تحذير من بنك إنكلترا من "تصحيح حاد للأسواق" بسبب تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي

حذّر بنك إنكلترا، من تزايد خطر "تصحيح حاد للأسواق" في مجال الأسهم، مشيراً إلى أن التقييمات تبدو مبالغاً فيها، لا سيما لأسهم شركات التكنولوجيا التي تُركز على الذكاء الاصطناعي، بحسب ما تم الكشف عنه يوم الأربعاء الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول.

ويُضاف هذا التحذير إلى قائمة طويلة من البنوك والمستثمرين الذين يعبرون عن آرائهم، في الفترة الأخيرة، بشأن احتمال تشكل فقاعة الذكاء الاصطناعي مع دخول أسواق الأسهم الربع الرابع.

وأفاد بنك إنكلترا، في سجلّ محضر اجتماعه الأخير الصادر اليوم، أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وتجزئة الأسواق التجارية والمالية، والضغوط على أسواق الديون السيادية، تُسهم في تفاقم هذه المخاطر.

وأضاف: "تبلور مثل هذه المخاطر العالمية قد يكون له تأثير ملموس على المملكة المتحدة كاقتصاد مفتوح ومركز مالي عالمي".

---

اقرأ أيضاً: جيف بيزوس: الذكاء الاصطناعي في "فقاعة صناعية" ولكن فوائد التكنولوجيا "هائلة" للمجتمع

---

وأشار بنك إنكلترا إلى أن تقييمات أسواق الأسهم وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، ويعود ذلك جزئياً إلى الأرباح القوية التي حققتها شركات التكنولوجيا الأميركية في الربع الثاني.

ونص محضر اجتماع البنك على أن "الحصة السوقية لأكبر خمس شركات في مؤشر إس آند بي 500، والتي قاربت 30%، كانت أعلى من أي وقت مضى خلال الخمسين عامًا الماضية"، مشيراً إلى أن تقييمات شركات التكنولوجيا التي تركز على الذكاء الاصطناعي تبدو مبالغاً فيها بشكل خاص.

وذكر محضر الاجتماع: "هذا، عند اقترانه بزيادة التركيز داخل مؤشرات السوق، يجعل أسواق الأسهم معرضة للخطر بشكل خاص إذا أصبحت التوقعات حول تأثير الذكاء الاصطناعي أقل تفاؤلاً". 

وأضاف بنك إنكلترا أنه مع هذه التوقعات العالية لنمو الأرباح المستقبلية، فإن أي تراجع في الرهانات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى آثار متتالية.

---

اقرأ أيضاً: نمو الذكاء الاصطناعي يخلق مشكلة في سوق العمل بالنسبة للفدرالي الأميركي

---

ويراقب المستثمرون عن كثب أسهم الذكاء الاصطناعي مع بدء موسم الأرباح، ويثق بعض الاستراتيجيين في أن تقييمات شركات التكنولوجيا مدفوعة بأساسيات سليمة. كما حافظ بنك غولدمان ساكس الأميركي على تفاؤل حذر في أحدث مذكرة له، معتقداً أن فقاعة الاستثمار لم تتشكل بعد، لكنه استجاب لتحذير المستثمرين بضرورة "تنويع استثماراتهم".

ومع ذلك، حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، يوم الثلاثاء من الأصول "ذات القيمة العالية نسبياً"، على الرغم من أنه لم يُشر صراحةً إلى شركات التكنولوجيا.

كما حذّر بنك إنكلترا من أن "العوامل السلبية تشمل تباطؤ التقدم في قدرات أو تبنّي الذكاء الاصطناعي، أو زيادة المنافسة، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة تقييم لتوقعات الأرباح المستقبلية المرتفعة الحالية".

وأضاف: "الاختناقات المادية التي تعيق تقدم الذكاء الاصطناعي – سواء في الطاقة أو البيانات أو سلاسل توريد المواد الخام – إضافةً إلى الاختراقات المفاهيمية التي قد تغيّر متطلبات البنية التحتية المتوقعة لتطوير واستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي القوية، يمكن أن تضرّ أيضًا بالتقييمات، بما في ذلك تقييمات الشركات التي تستند توقعات إيراداتها إلى مستويات مرتفعة من الاستثمارات المتوقعة في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية".

ويقصد بالاختراقات المفاهيمية قفزات فكرية أو ابتكارات علمية جديدة تغيّر الطريقة التي تفكر بها الشركات في بناء أو تشغيل الذكاء الاصطناعي، فبدلاً من التقدم التدريجي قد يحدث تغير جذري.