أعلنت شركتا «أوبن إيه آي» و«برودكوم» رسمياً عن شراكتهما، في خطوة تهدف إلى بناء ونشر بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي بقدرة تصل إلى 10 غيغاواط من المسرّعات المخصّصة، ضمن مساعٍ أوسع لتوسيع قدرات الحوسبة في هذا القطاع سريع النمو.
وقفز سهم «برودكوم» بنسبة 9% عقب الإعلان عن الصفقة، من دون أن تكشف الشركتان عن التفاصيل المالية للاتفاق.
وأوضح البيان أنّ التعاون بين الطرفين مستمر منذ نحو 18 شهراً، لكن الشركتين قررتا الآن الإعلان عنه رسمياً، مع خطط لتطوير ونشر وحدات من الرقائق المصمّمة من «أوبن إيه آي» بدءاً من نهاية العام المقبل. ويأتي ذلك بعد سلسلة من الصفقات التي أبرمتها «أوبن إيه آي» مع شركات مثل «إنفيديا» و«أوراكل» و«إيه إم دي»، في إطار سعيها لتأمين رأس المال والطاقة الحاسوبية اللازمة لتوسيع مشاريعها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، في بودكاست مشترك مع مسؤولي «برودكوم» صدر بالتزامن مع الإعلان: «لقد أصبحت هذه الأنظمة معقّدة إلى درجة أنك بحاجة إلى هيكل متكامل بالكامل».
اقرأ أيضاً: "سوفت بنك" تعتزم الاستحواذ على قسم الروبوتات في "إيه بي بي" السويسرية مقابل 5.4 مليارات دولار
وأضاف أن هذه الأنظمة تشمل الشبكات والذاكرة والحوسبة، وجميعها مصمّمة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات عمل «أوبن إيه آي»، وتُبنى على منظومة «إيثرنت» الخاصة بـ«برودكوم». وبحسب تقديرات الصناعة، تبلغ تكلفة مركز بيانات واحد بقدرة 1 غيغاواط نحو 50 مليار دولار، يُخصّص منها نحو 35 ملياراً عادةً للرقائق، وفقاً للأسعار الحالية لشركة «إنفيديا».
وأشار ألتمان إلى أن الاتفاق مع «برودكوم» يوفّر «قدراً هائلاً من البنية التحتية الحاسوبية لخدمة العالم في استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم»، مؤكداً أن المشروع سيسمح بتحقيق «مكاسب ضخمة في الكفاءة تؤدي إلى أداء أفضل، ونماذج أسرع وأرخص».
وتُعد «برودكوم» من أبرز المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تزود كبرى شركات التكنولوجيا برقائق مخصّصة تُعرف باسم «XPUs». ورغم أن الشركة لا تكشف عن أسمائها، فإن محللين أفادوا منذ العام الماضي بأن عملاءها الأوائل هم «غوغل» و«ميتا» و«بايت دانس» المالكة لتطبيق «تيك توك». وقد ارتفع سهم «برودكوم» بنحو 40% منذ بداية العام، بعد أن تضاعف في 2024، لتتجاوز قيمتها السوقية 1.5 تريليون دولار.
اقرأ أيضاً: إيرادات "برودكوم" الفصلية ترتفع إلى 15 مليار دولار بدعم من شرائح الذكاء الاصطناعي
من جهته، قال غريغ بروكمان، رئيس «أوبن إيه آي»، إن الشركة استخدمت نماذجها الخاصة لتسريع تصميم الرقائق وتحسين كفاءتها، موضحاً: «تمكّنا من تحقيق تقليصات هائلة في المساحة، إذ تُجري النماذج تحسيناتها الخاصة بعد ضخ قدرات حوسبة كبيرة في مكوّنات كان البشر قد حسّنوها بالفعل».
أما هوك تان، الرئيس التنفيذي لـ«برودكوم»، فقال إن «أوبن إيه آي» تبني «أكثر النماذج تطوراً على الإطلاق»، مؤكداً أن «القدرة الحاسوبية المتقدمة هي أساس التقدّم نحو النماذج الحدودية فائقة الذكاء»، مضيفاً: «حين تصمّم رقائقك الخاصة، تكون قادراً على التحكّم في مصيرك».
وأشار ألتمان إلى أن قدرة الـ10 غيغاواط «ليست سوى البداية»، مضيفاً: «على الرغم من أنها تفوق بكثير ما هو متوافر حالياً في العالم، فإننا نتوقّع أن يُستوعَب هذا الذكاء عالي الجودة بسرعة كبيرة وأن يُستخدم في تطبيقات مذهلة».
وتشغّل «أوبن إيه آي» حالياً بنية حاسوبية بقدرة تزيد قليلاً على 2 غيغاواط، وهي كافية لتشغيل «تشات جي بي تي» وتطوير خدمة إنشاء الفيديوهات «سورا» وإجراء أبحاث الذكاء الاصطناعي، إلا أن الطلب على قدرات الحوسبة يتزايد بسرعة.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أعلنت الشركة عن التزامات حوسبية تبلغ نحو 33 غيغاواط من خلال شراكات مع «إنفيديا» و«أوراكل» و«إيه إم دي» و«برودكوم».
وختم ألتمان قائلاً: «حتى لو امتلكنا اليوم 30 غيغاواط بنفس جودة النماذج الحالية، فسنصل إلى حد الإشباع بسرعة كبيرة بالنظر إلى حجم الطلب على هذه القدرات».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي