تهيمن تحديات تجارية على الجولة الآسيوية التي يبدأها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد، في ظل ترقب العديد من دول القارة إبرام اتفاقات مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية التي سببت أزمة عالمية منذ أعلنها ترامب في "يوم التحرير"، والأهم إزالة التوتر بين واشنطن وبكين الذي أرهق الاقتصاد العالمي.
وقال مسؤول أميركي كبير، يوم الجمعة24 أكتوبر/ تشرين الأول، إن الرئيس ترامب سيولي أهمية قصوى في محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ للعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال اجتماعهما الأسبوع المقبل، لكنه سيكون مستعداً لمناقشة مواضيع أخرى.
اقرأ أيضاً: واشنطن تبدأ تحقيقاً بشأن امتثال الصين للاتفاق التجاري لعام 2020.. وبكين ترفض الاتهامات
وأضاف المسؤول في إحاطة للصحفيين قبل زيارة ترامب إلى آسيا أن الجانب الأميركي يشعر بقلق خاص حيال "بعض الإجراءات التي أعلنتها الصين في الأسبوعين الماضيين والتي تهدد حقاً الاستقرار الاقتصادي العالمي"، وفق رويترز.
وأعلنت الصين فرض قيود على تصدير المعادن والعناصر الأرضية النادرة في الأسابيع القليلة الماضية.
ويزور ترامب ماليزيا يومي 26 و27 تشرين الأول/أكتوبر لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قبل الانتقال إلى اليابان ثم إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك" التي تبدأ في 29 منه.
في ما يأتي بعض القضايا الأساسية المطروحة خلال هذه الجولة:
اتفاق مع ماليزيا
يتوقع أن تنجز ماليزيا اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة خلال زيارة ترامب إلى كوالالمبور، بعدما أكد رئيس وزرائها أنور إبراهيم أن المفاوضات مكتملة بنسبة 99.9%.
وأضاف أن الحكومتين ستوقعان اتفاقيات أولية لتعزيز التجارة والاستثمار، تشمل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والرقمنة والطاقة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وفرضت واشنطن رسوماً جمركية نسبتها 19% على السلع من ماليزيا، ويدرس ترامب فرض تعرفات إضافية على الرقائق المستوردة. وتشكّل أشباه الموصلات 40% من صادرات ماليزيا، وهي سادس أكبر مصدّر لها في العالم.
المعادن النادرة مع الصين
يزور نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ ماليزيا لإجراء مفاوضات تجارية مع وزير الخزانة الأمdvكي سكوت بيسنت، تسبق القمة المرتقبة بين ترامب ونظيره شي جينبينغ في كوريا الجنوبية الخميس.
شاهد أيضاً: سباق المعادن النادرة يعود للاشتعال بين واشنطن وبكين
وأمل ترامب الأربعاء في إبرام اتفاق شامل مع نظيره الصيني، بعد تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
وتعرضت الهدنة التجارية للتهديد في الأسابيع الأخيرة بسبب موجة جديدة من التدابير التقييدية، والتي تتراوح بين فرض رسوم باهظة على سفن كل طرف في الموانئ، وتوسيع ضوابط التصدير على التكنولوجيا والمعادن الأرضية النادرة.
بدورها، أعلنت الصين أنها ستشدد القيود على تصدير المعادن النادرة، وهي مواد أساسية للتصنيع تحظى الصين بشبه احتكار لها. ورداً على ذلك، لوّح ترامب بفرض تعرفات إضافية باهظة.
وقال محللون إن تأكيد لقاء ترامب وشي يُشير إلى نية لتهدئة التوترات وإعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح.
ورأى هان شين لين، مدير مكتب الصين في شركة الاستشارات العالمية "مجموعة آسيا": "سيكون هذا اجتماعاً للزعماء محفوفاً بالمخاطر، ولكنه ذو عوائد كبيرة"، في ظل سعي الجانبين لإعادة ضبط العلاقات، وفق شبكة CNBC.
بينما يحتفظ كلا الجانبين بنفوذ كبير، تبدو بكين "أكثر استعداداً للانسحاب من أي اتفاق لا يُلبي أهدافها"، وفقاً لما قاله غابرييل وايلدو، المدير الإداري لشركة تينيو الاستشارية لشبكة CNBC، بينما قد يرغب ترامب في تجنب فرض تهديد فرض رسوم جمركية بنسبة 100%.
وعلى الرغم من التصعيد الأخير، أضاف وايلدو أن اجتماع ترامب وشي المُقبل سيكون عاملًا أساسياً في استعادة "قدر من الهدوء في العلاقات الثنائية" وتمهيد الطريق لدفعة تفاوضية أخيرة نحو اتفاق تجاري في أوائل عام 2026.
استثمارات اليابان
في طوكيو، تستقبل رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة ساناي تاكايشي ترامب.
وتطالب واشنطن باستثمارات يابانية في الولايات المتحدة بقيمة 550 مليار دولار، مقابل الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تموز/يوليو لخفض التعرفات التي فرضتها واشنطن على طوكيو.
وتعهدت الأخيرة بأن تكون ما نسبته 1 إلى 2% من هذا المبلغ استثمارات مباشرة، على أن يكون الباقي على شكل قروض وضمانات، وهي نقطة تباين يتوقع أن تثار في المباحثات بين ترامب ورئيسة الوزراء.
إلى جانب ذلك، يرجح أن تُبحث هي طلب واشنطن بأن توقف طوكيو استيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا.
وتواجه اليابان رسوماً أميركية مرتفعة على صادراتها الرئيسية. وعلى الرغم من أن ترامب قد خفض الرسوم على الواردات من السيارات اليابانية إلى 15%، إلا أن هذه النسبة تبقى مرتفعة للغاية من منظار المصنعين. كما تبقى الرسوم الأميركية على الفولاذ الياباني بنسبة 50%.
اتفاق مع كوريا الجنوبية
على المقلب الآخر، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الأسبوع الماضي أن واشنطن تقترب من إنجاز اتفاق تجاري مع سيول.
وقال المسؤول في الرئاسة الكورية الجنوبية كيم يونغ بوم إن الطرفين أحرزا تقدماً كبيراً نحو ذلك، على رغم أن التفاصيل لم تنجز بعد.
اقرأ أيضاً: الحرب التجارية بين أميركا والصين تُعيد رسم ملامح النظام الاقتصادي العالمي
وكان ترامب أعلن في يوليو/ تموز أنه وافق على خفض التعرفات على المنتجات الكورية الجنوبية إلى 15%، مقابل التزام سيول باستثمار 350 مليار دولار في الولايات المتحدة. ولا تزال شروط هذه الاستثمارات موضع نقاش، وأبقت واشنطن على الرسوم الجمركية على السيارات الكورية الجنوبية.
وتوترت العلاقات بين الجانبين في الآونة الأخيرة بعد توقيف شرطة الهجرة الأميركية مئات العمال الكوريين الجنوبيين، قبل إعادتهم الى بلادهم.
اتفاق أولي مع إندونيسيا
توصلت جاكرتا وواشنطن إلى اتفاق أولي بشأن الرسوم في يوليو/ تموز، أدى الى خفض الرسوم الأميركية على السلع الإندونيسية إلى 19%، لقاء استثمارات كبيرة وتعهد إندونيسيا شراء 50 طائرة بوينغ، بحسب ترامب.
وقال وزير الاقتصاد الإندونيسي إيرلانغا هارتارتو الاثنين إن المفاوضات بين الجانبين "علّقت موقتاً" في ظل الشلل الحكومي في الولايات المتحدة.
صادرات فيتنام
توصلت فيتنام إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في تموز/يوليو لخفض الرسوم على صادراتها الى 20%، لكنها لا تزال تعاني من الرسوم الخاصة التي فرضتها واشنطن على قطاعات بعينها.
اقرأ أيضاً: مديرة صندوق النقد: هناك سحابة سوداء من عدم اليقين تخيم على الاقتصاد العالمي
وفرضت واشطن في أكتوبر/ تشرين الأول رسوماً قدرها 25% على الواردات من الأثاث، والتي تشكّل 10% من صادرات فيتنام إلى الولايات المتحدة. وأبدت هانوي رغبة في التفاوض التجاري على أساس العدالة والمساواة والمنفعة المتبادلة.
مصالحة مع الهند
من المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة آسيان عبر الفيديو، علماً بأن نيودلهي لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع إدارة ترامب.
وتوترت العلاقة بين البلدين في أغسطس/ آب عندما رفعت واشنطن الرسوم الجمركية على الصادرات الهندية إلى 50%، لكن ترامب ومودي اعتمدا منذ ذلك الحين نبرة تصالحية.
قد تخفّض أميركا بشكل كبير الرسوم الجمركية المفروضة على الصادرات الهندية، في وقت تقترب فيه واشنطن ونيودلهي من التوصل إلى اتفاق تجاري قد يتضمن التزام الهند بخفض مشترياتها من النفط الروسي.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي