحكومي الحالي. وزادت التصريحات من مخاوف المستثمرين من أن الأداء الاقتصادي الأميركي سيتضرر بشدة كلما طال أمد الإغلاق.
ويأتي ذلك بعد أن أدت الآمال في أن يكون انقطاع التمويل الفدرالي قصير الأمد، وبالتالي الحد من أي آثار خطيرة على الاقتصاد الأميركي إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة خلال جلسة يوم الأربعاء. وسجل مؤشر إس آند بي 500 أعلى إغلاق له متجاوزاً حاجز 6700 نقطة لأول مرة. كما شهد مؤشر داو جونز الصناعي إغلاقاً قياسياً في الجلسة السابقة.
اقرأ أيضاً: مذكرة للبيت الأبيض: 15 مليار دولار خسائر للاقتصاد الأميركي أسبوعياً بسبب الإغلاق الحكومي
السوق على دراية بمسار إغلاق الحكومة
قال رئيس قسم الأسهم في شركة أبتوس كابيتال أدفايزرز، ديفيد فاغنر: "السوق على دراية تامة بمسار إغلاق الحكومة في الوقت الحالي، لذا فهو قادر على تجاوز أي تقلبات طفيفة"، بحسب شبكة CNBC.
وأضاف فاغنر: "كان أداء مؤشر الأسهم إيجابياً بشكل عام في معظم توقفات التمويل، مما يشير إلى ضعف الأدلة على أن توقف التمويل تُشكل خطراً منطقياً على أداء الأسهم".
وبدأ إغلاق الحكومة الأميركية بعد فشل كبار الديمقراطيين والجمهوريين يوم الثلاثاء في الالتزام بالموعد النهائي للاتفاق على صفقة من شأنها الحفاظ على تمويل الحكومة. وتبادل المشرعون اللوم على بعضهم البعض في هذا التوقف، بينما تمسك الديمقراطيون بمطالبهم باستخدام هذا الإجراء لتمديد الإعفاءات الضريبية للرعاية الصحية لملايين الأميركيين.
ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، إن الديمقراطيين منحوه "فرصة غير مسبوقة" لتقليص عدد الموظفين في الوكالات الفدرالية.
وقال كبير مديري محافظ العملاء في شركة زاكس لإدارة الاستثمارات، برايان مولبيري: "يبدو أن الإغلاق الحكومي يسير كما هو متوقع، إذ يُفضل كلا الجانبين الحوار عبر الميكروفونات بدلاً من التفاوض على ميزانية حقيقية تُموّل الحكومة على المدى الطويل".
وأضاف مولبيري: "ستتحمل الأسواق هذا الوضع لبضعة أيام، ولكن إذا نجحت الإدارة في تقليص عدد الوكالات الفدرالية المختلفة، فقد يُنظر إليه على أنه إيجابي طويل الأمد على أن يتضمن اضطراباً قصير الأمد".
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر إغلاق الحكومة الأميركية على الأسواق العالمية؟
ولم تتأثر سوق الأسهم تاريخياً كثيراً بإغلاقات الحكومة، لكن المستثمرين يُولون هذه المرة اهتمامًا أكبر بالسوق نظراً لتقلبات السياسة والاقتصاد الكلي، وارتفاع تقييمات الأسهم، ومستويات تركز عالية وسط موجة صعود بقيادة الذكاء الاصطناعي، إلى جانب مخاوف التضخم المستمرة.
علاوة على ذلك، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسريح جماعي دائم للموظفين الفدراليين في ظل الإغلاق الحكومي، مما فاقم المخاوف القائمة بشأن تباطؤ سوق العمل.
إلى متى يستمر الجمود؟
يعد السؤال الأهم للمستثمرين في الوقت الحالي هو إلى متى سيتواصل هذا الجمود. وعطل مجلس الشيوخ جلساته يوم الخميس احتفالاً بيوم الغفران، مما يجعل يوم الجمعة هو اليوم التالي الذي يُتوقع أن يُجري فيه أعضاء المجلس تصويتاً جديداً، وفقاً لشبكة إن بي سي نيوز.
وفي أسواق التوقعات، يراهن المتداولون على أن الإغلاق قد يتواصل لما يقرب من أسبوعين.
ويُعد تعتيم البيانات الاقتصادية خلال الإغلاق الحكومي هذا الأسبوع من أبرز المواضيع المطروحة، فمن المتوقع عدم صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر يوم الجمعة نظراً لتوقف وزارة العمل عن جميع الأنشطة تقريباً.
ورغم ذلك، من المتوقع أن يُعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي عن خفض معدلات الفائدة في اجتماعه المُقبل خلال الشهر الجاري، بعد أن عكست بيانات مؤسسة ADP الصادرة صباح الأربعاء انخفاضاً في وظائف القطاع الخاص الشهر الماضي، وفي ظل استمرار تداعيات الإغلاق الحكومي.
مستويات إغلاق قياسية للمؤشرات الأميركية في جلسة الخميس
ارتفع مؤشر Dow Jones الصناعي بنحو 78.62 نقطة أو بنسبة 0.17% عند إغلاق تعاملات الخميس إلى 46519.72 نقطة.

كما أغلق مؤشر S&P 500 التعاملات على صعود 4.15 نقطة أو بنسبة 0.06% إلى 6715.35 نقطة.

وزاد مؤشر Nasdaq المركب عند الإغلاق بنحو 88.89 نقطة أو بنسبة 0.39% إلى 22844.05 نقطة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي