كيف استفادت أسهم شركات أميركية من ضعف الدولار أكثر من غيرها؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

على الرغم من جاذبية أسهم وول ستريت بشكل عام الناتجة عن ضعف الدولار الأميركي خلال الشهور الماضية، فإن نفس العامل تسبب في انقسام بسوق الأسهم الأميركية مع استغلال الشركات متعددة الجنسيات والمصدّرة لهذا التراجع في العملة الأميركية في صالح أعمالها مقارنة بالشركات التي تركز على الاقتصاد المحلي بشكل أكبر داخل الولايات المتحدة الأميركية.

ولضعف العملة الأميركية هذا العام عدد من التأثيرات المختلفة، مع وجود رابحين وخاسرين من هذه التحركات التي كان ضمن عام مليء بالأحداث والتقلبات الاقتصادية خاصة في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي إشارة إلى مدى الاستفادة التي حققتها الشركات متعددة الجنسيات والتي تركز على التصدير، قفز مؤشر غولدمان ساكس، الذي يشمل 50 شركة أميركية رائدة ذات أعلى حصة من التعرض للمبيعات الخارجية، بنسبة 21% منذ بداية عام 2025، ووصل إلى أعلى مستوياته يوم الخميس، مع تفوق أسهم مثل ميتا بلاتفورمز، وفيليب موريس، وأبلايد ماتيريالز ضمن مؤشر إس آند بي 500، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

في المقابل، ارتفع أيضاً مؤشر البنك لأسهم وول ستريت ذات النسبة الأكبر من المبيعات المحلية - والتي تشمل شركات مثل "تي - موبايل الولايات المتحدة" وتارغت - بنسبة 5% فقط، وذلك مع فشل تلك الشركات في الاستفادة من ضعف العملة الأميركية، في حين تضررت أيضاً من زيادة تكلفة الواردات. 

وتعتبر الفجوة بين المؤشرين خلال العام الحالي هي الأوسع في نحو 16 عاماً.

وأشار رئيس أبحاث العملات العالمية لمجموعة العشرة في ستاندرد تشارترد، ستيفن إنغلاندر، إلى الدعم الذي حصلت عليه الأسهم الأميركية ذات المبيعات الخارجية في 2025، وقال للصحيفة البريطانية: "يمنح ضعف الدولار دفعة قوية"، أي لهذه الأسهم.

 


اقرأ أيضاً: الدولار في مهب الحرب التجارية.. هل أصبح مركزه العالمي على المحك؟


 

هبوط الدولار

 

انخفض مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة عملات رئيسية - بنحو 10% منذ بداية العام الحالي، متجهاً نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من عقدين.

وجاء هذا الهبوط بعد أن دفعت السياسات التجارية والاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب المستثمرين العالميين إلى إعادة النظر في استثماراتهم في أكبر اقتصاد في العالم.

واختار الكثيرون حماية ممتلكاتهم من الأصول الأميركية من خلال المراهنة ضد الدولار، في حين زاد خفض معدلات الفائدة الأميركية في سبتمبر/ أيلول من الضغط على العملة. 

وبحسب فايننشال تايمز، يتوقع محللو وول ستريت المزيد من الخسائر، في ظل إشارة مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى تخفيضات إضافية في الفائدة هذا العام.

 


اقرأ أيضاً: لماذا تشهد أسواق الأسهم والذهب في 2025 لحظات لا تتكرر كثيراً؟


 

لماذا يفيد ضعف الدولار الشركات متعددة الجنسيات؟

 

تستفيد الشركات التي تعتمد على القطاع الخارجي من ضعف العملة الأميركية عبر تعزيزه لأرباحها عند تحويلها إلى الدولار، كما يجعل ضعف الدولار السلع الأميركية أرخص في الخارج مما يرفع من منافستها. 

ولا تستفيد الشركات التي تركز على السوق المحلية عادةً من انخفاض العملة، في حين تواجه تكلفة أعلى إذا كانت تعتمد على استيراد مدخلات إنتاجها أو لوازم تشغيلها من الخارج.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في بنك يو بي إس، شهاب غالينوس، لصحيفة فايننشال تايمز: "ستعاني الشركات الصغيرة التي تستورد السلع، وستتحمل الشركات الكبيرة ذات الانتشار العالمي، والقدرة على الحصول على التمويل آثار هذه التغييرات".

وأضاف غالينوس: "بالنسبة للشركات التي تبيع منتجات خارج الولايات المتحدة، يُعد هذا الأمر مكسباً غير متوقع، خاصةً إذا لم تكن تستورد كميات هائلة من المنتجات".

وتشير العوامل السابقة إلى أن تحركات الدولار كانت أحد الدوافع القوية لصعود أسهم بعض شركات التكنولوجيا العملاقة، التي يُحقق العديد منها حصة كبيرة من إيراداتها من الخارج.

وفي يوليو/ تموز الماضي، قالت المديرة المالية لشركة مايكروسوفت، آمي هود، خلال مكالمة أرباح الربع الثاني، إنه في حال استقرار أسعار الصرف، تتوقع الشركة أن تزيد تأثيرات العملة من نمو الإيرادات بنحو "نقطتين مئويتين" العام المقبل، وفقاً لنص منصة أبحاث ألفا سينس.

وأشار ستيفن إنغلاندر إلى أن بعض الشركات قللت من أهمية الآثار الإيجابية لتحركات العملات. وقال: "نسمع عن تأثيرات العملة بشكل متكرر عندما يرتفع الدولار وتُلقي الشركات باللوم على قوة الدولار في الخسائر. لكن نادراً ما تقول الإدارة: 'لقد أنقذتنا تأثيرات العملة'".

 


اقرأ أيضاً: كيف تعمل الصين بهدوء للخروج من عباءة الأصول الدولارية وتنويع استثماراتها؟


 

تباين أقوى في أداء الأسهم خلال موسم الأرباح القادم

 

يقول محللون إن التباين بين أداء أسهم الشركات متعددة الجنسيات أو تعتمد على القطاع الخارجي وبين أسهم الأخرى المحلية سيتضح على الأرجح مع بدء موسم أرباح الربع الثالث، بحسب الصحيفة البريطانية.

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي في الاقتصاد الكلي في مجموعة بيسبوك للاستثمار، جورج بيركس: "هناك مجموعة فرعية من الشركات ستستفيد أكثر من غيرها"، مشيراً إلى أن شركات التكنولوجيا العملاقة من بين الشركات التي ستستفيد من ضعف العملة، في حين أن شركات المرافق والبنوك من بين الشركات التي ستتأثر بالانخفاض. 

ويرى بعض المحللين أن الألم قد يخف في النهاية. فإذا كان انخفاض الدولار انعكاساً بسياسة نقدية أكثر مرونة، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى دعم نمو الاقتصاد وأرباح العديد من الشركات.

ويقول الخبير الاستراتيجي في الأسهم ببنك سيتي، سكوت كرونيرت، للصحيفة البريطانية، إنه في مثل هذا السيناريو، يبدأ ضعف الدولار "من حيث يكون مثيراً للقلق، ولكن عند نقطة معينة، نصل إلى الآثار التحفيزية للأموال السهلة".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة