أبلغت الصين اليابان بأنها ستفرض حظراً على جميع واردات المأكولات البحرية اليابانية، في ما بدا أنه أحدث تصعيد في النزاع الدبلوماسي المتصاعد بين أكبر اقتصادين في آسيا، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام.
وتصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن صرّحت رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة، ساناي تاكايتشي، هذا الشهر بأن أي هجوم صيني على تايوان يهدد بقاء اليابان قد يثير ردّاً عسكرياً.
طالبت الصين بتراجع تاكايتشي عن تصريحاتها، وحثّت مواطنيها على عدم السفر إلى اليابان، ما أدى إلى إلغاءات جماعية قد تُلحق ضربة كبيرة بالاقتصاد الياباني، رابع أكبر اقتصاد في العالم.
وعند سؤاله عن التقارير في مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ: «في ظل الظروف الحالية، حتى لو تم تصدير المأكولات البحرية اليابانية إلى الصين، فلن تجد سوقاً لها».
وأكد أنّه إذا لم تتراجع تاكايتشي عن تصريحاتها، فستضطر الصين إلى اتخاذ «إجراءات مضادة صارمة وحاسمة».
اقرأ أيضاً: اليابان تحث مواطنيها في الصين على الحذر مع تصاعد التوتر الدبلوماسي
من جهته، قال الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني، مينورو كيهارا، للصحفيين إن طوكيو لم تتلق أي إشعار من الحكومة الصينية بشأن حظر المأكولات البحرية.
قبل أشهر قليلة، خفّضت بكين جزئياً القيود على المأكولات البحرية اليابانية، والتي كانت قد فُرضت بسبب قرار طوكيو قبل عامين بتصريف مياه معالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، الموقع الذي شهد كارثة نووية عام 2011 عقب زلزال وتسونامي مدمرين.
وأفادت هيئة البث اليابانية ووكالة كيودو للأنباء، نقلاً عن مصادر، بأن الصين أبلغت اليابان أن إعادة فرض الحظر جاءت بسبب الحاجة لمزيد من المراقبة لإطلاق المياه.
ومواجهة موجة من الردود اللاذعة من دبلوماسي صيني في اليابان ووسائل الإعلام الرسمية الصينية تجاه تاكايتشي، حذّرت اليابان مواطنيها في الصين يوم الاثنين من تشديد الاحتياطات الأمنية وتجنب الأماكن المزدحمة.
وأكدت طوكيو أن تصريحات تاكايتشي في البرلمان تتماشى مع موقف الحكومة، مما يشير إلى أن أي انفراجة في الأزمة ليست وشيكة.
كانت الصين قد أعلنت في يونيو حزيران أنها ستستأنف استيراد المنتجات البحرية اليابانية من جميع المحافظات باستثناء 10 من أصل 47 محافظة.
ويُعدّ إعادة فرض الحظر ضربة موجعة للعديد من الشركات التي تتطلع للعودة إلى سوق كان يشكّل سابقاً أكثر من خُمس صادرات اليابان من المأكولات البحرية.
وأوضح وزير الزراعة الياباني، نوريكازو سوزوكي، للصحفيين يوم الثلاثاء أن نحو 700 مُصدّر ياباني تقدّموا لإعادة التسجيل للشحنات إلى الصين، إلا أنّ ثلاثة فقط حصلوا على الموافقة حتى الآن.
وقبل الحظر الذي فُرض في 2023، كانت الصين أكبر مشتري للـ«أسكالوب» الياباني ومستورد رئيسي للخيار البحري.
شاهد أيضاً: اليابان تستفز الصين بالدفاع عن تايوان والأخيرة تصعد بالمقاطعة التجارية
وعلى نحو أكثر مباشرة، قد تكون لمقاطعة السفر الصينية تداعيات واسعة على الاقتصاد الياباني الهش. حيث يشكّل قطاع السياحة نحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي الياباني، وفقاً لمجلس السفر والسياحة العالمي، وكان مصدراً رئيسياً للنمو في السنوات الأخيرة، بينما يشكل الزوار من الصين القارية وهونغ كونغ نحو خُمس إجمالي الوافدين، وفقاً للبيانات الرسمية.
تأثير النزاع على السفر والفنون اليابانية
قدمت أكثر من 10 شركات طيران صينية استرداد قيمة التذاكر للرحلات المتجهة إلى اليابان حتى 31 ديسمبر كانون الأول، حيث قدّر محلّل في إحدى شركات الطيران أن نحو 500 ألف تذكرة أُلغيت بالفعل.
وأفاد موظف في بنك صيني مملوك للدولة بأن الإدارة أبلغتهم بشكل غير رسمي يوم الثلاثاء بأن طلبات السفر إلى اليابان لن تُوافق في الوقت الراهن، ورفض الموظف الكشف عن هويته نظراً لحساسية الموضوع.
أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن تأجيل الاجتماع السنوي للأكاديميين من كلا البلدين المقرر في بكين يوم السبت، بسبب التداعيات السياسية. كما أُلغي حدث آخر يروّج للصداقة بين اليابان والصين المقرر في 21 نوفمبر تشرين الثاني في مدينة هيروشيما الغربية.
وتأثر الفنانون اليابانيون أيضاً بالجدل، حيث ألغيت عروض كوميديين يابانيين في مهرجان قادم في شنغهاي بسبب «ظروف لا مفر منها»، وفقاً لشركة Yoshimoto Kogyo للترفيه. كما تم تعليق عروض أفلام يابانية قادمة في الصين، وألغى فرقة شبابية يابانية حدثاً جماهيرياً في قوانغتشو مطلع الأسبوع، مبررة ذلك بـ«القوة القاهرة».
وحاول بعض النجوم اليابانيين البارزين في الصين تجنّب ردود الفعل السلبية بإرسال رسائل دعم للصين. وكتبت المغنية اليابانية MARiA على منصة ويبو يوم الثلاثاء: «الصين بالنسبة لي كالوطن الثاني، وجميع أصدقائي في الصين هم عائلتي الغالية — سأدعم دائماً سياسة الصين الواحدة».
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي