يعيد قرار القضاء اللبناني بالإفراج بكفالة ضخمة عن هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، بعد 10 سنوات من الحبس الاحتياطي، إلى الأذهان ما حدث مع هانيبال قبل هذا الاحتجاز، وأيضاً ملف اختفاء رجل الدين اللبناني موسى الصدر في سبعينات القرن الماضي.
وأمر قاضٍ لبناني، يوم الجمعة، بإخلاء سبيل هانيبال مقابل كفالة مالية 11 مليون دولار، بالإضافة إلى منعه من الخروج من لبنان.
ويواجه هانيبال تهماً تتعلق بإخفاء معلومات في قضية اختفاء موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين في ليبيا عام 1978.
اقرأ أيضاً: بعد 10 سنوات في الحبس الاحتياطي.. لبنان يفرج عن هانيبال القذافي بكفالة ضخمة
من هو هانيبال القذافي؟
هانيبال هو نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وولد في 20 سبتمبر/ أيلول في العاصمة الليبية طرابلس.
تزوج من عارضة الأزياء السابقة اللبنانية ألين سكاف، وتسبب هو وزوجته خلال عام 2008 في أزمة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا عندما تم اعتقالهما في فندق فاخر في مدينة جنيف بتهمة الاعتداء على اثنين من الموظفين السابقين لديه.
وطالب النظام الليبي سويسرا في ذلك الوقت بعدم توجيه أي اتهامات لهانيبال، وتقديم اعتذار عن مزاعم اعتدائه على الشخصين، وتم إسقاط القضية بعد التوصل إلى تسوية معهما وسحب الشكوى.
وفي أغسطس/ آب 2009، زار الرئيس السويسري في ذلك الوقت هانز رودلف ميرز مدينة طرابلس، وقدم اعتذاراً علنياً لليبيا لاعتقال هانيبال وزوجته، وفقاً لوكالة رويترز.
في عام 2011 وبعد سقوط نظام القذافي في ليبيا خرج هانيبال مع مجموعة من أفراد العائلة ـ بمن فيهم زوجة معمر القذافي صفية وابنه محمد وابنته عائشة ـ إلى الجزائر المجاورة، بحسب صحيفة التليغراف البريطانية.
في النهاية وصل هانيبال إلى سوريا، وحصل على اللجوء السياسي. وفي عام عام 2015 تم اختطافه لفترة قصيرة في لبنان، ثم حررته السلطات اللبنانية لتقوم باحتجازه منذ ذلك الوقت.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، ذُكر اسم هنيبال في قضية التمويل الليبي لحملة الرئيس الأسبق في فرنسا، نيكولا ساركوزي، الذي قضت محكمة بسجنه لمدة خمسة أعوام في هذه الدعوى.
وكشفت تحقيقات القضاء الفرنسي عن وجود محاولة محتملة لتقديم رشوة في لبنان خلال النصف الأول من العام 2021 من أجل إطلاق سراح هنيبال في مقابل تقديم معلومات قد تؤدي إلى براءة ساركوزي في قضية التمويل الليبي.
اقرأ أيضاً: قرار قضائي بتخفيض الكفالة المالية للإفراج عن حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة
من هو موسى الصدر؟
يعتبر موسى الصدر رجل دين وزعيم سياسي شيعي ولد في لبنان عام 1928، وكان له دور سياسي بارز خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، وأسس حركة أمل من أجل مواجهة الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وخلال زيارته إلى ليبيا اختفى الصدر ومحمد يعقوب وعباس بدر الدين. وحمل زعماء دينيين في لبنان معمر القذافي مسؤولية فقد الصدر مع رفيقيه. في حين نفى النظام الليبي السابق التهمة عن نفسه عدة مرات، مشيراً إلى مغادرة الثلاثي للعاصمة طرابلس متوجهين إلى إيطاليا، بينما نفت الدولة الأوروبية دخولهم إلى أراضيها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"
ويتهم رئيس البرلمان في لبنان نبيه بري، الذي خلف موسى الصدر في رئاسة "حركة أمل"، السلطات الجديدة في ليبيا في مرحلة ما بعد نظام القذافي بعدم التعاون في هذا الملف الحساس بالنسبة للبنان.
وفي بيان الأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية في ليبيا، إن السلطات الليبة أظهرت تعاونها مع لبنان، "آخره المذكرة الرسمية التي أرسلت عبر القنوات الدبلوماسية إلى الجهات العدلية والقضائية في لبنان" منذ شهر أبريل/ نيسان 2025، و"شملت عرضاً عادلاً لإنهاء القضية". لكن الوزارة ذكرت أن السلطات الليبية لم تتلقَ أي رد من الجانب اللبناني.
الحالة الصحية لهانيبال
يعاني هانيبال من تدهور في وضعه الصحي خلال السنوات الأخيرة على ما يبدو، في حين نفذ إضرابات عن الطعام من أجل الإفراج عنه، وفي العام قبل الماضي تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تدهور حالته.
ونقلت منظمة "هيومان رايتش ووتش" الحقوقية عن هانيبال خلال زيارة أحد باحثيها له في أغسطس/ آب الماضي، قوله إن صحته الجسدية تدهورت في السنوات الأخيرة، بما في ذلك آلام الظهر وكسر في الأنف وآلام شديدة في الرأس بسبب كسر في الجمجمة أصيب به خلال عملية اختطافه في لبنان عام 2015.
ويدفع هانيبال ببراءته من تهم إخفاء معلومات عن اختفاء موسى الصدر وآخرين، وينفي أي علاقة بالأمر، خاصة أن سنه كان في ذلك الوقت في نحو ثلاث سنوات.
وفي بيانها الأسبوع الماضي، حمّلت وزارة الخارجية الليبية: "الجهات والسلطات اللبنانية المسؤولية عن صحة (هانيبال) وحياته".
اقرأ أيضاً: بعد توقف دام خمس سنوات.. إيني الإيطالية تستأنف أعمال الحفر في منطقة بحرية شمال غرب ليبيا
كفالة ضخمة
في سياق آخر، وبعد القرار القضائي اللبناني الصادر اليوم قال محامي هانيبال الفرنسي لوران بايون، لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّه سيعمل على الطعن في الكفالة المقررة، خاصة في ظل عدم قدرة هانيبال على سداد المبلغ بسبب خضوع عائلة القذافي لعقوبات دولية.
وقال المحامي الفرنسي: "الإفراج المشروط بكفالة أمر غير مقبول إطلاقاً في حالة احتجاز تعسفي كهذه. سنطعن في الكفالة".
وذكر بايون أن موكله "خاضع لعقوبات دولية"، وأردف قائلاً: "من أين له أن يجد 11 مليون دولار؟".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي