منظمة الصحة العالمية تحذّر من انتشار البكتيريا المقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تواصل انتشارها على مستوى العالم، مع ارتفاع سنوي يتراوح بين 5 و15% في أنواع «الجراثيم الفائقة» المسؤولة عن أخطر الإصابات.

وقالت المنظمة في تقرير صدر الاثنين إنّ واحدة من كل ستّ إصابات بكتيرية مؤكدة مختبرياً على مستوى العالم أصبحت مقاومة للعلاج بالمضادات الحيوية، وهو أول تقرير يصدر بأرقام رقابية شاملة من هذا النوع.

وأوضح التقرير أن معدّلات مقاومة مضادات الميكروبات (AMR) هي الأعلى في جنوب شرق آسيا وشرق المتوسط، حيث تُظهر إصابة واحدة من كل ثلاث حالات مقاومة للعلاج، فيما كانت النسب الأدنى في أوروبا (واحدة من كل عشر حالات) وفي منطقة غرب المحيط الهادئ (واحدة من كل إحدى عشرة حالة).

 

اقرأ أيضاً: بُشرى لمرضى السمنة.. منظمة الصحة العالمية تؤيد استخدام أدوية إنقاص الوزن للبالغين

 

وقال إيفان هوتان، مدير قسم مقاومة مضادات الميكروبات في منظمة الصحة العالمية: «النتائج مثيرة للقلق الشديد. فمقاومة المضادات الحيوية لا تتسع فحسب، بل تتزايد أيضاً بشكل غير متكافئ بين مناطق العالم. وكلّما قلّ وصول الناس إلى الرعاية الصحية الجيدة، زادت احتمالية معاناتهم من العدوى المقاومة للأدوية».

 

البكتيريا المقاومة للأدوية

 

لم يقدّر تقرير منظمة الصحة العالمية بشكل مباشر حجم الأثر الصحي العام الناجم عن مقاومة مضادات الميكروبات، لكنه أعاد التذكير بتقديرات سابقة تشير إلى أنّ هذه الظاهرة أسهمت في وفاة 4.7 ملايين شخص عام 2021، بينهم 1.14 مليون حالة وفاة ناتجة مباشرة عن بكتيريا مقاومة للأدوية.

وأظهرت دراسة نُشرت في مجلة "ذا لانست" في سبتمبر أيلول 2024 أنّ عدد الوفيات السنوي قد يرتفع بنسبة 70% بحلول عام 2050 ما لم تُتَّخذ إجراءات عالمية فعّالة للحد من الإفراط في استخدام المضادات الحالية وتطوير أدوية جديدة.

وشمل تقرير المنظمة بيانات من 104 دول تمثّل نحو 70% من سكان العالم، وغطّى ثمانية أنواع من الممرضات التي تثير قلقاً خاصاً في مجال الصحة العامة.

وأظهرت النتائج أنّ المقاومة كانت أكثر شيوعاً في التهابات المسالك البولية، حيث ظهرت في حالة من كل ثلاث، تليها التهابات مجرى الدم في حالة من كل ستّ، بينما كانت أقل انتشاراً في التهابات الجهاز الهضمي ومرض السيلان.

وأعرب الباحثون في منظمة الصحة العالمية عن قلق خاص إزاء تزايد مقاومة المضادات الحيوية الخطّ الأول لدى «الجراثيم الفائقة» المسببة لأخطر التهابات الدم، التي كثيراً ما تؤدي إلى تعفّن الدم وفشل الأعضاء والوفاة.

 

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: المضادات الحيوية قد لا تساعد في بقاء مرضى العدوى الفيروسية على قيد الحياة

 

تطوير مضادات حيوية جديدة

 

وأبدى الباحثون قلقاً خاصاً من تزايد مقاومة البكتيريا المسببة للالتهابات الدموية الخطيرة للمضادات الحيوية الخطّ الأول، وهي حالات غالباً ما تؤدي إلى تسمم الدم وفشل الأعضاء والوفاة.

وفي تقريرين مكمّلين نُشرا في 2 أكتوبر تشرين الأول، حذّرت المنظمة من تراجع جهود تطوير مضادات حيوية جديدة وتشخيصات للبكتيريا، مؤكدة أنّ خطوط البحث والتطوير في هذا المجال تشهد انكماشاً مقلقاً.

وقالت يوكوكو ناكاتاني، مساعدة المدير العام للمنظمة لشؤون النظم الصحية: «من دون مزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير، إلى جانب جهود مكرّسة لضمان وصول الأدوية الجديدة والقائمة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، ستستمر العدوى المقاومة للأدوية في الانتشار».

وأضاف هوتان أنّ تقلّص التمويل الدولي المخصص للصحة العامة، مثل إغلاق الحكومة البريطانية لبرنامجها الرائد «صندوق فليمنغ»، أجبر منظمة الصحة العالمية على تقليص أنشطتها في هذا المجال وتسريح عدد من موظفيها، معتبراً ذلك «ظاهرة مؤسفة ومثيرة للقلق».

أما جاياسري آيير، المديرة التنفيذية لمؤسسة «أكسس تو ميديسن» المعنية بمتابعة استخدام المضادات الحيوية حول العالم، فقالت إن تقرير المنظمة «يؤكد الحاجة العاجلة إلى تسريع البحث والتطوير لإنتاج مضادات حيوية بديلة، وضمان إتاحة العلاجات الفعّالة الحالية على نطاق أوسع للمرضى المناسبين».

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة