خلال مقابلة حصرية مع CNBC عربية، صرح الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران الإماراتية، أنطونوالدو نيفيس، بأنه لا يوجد أي جدول زمني محدد لطرح الشركة للاكتتاب العام.
وتفصيلاً، قال نيفيس إن شركته تخطط لاستثمار أكثر من 15 مليار دولار خلال السنوات السبع المقبلة، وسيأتي التمويل من التدفقات النقدية الذاتية.
وعلى حد قوله، فإنه "ومن الناحية العملية، فإن مستوى المديونية لدى المجموعة منخفض، وبالتالي - من منظور الرئيس التنفيذي أو من منظور الشركة - لسنا بحاجة فعلية إلى طرح عام أولي".
لذلك، وبحسب نيفيس، لا يعد الاكتتاب العام هدفاً نهائياً أو موعداً محدداً تسعى إليه الشركة، بل هو أداة يمكن للمساهم استخدامها لتوفير سيولة أكبر إجمالاً.
لكن الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران ذكر أيضاً لـ CNBC عربية، أن القرار يبقى بيد المساهم، من ناحية هيكل رأس المال، وليس من ناحية احتياجات الشركة التمويلية، إذ أكد على أن الشركة توزع بالفعل أرباحاً، وتخفض مديونيتها، وتمول شراء الطائرات من تدفقاتها النقدية.
ومجموعة الاتحاد للطيران مملوكة لصندوق الثروة السيادي القابضة ADQ.
وفي ذات السياق، أكد أنطونوالدو نيفيس على أن الاكتتابات العامة تظل عنصراً أساسياً في قطاع الطيران، منوهاً بأن معظم شركات الطيران الكبرى حول العالم مدرجة في البورصات، خاصة أكبر 20 شركة منها.
لكن، وخلال المقابلة، ألمح نيفيس إلى أن شركات طيران تقوم ببرامج إعادة شراء للأسهم، فمثلاً Ryanair لديها برنامج نشط لإعادة شراء الأسهم من السوق.
ويشار إلى أن الاتحاد للطيران، تأسست عام 2003، وتتولى من مقرها في أبوظبي تشغيل رحلات ركاب وشحن على امتداد منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا وأمريكا الشمالية.
اقرأ أيضاً: الاتحاد للطيران الإماراتية تتوقع انضمام 28 طائرة بوينغ لأسطولها اعتباراً من 2028
الأداء المالي للشركة
وبالانتقال إلى أداء الشركة مالياً، توقع الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران الإماراتية، أنطونوالدو نيفيس، خلال المقابلة التي أجريت في مطار زايد الدولي، الحفاظ على هامش ربح يتراوح بين 7% و9% تقريباً خلال العام الحالي، منوهاً بأن متغيرات خارجية، مثل تباطؤ الأسواق أو تغير أسعار النفط، قد تؤثر على هذه المستهدفات.
وكانت الاتحاد للطيران أعلنت عن تحقيق صافي الأرباح بعد احتساب الضريبة عند 1.1 مليار درهم وذلك خلال النصف الأول من العام الحالي وبزيادة سنوية تبلغ 32%.
وعلى صعيد النتائج المالية، أوضح نيفيس أن نتائج أعمال الشركة للنصف الأول من 2025 هي مستويات ربحية تعد من بين الأعلى عالمياً.
وأشار إلى أنه في عام 2022 وصلت المجموعة إلى نقطة التعادل، وفي 2023 سجل هامش الربح الصافي بين 3% و4%، وفي 2024 ارتفع إلى بين 4% و5%، أما الآن فهامش الربح يتراوح بين 8% و9%.
وأكمل الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران موضحاً لـ CNBC عربية، أنه لا يركز على التنبؤ بالأرقام بقدر التركيز على تحسين تجربة العملاء وتوسيع الشبكة بشكل مدروس لضمان استمرار الطلب على الرحلات.
كما واستدرك قائلاً إن بيئة أبوظبي، التي ينمو عدد السكان فيها بنسبة 7% سنوياً، هي بيئة داعمة، وساعدت على تحقيق هذه النتائج، لكنه يرى أن الحفاظ على هذا المستوى ليس سهلاً، سيما وأن هناك شركات مجاورة أكثر ربحية، لكنها بلا ريب تمثل دافعاً تسعى الاتحاد للطيران للوصول إليه.
اقرأ أيضاً: أرباح الاتحاد للطيران الإماراتية تتضاعف بأكثر من 3 أمثال لتقترب من 500 مليون دولار
الأسطول التشغيلي واستلام الطائرات
حالياً، تخطى الأسطول التشغيلي للمجموعة الـ 100 طائرة، فيما تخطط لمضاعفة حجم الأسطول خلال الخمس سنوات المقبلة إلى 200 طائرة، لكن عبر الشراء التدريجي ووفق الاحتياجات التشغيلية وليس دفعة واحدة، كما أكد نيفيس.
إلا أن الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، تابع قائلاً: "إن شراء الطائرات الجديدة جزء أساسي من استراتيجية أي شركة طيران، سواء لتجديد الأسطول وتحسين الكفاءة أو لدعم التوسع".
وأعلنت الاتحاد للطيران، مؤخراً، وتحديداً خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أبوظبي في شهر مايو/ أيار 2025، تأكيد طلبية شراء 28 طائرة عريضة البدن مع شركة بوينغ.
كما وأفاد نيفيس أن شركته ستتسلم 28 طائرة جديدة خلال العام الحالي 2025، لكن خلال السنوات الخمس المقبلة سيستقر المعدل عند نحو 20 طائرة سنوياً.
وأردف قائلاً: "إن الاتحاد للطيران تستثمر ما بين 1.5 و2 مليار دولار سنوياً - أي ما بين 6 و8 مليارات درهم -، كنفقات رأسمالية لشراء الطائرات والمحركات وبرامج التحديث".
كما واستكمل حديثه بالإشارة إلى أن برنامج تطوير المقصورات وحده تبلغ قيمته 4 مليارات درهم.
اقرأ أيضاً: الاتحاد للطيران تبدأ تسيير رحلات إلى العلمين المصرية يوليو 2025
تطوير استراتيجية الشركة
وبسؤال CNBC عربية عن تقييم استراتيجية الشركة حتى الآن، ذكر أن تطوير الاستراتيجية متواصل بالتعاون مع مجلس الإدارة، ولافتاً إلى أنه وخلال فترة كوفيد 19 استغلت شركته الوقت لإعادة الهيكلة وتقليص الأسطول إلى 67 طائرة فقط، والتخلص من الأصول غير المجدية.
ثم أوضح نيفيس أن النتائج تفوق التوقعات وتسبق الخطة، حيث كان المستهدف هو 18 مليون مسافر في 2025، لكن تم تجاوزه إلى مستهدف 21.5 مليون.
كما وكان الهدف الوصول إلى 30 مليون مسافر بحلول 2030، لكن التوقعات الجديدة تشير إلى 38 مليون.
جدير بالذكر أن أعداد المسافرين على متن رحلات الشركة، ارتفعت بنسبة 17% لتصل إلى 10.2 مليون مسافر، وذلك خلال النصف الأول.
واعتباراً من يونيو/ حزيران 2025، تسير الاتحاد للطيران رحلات إلى ما يقارب الـ 90 وجهة بين الدائمة والموسمية.
وفي 2025، أعلنت الشركة عن نحو 30 وجهة جديدة، أحدثها هي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي تعد وفق نيفيس، مركزاً رئيسياً للخطوط الجوية الإثيوبية وبوابة لشراكة استراتيجية مع واحدة من أفضل شركات الطيران الإفريقية.
وفي مارس/ آذار الماضي، وقعت الاتحاد للطيران والخطوط الجوية الإثيوبية اتفاقية شراكة تجارية مشتركة، تضم اتفاقية للمشاركة بالرمز.
وتسير استراتيجية الاتحاد للطيران في أفريقيا بالتوازي مع الخطوط الجوية الإثيوبية، حيث أعلنت مؤخراً عن وجهة زنجبار في تنزانيا على سبيل المثال.
فيما تركز الشركة على زيادة التكرار في الرحلات بدلاً من التوسع العددي في الوجهات فقط، بحسب ما أورده الرئيس التنفيذي لـ CNBC عربية.
وأخيراً، اختتم أنطونوالدو نيفيس المقابلة بالحديث عن تكاليف الوقود، والذي يشكل ما بين 40% و45% من إجمالي تكاليف شركات الطيران حول العالم، موضحاً أن نفس هذا المعدل تقريباً في شركته أيضاً.
إلا أن الميزة - وفق رأيه - في امتلاك الاتحاد للطيران أسطول يعد الأصغر من حيث متوسط عمر الطائرات في المنطقة، ما يمنحها كفاءة وقود تصل إلى بين 65% و70%.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي