توقعات بزيادة اندماج واستحواذ البنوك الأميركية بسبب مخاوف خسائر القروض وضعف الأسهم

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

أثارت المخاوف المتعلقة بتعرّض البنوك الأميركية لخسائر القروض توقعات بزيادة عمليات الاندماج والاستحواذ، حيث قد يدفع ذلك المشترين الكبار إلى السعي لضمّ منافسين أصغر أو أضعف، وفقاً لأربعة مصادر بارزة في القطاع.

ويأتي ذلك بعد أكثر من عامين على الانهيار المفاجئ لبنك وادي السيليكون، الذي هزّ الاستقرار في القطاع المصرفي، إذ تسبّبت إفلاسات شركات السيارات والقروض المتعثرة في تراجع أسهم البنوك خلال الأسابيع الأخيرة وأثارت المخاوف من احتمالية مزيد من الخسائر.

وانخفض مؤشر البنوك الإقليمية الأميركي (KBW) أكثر من 6% يوم الخميس قبل أن يستعيد بعض خسائره يوم الجمعة، فيما سجل المؤشر انخفاضاً يقارب 5% منذ بداية العام.

 

اقرأ أيضاً: مخاطر الائتمان الأميركية تهز معنويات أسواق المال العالمية

 

 

قال دان هارتمن، محامي في شركة «نتر» لرويترز: «لطالما كانت نشاطات السوق وتقييمات الأسهم محركاً لمحادثات الاندماج والاستحواذ، لذا من الممكن أن تسرّع التحركات الحالية في السوق هذه المحادثات»، مضيفاً أن البنوك كانت بالفعل منفتحة على عمليات الدمج والاستحواذ بفضل الموقف الأكثر ودية لإدارة ترامب تجاه الصفقات.

وأضاف هارتمن: «كلما كبرت البنوك، أصبحت أفضل استعداداً لمواجهة أي خسائر ائتمانية كبيرة».

وجاءت أحدث موجة قلق يوم الخميس، عندما كشفت «زاينز بانكوربوريشن» (ZIONS) عن خسائر مرتبطة بقرضين تجاريين وصناعيين، بينما أعلنت «ويسترن ألاينس» (WAL) أنها رفعت دعوى تتهم فيها شركة «كانتور جروب V» بالاحتيال، ما دفع بأسهم البنوك الأوسع نطاقاً للانخفاض.

ويأتي ذلك بعد إفلاسات شركتي «فيرست براندز» و«ترايكولور» في صناعة السيارات، ما أحدث صدمة في أسواق الائتمان خلال الأسابيع الأخيرة وألقى الضوء على تعرّض بعض أكبر البنوك العالمية للمخاطر.

 

إفلاسات البنوك

 

مع ذلك، هناك فروق جوهرية بين المخاوف الحالية وأزمة البنوك الإقليمية عام 2023، حسبما قال مسؤول رفيع في القطاع طلب عدم الكشف عن هويته، مضيفاً أن القلق بشأن جودة الائتمان يتفاقم لأن المعلومات المتعلقة بتعرّض البنوك للقروض عادةً ما تُحتفظ بها بشكل خاص. بينما كانت حالات عدم التوافق في الأوراق المالية التي أدت إلى إفلاسات البنوك عام 2023 واضحة للمساهمين، فإن خسائر الائتمان تُجمع ويتم الإفصاح عنها لمساهمي البنك فقط إذا تجاوزت عتبة مادية معينة.

وأشار المسؤول إلى أن المخاوف المتعلقة بالائتمان ستجعل المشترين أكثر حذراً عند متابعة صفقات الدمج والاستحواذ.

وأضاف المسؤول، إلى جانب مصدر آخر في القطاع، أن أي قلق متزايد بشأن البنوك الأصغر قد يعزز نشاط الاندماج والاستحواذ. ولم يذكر المسؤول أي بنك محدد كهدف، لكنه قال إن مجالس إدارة البنوك تصبح قلقة عندما ترى فترات طويلة من الضعف، ويكون من المرجح أن تضغط على الإدارة للنظر في خيار البيع.

مع ذلك، قال مصدران في القطاع إن المخاطرة الأعلى المرتبطة بالاستحواذ على بنوك قد تواجه مشكلات قد تجعل بعض المشترين يتريثون.

وأشار مصدر آخر في القطاع إلى أن مسؤولي البنوك ناقشوا عمليات الدمج والاستحواذ مع تحسن البيئة التنظيمية لإتمام الصفقات، استناداً إلى تفاعلاتهم مع عدة بنوك، دون ذكر أسماء بنوك محددة.

وأضاف مصدر آخر أن البيئة الاقتصادية الإيجابية الأوسع خلال الأشهر الأخيرة سهلت على المؤسسات اتخاذ قرار البيع.

 

شاهد أيضاً: في حال حدوث فقاعة.. هل تبقى البنوك الأميركية الكبار صامدة؟

 

أما عن الأهداف المحتملة، فقد ذكر مصدر في البنوك الاستثمارية لوكالة «رويترز» في وقت سابق من الشهر الجاري أن بنوكاً مثل «زاينز»، و«فلاجستار» (FLG.N)، و«فيرست هورايزن» (FHN.N)، و«إيست ويست» (EWBC.O)، و«بوبولار» (BPOP.O)، و«ويسترن ألاينس»، و«ويبستر فاينانشال» (WBS.N) قد تكون أهدافاً جذابة للصفقات، وذلك استناداً إلى تحليله الداخلي العام للبنوك وليس على معلومات عن صفقات محددة. ولم ترد هذه البنوك على طلبات التعليق فوراً.

 

زيادة عدد صفقات البنوك

 

شهدت صفقات البنوك ارتفاعاً، حيث تم الإعلان عن 51 صفقة مصرفية في الربع الثالث، وهو أعلى إجمالي ربع سنوي خلال أربع سنوات، وفقاً لمزود البيانات «S&P Global Intelligence».

ومع ذلك، يُعتبر تقلب أسعار الأسهم عموماً أمراً سلبياً بالنسبة لإتمام الصفقات، لأنه يصعّب الاتفاق على التقييم المالي. وقد يتم تأجيل اعتبارات الاندماج والاستحواذ في المراحل المبكرة حتى يستقر السوق الأوسع خلال الأيام والأسابيع المقبلة. ومع ذلك، تؤكد حالة عدم اليقين هذه أهمية الحجم الكبير للبنوك في امتصاص الصدمات السوقية والائتمانية، مما يدعم التوقعات طويلة الأجل للصفقات، وفقاً لمصرفي في القطاع.

وبالنسبة للبنوك الأصغر، قد تدفع مشكلات الائتمان مجالس الإدارة أو المساهمين للضغط عليها للبيع لمؤسسات مالية متوسطة الحجم.

وأشار مايكل دريسكول، مسؤول تصنيف الائتمان لدى «Morningstar DBRS» لتصنيفات المؤسسات المالية العالمية، إلى أن القروض المصرفية أداءها أفضل من المتوقع. وقال: «كانت الخسائر منخفضة، لذا فإن هذه المشاكل الأخيرة المتعلقة بالقروض الكبيرة أثارت المخاوف بشأن تدهور أوسع. ولكن أحد الدروس المستفادة من إفلاسات البنوك الإقليمية عام 2023 هو أن تمويل البنوك يمكن أن ينهار أسرع مما كان عليه في الماضي إذا ظهرت مشكلات كبيرة».

وقال غريغ هيرتريتش، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في «Nomura»، إن التراجع الأخير في السوق سيعيد إحياء محادثات الصفقات الاستراتيجية، بدلاً من دفع مشترين أو بائعين جدد إلى الظهور. وأضاف: «إذا طرأت تغييرات على تقييم السوق للقيمة التشغيلية لهذه المؤسسات، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع الجداول الزمنية للصفقات».

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة