إدارة ترامب تدرس الاستحواذ على حصة في شركة تطوّر منجماً للمعادن النادرة في غرينلاند

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

كشف أربعة مصادر مطلعة، أن مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب ناقشوا إمكانية شراء حصة في شركة "كريتيكال ميتالز"، وهي خطوة ستمنح واشنطن مصلحة مباشرة في أكبر مشروع للمعادن النادرة في غرينلاند، الإقليم القطبي الشمالي الذي سبق لترامب أن اقترح شراءه.

وإذا جرى إتمام الصفقة، فستشكل أحدث تطور سياسي يتعلق بمكمن "تانبريز" للمعادن النادرة، الذي ضغط الرئيس السابق جو بايدن بنجاح لبيعه لشركة "كريتيكال ميتالز" ومقرها نيويورك، مقابل مبلغ أقل بكثير مما كانت تعرضه شركة صينية.»

اتخذت واشنطن في الآونة الأخيرة حصصاً في شركتي "ليثيوم أميركاز" و"إم بي ماتيريالز"، في خطوة تبرز رغبة الرئيس دونالد ترامب في أن تستفيد الولايات المتحدة من تنامي إنتاج المعادن المستخدمة على نطاق واسع في الاقتصاد العالمي.

ولم يُكشف من قبل عن تفاصيل النقاشات المتعلقة باهتمام واشنطن بحصة ملكية في شركة "كريتيكال ميتالز". وامتنع أربعة مصادر عن ذكر أسمائهم نظراً لحساسية المفاوضات.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب لرويترز، رداً على طلب للتعليق: «مئات الشركات تتواصل معنا في محاولة لدفع الإدارة للاستثمار في مشاريعها الخاصة بالمعادن الحيوية. لكن حتى الآن لا يوجد أي شيء قريب من التوصل لاتفاق مع هذه الشركة».»

اقرأ أيضاً: أسعار المعادن النادرة تبلغ أعلى مستوى في عامين بعد توقف "MP Materials" عن شحن إمداداتها إلى الصين

 

وتتمتع عناصر التربة النادرة بخصائص مغناطيسية قوية تجعلها حيوية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بدءاً من السيارات الكهربائية وصولاً إلى أنظمة الصواريخ. وتدفع أهميتها الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لتأمين إمدادات جديدة لتقليل اعتمادها على الهيمنة شبه الكاملة للصين في استخراجها ومعالجتها.

وكانت "كريتيكال ميتالز" قد وافقت العام الماضي على شراء منجم "تانبريز" في غرينلاند مقابل 5 ملايين دولار نقداً و211 مليون دولار في صورة أسهم. وقدمت في يونيو حزيران الماضي طلباً للحصول على منحة بقيمة 50 مليون دولار بموجب "قانون الإنتاج الدفاعي"، وهو تشريع يعود إلى حقبة الحرب الباردة يهدف إلى تعزيز إنتاج السلع ذات الأهمية للأمن القومي.»


غير أنّ الإدارة الأميركية بدأت خلال الأسابيع الستة الماضية مناقشات مع الشركة بشأن تحويل المنحة إلى حصة ملكية، بحسب ما ذكره ثلاثة مصادر. وإذا ما تمّت الصفقة، فإن تحويل 50 مليون دولار سيعني امتلاك نحو 8% من أسهم الشركة، رغم أنّ المفاوضات لم تُحسم بعد، وقد تكون الحصة النهائية أكبر، أو قد تنهار الصفقة برمتها، وفق المصادر ذاتها.

 

تمويل مشروعات المعادن الحيوية

 

كما درس مسؤولون في الإدارة إعادة تخصيص ملياري دولار من "قانون الرقائق والعلوم" لتمويل مشروعات المعادن الحيوية، وفق ما ذكرته رويترز في أغسطس آب الماضي. وقد وقّع الرئيس السابق جو بايدن هذا القانون عام 2022 بهدف جذب إنتاج الرقائق بعيداً عن آسيا.

وأضاف مصدران أنّ مناقشات الاستثمار في "كريتيكال ميتالز" تأخرت بسبب مفاوضات أجرتها الإدارة في الأيام الأخيرة للاستحواذ على حصة 5% في شركة "ليثيوم أميريكاس".»

قال مصدران إن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة لن يؤثر على سير المفاوضات، نظراً لأن كبار الموظفين المشاركين في هذه المحادثات يُصنَّفون كعاملين أساسيين في الحكومة. وأوضح أحد المصادر أن جزءاً من النقاش يتركز على كيفية إصدار الضمانات التي ستمنح واشنطن الحق في الاستحواذ على الحصة. وتمنح هذه الأداة لحاملها حق شراء الأسهم بسعر محدد مسبقاً.

وأشار مصدران إلى أن الحصة المتوقعة ستكون منفصلة عن قرض قيمته 120 مليون دولار يدرسه بنك التصدير والاستيراد الأميركي لدعم تطوير مشروع "تانبريز".

 

جاذبية غرينلاند


لطالما كانت لواشنطن مصالح اقتصادية ممتدة في الأراضي الدنماركية، حتى قبل أن يُبدي الرئيس دونالد ترامب رغبته في شراء غرينلاند. فقد زار مسؤولون من إدارة الرئيس جو بايدن العاصمة نوك في نوفمبر تشرين الثاني الماضي سعياً لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة في قطاع التعدين بالجزيرة، فيما أرسل ترامب نائبه جي. دي. فانس إلى هناك في مارس آذار. وتضم غرينلاند الشمالية إحدى أكبر القواعد الجوية الأميركية.

وبحسب الشركة، فإن تكلفة مشروع "تانبريز" ستبلغ نحو 290 مليون دولار لبدء الإنتاج التجاري. ومن المتوقع أن يُستخدم قرض بنك EXIM في تمويل الأعمال التقنية والوصول إلى مرحلة الإنتاج الأولي بحلول 2026، على أن ينتج المنجم عند تشغيله بالكامل نحو 85 ألف طن متري سنوياً من مركزات المعادن الأرضية النادرة. كما يحتوي الموقع على الغاليوم، الذي فرضت الصين قيوداً على تصديره العام الماضي، والتنتالوم.

 

شاهد أيضاً: أميركا تحث الخطى نحو البحث عن المعادن النادرة بعيداً عن الصين

 

لكن قطاع التعدين في غرينلاند شهد تباطؤاً في السنوات الأخيرة بسبب ضعف اهتمام المستثمرين، والعقبات البيروقراطية، والمخاوف البيئية. ويعمل حالياً في الجزيرة منجمان صغيران فقط. وتُعتبر الطبيعة النائية والباردة لموقع "تانبريز" تحدياً أمام تطويره، رغم قربه من ممر مائي رئيسي.»

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة