تتجه وول ستريت نحو أسبوع قصير بسبب العطلة، مترقبة صدور البيانات التي تأخرت بفعل إغلاق الحكومة، إلى جانب استمرار القلق بشأن تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي والإنفاق الضخم على مراكز البيانات.
سيحاول المستثمرون فهم ما تعنيه هذه التطورات لخطوة مجلس الاحتياطي الفدرالي التالية بشأن أسعار الفائدة.
ويشار إلى أن السوق مغلقة يوم الخميس بمناسبة عيد الشُكر، ويستأنف التداول يوم الجمعة، في البداية غير الرسمية لموسم التسوق، مع إغلاق مبكر عند الساعة 1 ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي.
عودة تدفق البيانات
مع إعادة فتح الحكومة وعودة الوكالات الفدرالية إلى العمل، بدأت "وول ستريت" أخيرًا في تلقي التقارير الاقتصادية من وزارتي العمل والتجارة. لكن الجداول الزمنية لا تزال غير منتظمة، ومعظم البيانات باتت قديمة.
أقرأ أيضاً: اختراق واسع لبيانات عملاء البنوك الأميركية.. ومكتب التحقيقات الفدرالي يفتح تحقيقاً
هذا الأسبوع، سيصدر مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة تقرير مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر/أيلول في الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي يوم الثلاثاء. وفي التوقيت ذاته، سيصدر مكتب إحصاءات العمل مؤشر أسعار المنتجين لشهر سبتمبر. ورغم أهمية هذين التقريرين في قياس إنفاق المستهلكين وتأثير الرسوم الجمركية على هوامش أرباح الشركات، فإن هذه البيانات تعود إلى شهرين ماضيين.
ويمثّل شهر سبتمبر في البيانات الحكومية نهاية الربع الثالث، لذلك من الأنسب الاعتماد أكثر على النتائج الفصلية الأخيرة والإرشادات المستقبلية التي أعلنتها شركات التجزئة الكبرى مثل أمازون، وTJX، ووولمارت، وتارغت وغيرها، بحسب تقرير لـ CNBC.
وأظهرت نتائج التجزئة أن المستهلكين لا يزالون قلقين بشأن الاقتصاد والتضخم، ويتجهون لشراء السلع منخفضة الأسعار للحصول على أفضل قيمة.
توقعات أسعار الفائدة
نقص البيانات الاقتصادية الحكومية جعل مهام صانعي السياسات في "الفيدرالي" أكثر صعوبة؛ فكيف يمكن للمسؤولين تقييم هدفي التفويض المزدوج -تحقيق أقصى توظيف واستقرار الأسعار- وهم معصوبو الأعين؟
ورغم أن استطلاعات القطاع الخاص وتصريحات الشركات خلال موسم النتائج تقدّم بعض الإشارات، إلا أن الفدرالي يعتمد أيضاً على بيانات الوكالات الحكومية.
وقال رئيس الفدرالي جيروم باول بعد اجتماع أكتوبر/ تشرين الأول إن خفض الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول ليس مضمونًا، بعدما أربك إغلاق الحكومة الصورة، رغم أن الأسواق كانت تراهن في البداية على خفض مؤكد.
ثم تراجعت تلك الاحتمالات بقوة، مع تقدير أداة CME FedWatch لفرصة الخفض عند 40%.
لكن رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، جون ويليامز، غيّر المعادلة الجمعة 21 نوفمبر الجاري. ففي تصريحات تسبق خطاباً في سانتياغو، تشيلي، قال إنه يرى "مجالًا لمزيد من التعديل" في الفائدة، ما أعاد فتح الباب أمام خفض محتمل في ديسمبر - سيكون الثالث هذا العام. وارتفعت الأسواق فورًا بعد تصريحاته، متجاهلة القلق حول تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي. وقفزت احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى 70%.
سيعقد الفيدرالي آخر اجتماع له هذا العام يومي 9-10 ديسمبر/ كانون الأول. ومع إلغاء بيانات مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر/تشرين الأول، وصدور أرقام التوظيف لشهري أكتوبر ونوفمبر معًا في 16 ديسمبر، سيظل الفدرالي يفتقد جزءًا من أدواته.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي