موسم الأعياد في الهند يفرغ مخزونات الفضة

يشهد سوق الفضة العالمي أشدّ نقص في المعروض منذ عقود. فقد ارتفع الطلب الصناعي والاستثماري بشكل حاد، بينما تضاءلت مخزونات الفضة. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب التكديس في الهند، التي تحتفل بأكبر مهرجان هندوسي لديها.

في موسم الأعياد المزدحم، عانى سوق زافيري بازار في مومباي ومحلات المجوهرات في نيودلهي من نقص في الفضة، حتى أن العديد من صائغيها رفضوا قبول طلبات جديدة على المجوهرات الفضية أو القطع الأثرية، بحسب تقرير لصحيفة إنديا توداي، يوم الأحد 19 أكتوبر/ تشرين الأول.

---

شاهد أيضاً: ضغط بيع قصير تاريخي في لندن يشعل أسعار الفضة!

---

ويُقدّر نقص مخزون الفضة العالمي هذا العام بحوالي 118 مليون أونصة، أي حوالي 3.34 مليون كيلوغرام، سنوياً. 

ويبلغ الطلب على الفضة حوالي 1.148 مليار أونصة، بينما من المتوقع أن يظلّ العرض عند حوالي 1.03 مليار أونصة. 

بالتزامن مع الإقبال الكثيف، استنفدت مصفاة المعادن النفيسة MMTC-Pamp، أكبر مصفاة للمعادن النفيسة في الهند، مخزونها من الفضة لأول مرة في تاريخها، بحسب وسائل إعلام هندية. وقد أدى نقص الفضة إلى حروب مزايدة بين التجار، وفق مجلة بزنس ستاندرد الهندية.

وتشهد الفضة، وهي مادة أساسية في الإلكترونيات والسيارات الكهربائية والألواح الشمسية والمعدات الطبية، نقصاً في المعروض لا يواكب هذا النقص.

يقول بونيت داتا، مدير شركة مولتاني للمجوهرات في دلهي، الواقعة في أزقة كايلاش الكبرى الراقية: "لقد توقفنا عن قبول طلبات الفضة منذ العاشر من أكتوبر. الأمر نفسه ينطبق على معظم صائغي المجوهرات. لم تُبرم أي صفقات منذ الأسبوع الماضي".

في الهند، تُتداول الفضة بعلاوة سعرية مرتفعة مقارنةً بالأسعار العالمية، حيث يُواجه أكبر مستهلك للمعدن النفيس في العالم طلباً متزايداً من ملايين المستثمرين. 

وقد قفزت العلاوة السعرية إلى ما يصل إلى 10% مقارنةً بالأسعار العالمية، مما دفع صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة مادياً إلى تعليق الاشتراكات الجديدة.

نتيجةً لذلك، ارتفع سعر الفضة الفوري، الذي كان يحوم حول 30 دولاراً في بداية هذا العام، إلى مستوى قياسي بلغ 54.15 دولاراً للأونصة. 

في ظل هذه الظروف، ارتفع سعر الفائدة لاقتراض الفضة لليلة واحدة في بورصة لندن للمعادن إلى 200% سنوياً. 

ويعكس هذا الأمر نقصاً حاداً في مخزون الفضة المتاح للإقراض. 

ووفقاً لجمعية سوق السبائك في لندن، انخفضت مخزونات الفضة في لندن بأكثر من الثلث منذ منتصف عام 2021.

في ظل هذا الوضع، يُفاقم التكديس خلال مهرجان ديوالي “مهرجان الأضواء”، الذي يحتفل به الهندوس سنوياً في الخريف في جميع أنحاء الهند وحول العالم، من نقص المخزون. 

وفي الهندوسية، هناك تقليد لشراء المجوهرات والقطع الفاخرة لتكريم إلهة الثروة، لاكشمي، وقد تركز الطلب هذا العام بشكل خاص على الفضة. وفي نهاية المطاف، أصبح الفضة المادية نادرة في جميع أنحاء الهند، مما أدى إلى توقف مؤقت للتداول، مع تأثيرات متتالية على سوق الفضة العالمية.