الصين لا تكتفي بزيادة استخدام الروبوتات، بل تعمل أيضاً على تصنيع المزيد منها.
هذه هي الفرضية التي يستند إليها «مورغان ستانلي» في رؤيته بأن الصين ستواصل نموّها كقوة عالمية في قطاع الروبوتات، مما يمنح شركتين صينيتين ميزة تنافسية، وفقاً لما ذكره محللو الاستثمار في تقرير صادر بتاريخ 30 سبتمبر أيلول.
وجاء هذا التحليل بعد صدور التقرير السنوي للاتحاد الدولي للروبوتات في أواخر سبتمبر أيلول، والذي أظهر أنّ الصين لم تسجّل في عام 2024 رقماً قياسياً جديداً في تركيب 295 ألف روبوت صناعي فحسب، بل تجاوزت الشركات المحلية نظيراتها الأجنبية في المبيعات للمرة الأولى.
وقال التقرير: «مع توسّع سوق الروبوتات في الصين، لا توجد مؤشرات على تراجع الطلب المحلي عليها. ولا يزال قطاع التصنيع الصيني يمتلك إمكانات كبيرة لتحقيق نمو سنوي متوسط يبلغ 10% حتى عام 2028».
اقرأ أيضاً: بينما تسعى الشركات لجعل الروبوتات تشبه البشر.. فتاة صينية تحاول أن تصبح روبوتاً!
وتوقّع التقرير أن ترتفع عمليات تركيب الروبوتات عالمياً بنسبة 6% هذا العام لتصل إلى 575 ألف وحدة، وأن تتجاوز 700 ألف وحدة بحلول عام 2025.
وأشار محللو «مورغان ستانلي» إلى أنّ التقدّم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يفتح المجال أمام استخدام أوسع للروبوتات في مجالات جديدة، مثل التعاون مع البشر أو أداء الأدوار الخدمية.
وقالوا: «نُفضّل شركتَي «إينوفانس» و«جيك بلس»».
وتُعد «إينوفانس»، المدرجة في بورصة شينزن، من أبرز مورّدي منتجات الأتمتة الصناعية، بينما ظلّت «جيك بلس» بعيدة نسبياً عن الأضواء قبل أن تُدرج في بورصة هونغ كونغ هذا الصيف.
وتبيع «جيك بلس» أنظمة روبوتية مؤتمتة تُستخدم بشكل أساسي في نقل البضائع داخل المستودعات، وقد جاء أكثر من 70% من إيراداتها في عام 2024 من خارج الصين القارية. وتقول الشركة إنّ قائمة عملائها تضمّ أكثر من 65 شركة مدرجة في قائمة «فوربس غلوبال 500».
اقرأ أيضاً: إيلون ماسك: عدد الروبوتات بهيئة بشرية سيتجاوز عدد البشر في 2040
ويتوقّع محللو «دايوا» أن تحقق «جيك بلس» أرباحاً خلال هذا العام، وأن تستفيد من نمو القطاع بأكثر من 30% سنوياً حتى عام 2029. كما أشار التقرير إلى أنّ الشركة الصينية «مستعدة جيداً للتعامل مع الرسوم الأميركية»، موضحاً أنّ نحو ربع إيراداتها يأتي من السوق الأميركية، لكنها تبيع منتجاتها بأسعار تقلّ بنحو 30% عن منافسيها، ما يمنحها هامشاً لرفع الأسعار أو نقل عمليات التجميع إلى اليابان.
يرى محللو «مورغان ستانلي» أنّ تفاؤلهم تجاه شركة «جيك بلس» (Geekplus) يستند إلى مقارنتها بقطاعات الروبوتات البشرية والقيادة الذاتية، مع التحذير من استمرار حالة عدم اليقين في التنفيذ، إضافةً إلى محدودية سوق المستودعات المحتمل نسبياً. غير أنّ المحللين يتوقعون أن تستفيد الشركة من فرص توسيع حصتها السوقية بوتيرة أسرع من نمو القطاع ككل.
أما بالنسبة لشركة «إينوفانس» (Inovance)، فأوضح محللو «مورغان ستانلي» أنّ تسارع وتيرة النمو الاقتصادي سيعزّز الطلب على منتجات الأتمتة الصناعية. ويراقب المحللون بشكل خاص أداء أنظمة التحكم الخاصة بالمركبات الكهربائية لدى «إينوفانس»، وما إذا كانت مبيعاتها ستتجاوز التوقعات هذا العام، ما قد يدعم السهم.
من جانبها، رفعت «إتش إس بي سي» تصنيفها لشركة «إينوفانس» في منتصف سبتمبر أيلول من «احتفاظ» إلى «شراء»، مبرّرة ذلك بـ«ريادتها في سوق الأتمتة الصناعية».
وأضافت المؤسسة: «نتوقع أن يستأنف سوق الأتمتة الصناعية في الصين نموّه خلال عامي 2026 و2027 بعد عامين من التراجع»، مشيرةً إلى أنّ أرباح «إينوفانس» قد تنمو بمعدل 22% سنوياً حتى عام 2027.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي